حكمت المحكمة اللوائية في تل ابيب هذا الاسبوع على شركة "البار" بدفع تعويضات مالية بقيمة 80 الف شيكل للعامل العربي ابن مدينة اللد ايهاب نوفل الذي تم فصله من العمل لأنه عربيّ.

وكان ايهاب نوفل ابن الـ 23 عامًا قد عمل كسائقا في شركة "البار" الموجودة في مطار "بن غوريون" الدولي لمدة 9 اشهر، وتم اقالته من عمله في شهر شباط 2014 بعد أن دُعي للجنة السلوكية في الشركة وتم الاستماع الى اقواله، وادعى ممثل الشركة في حينه ان الاقالة جاءت نتيجة لتقليص في القوى العاملة.

اقلت لأني عربيّ، فلا يوجد مبررات أخرى 

وفي حديثٍ مع نوفل قال: هذه سابقة قانونية يشهد لها القضاء في البلاد.

وأضاف: بعد ان عملت في الشركة لمدة 9 اشهر، وتركت انطباعًا جيدًا لدى جميع المسؤولين في الشركة، تمت دعوتي الى لجنة من اجل ان يتم اقالتي، حيث تم اعلامي بان الشركة قررت تقليص عدد العمال وعليه سوف يتم اقالتي من العمل، ولكن هذا لم يكن السبب، لانني علمت بعد ذلك بان الشركة قد احضرت بعد اقالتي 4 عمال، وانما سبب الاقالة جاء فقط كوني عربيًا.

واضاف ايهاب نوفل الذي التحق بكلية الحقوق للدراسة، وهو اليوم طالب جامعي سنة ثانية حقوق: الامر الذي دفعني لتقديم الشكوى، هي الحقيقة ان الجميع كان يقدر عملي في هذه الشركة، وكنت من العاملين المتميزين، وفجاة قرروا اقالتي ومن ثم بداوا بالتفتيش عن تبريرات لاسباب الاقالة، حيث كنت مقتنعا تماما بانني لم اقم باي عمل يتوجب اقالتي، حيث بعدها كان هنالك تبريرات مختلقة من قبل الشركة، مرة يقولون بانه يتم سرقة سيارات من الشركة، وتارة اخرى يقولون بانني اريد ان اذهب للدراسة الجامعية، وكل هذا لم يٌقنع قاضي المحكمة الذي عرف بان وضع الشركة الحالي لا يستدعي اقالة عمال وخاصة انني كنت من العاملين الجيدين في هذه الشركة.

قرار المحكمة تعدى الحد الاقصى للتعويضات

واختتم ايهاب نوفل حديثه لموقع "بكرا": كتب قاضي المحكمة في حكمه الصادر بان التعويضات القصوى في مثل هذه القضايا كانت تصل الى مبلغ 50 الف شيكل كحد اقصى، ولكنه اصر على ان تكون التعويضات في هذه القضية اكثر من ذلك حيث وصلت الى 80 الف شيكل و16 الف شيكل مصاريف المحكمة، حيث قال القاضي بان اصدر هذا القرار حتى تكون هذه القضية عبرة للجميع، وسابقة في تاريخ القضاء في البلاد، حيث هنالك العديد من حالات الطرد من العمل تاتي نتيجة لاسباب غير مهنية، ويشتم منها رائحة التمييز والعنصرية ولهذا اصدر القاضي قراره هذا، وانا على ثقة تامة بان الشركة لن تقوم بالاستئناف على هذا القرار لانها تعلم جيدا ان سبب طردي من العمل كان فقط من منطلق عنصري، ولهذا السبب لم اتردد بتاتا في رفع دعوة قضائية ضد الشركة، حتى لا تسلك شركة اخرى هذا التصرف العنصري تجاه عمال عرب، حيث اعتقد بانني لقّنت هذه الشركة وكل من يحاول اقالة عاملين من منطلق عنصري درسا جيدا لن ينسوه.

مريم كبها: قضية ايهاب نوفل ستؤدي الى توعية العمال العرب والمشغلين

بدورها عقبت المحاامية مريم كبها، من مفوضية تكافؤ الفرص في امكان العمل لـ "بكرا" قائلة: قضية ايهاب نوفل هي قضية مهمة، وتكمن في توعية العامل العربي في اللجوء للقضاء في حالة من حالات التمييز او العنصرية، وعدم السكوت في هي حالة مشابهة لاي عامل عربي، كما انها ترسل رسالة واضحة من القضاء في البلاد لكل المشغلين، الذين يحاولون في مرات مشابهة التعامل مع العامل العربي على اساس عنصري، واليوم هذه اصبحت بمثابة سابقة قضائية لا بد بانها ستلجم مُشخلين عديدين، حيث التعويض الذي مُنح لايهاب نوفل هو تعويض كبير، سيجعل المشغل ان يفكر مرتين قبل ان ينهج نهج التمييز.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]