تعتبر عائلة علي مباركي من العائلات الأساسية والمعتبرة والمالكة للأراضي في قرية النهر التي كانت تقع شرق مدينة عكا، وقد اعتمدت عائلة علي مباركي وإخوانه على الفلاحة البعلية والمروية كمصدر أساسي في معيشتهم، لذا كانت حالتهم الاقتصادية مزدهرة ومتطورة في مقاييس تلك الفترة وذاك الزمن مقارنة مع الفلاحين بالأجرة وبقية أبناء شعبنا.

حسين علي مباركي هو اكبر اخوانه، أربعة اخوة وثلاث أخوات، وكان يعتبر الساعد الأيمن لوالده والعائلة في إدارة الشؤون الحياتية في زراعة وفلاحة الأرض وطرق التصريف والبيع والشراء، وعندما بلغ الثامنة عشره من عمره تم تدمير قرية النهر ومحو معالمها وتحويلها من جنة الى خربة مدمرة وتشريد اهلها في بقاع الارض المختلفة .

قرية النهر قرية عربية تبعد حوالي 14 كم إلى الشمال الشرقي من عكا، على طريق عكا- ترشيحا، وتحيط بها قرى أم الفرج من الغرب والكابري من الشرق والغابسية والشيخ داوود ودنون من الجنوب الشرقي، تمتلك قرية النهر حوالي 5261 دونماً منها 28 دونم مبني و5079 أراض زراعية جميعها ملك لأهلها العرب، تشتهر بزراعة الحمضيات على أنواعها وهي الأولى في القضاء حيث تبلغ مساحة الأراضي التابعة للنهر و المزروعة حمضيات 2066 دونما، بالإضافة إلى 310 دونم من الزيتون حيث كانت هناك معصرة لصناعة الزيت في القرية قرب نبع الفوارة وهذه المعصرة ملك لآل العفيفي، أكبر عائلة في القرية، بالإضافة إلى بساتين الكرمة و الأشجار المثمرة و الخضراوات والفواكه المتنوعة، والقرية عبارة عن حارتين، الحارة الأولى تسمى الحارة الشرقية وكان يطلق عليها النهر، والحارة الغربية وكان يطلق عليها "تل النهر" وللاختصار تسمى "التل"، والتل تقوم على هضبة مرتفعة حوالي 50 متراً عن سطح البحر، يوجد قرب القرية تل يسمى تل القهوة وفيه الكثير من الآثار.

تعتبر اسرائيل خادمة للاستعمار الامريكي والغربي

وفي حديث لمراسلنا مع حسين علي مباركي (ابو فاتن) وهو المهجر من قرية النهر ويبلغ من العمر 86 عاما ويسكن اليوم في قرية ابو سنان قال: عندما تقوم دولة بمصادرة اراضي الناس وبالمقابل تأتي لشراء هذه الارض فاذا هم يعترفون انهم صادروها، اي انهم يعترفون ان هذه الارض ليست لهم، هم صادروا الاراضي واحتلوا القرى وازالوا مئات القرى العربية من الوجود وزرعوا عليها الاحراش كي يقولوا انه لم يكن هنا فلسطينيون، واليوم تعتبر اسرائيل خادمة للاستعمار الامريكي والغربي مثلهم مثل ال سعود والحكام العرب المفروضين على الشعوب العربية بالقوة والكرباج .

وأضاف: لا يضيع حق ورائه مطالب. الاسرائيليون فكروا ان كبار السن سيموتون والجيل الصاعد سينسى القضية الفلسطينية، عندما يجتمع الالاف في مهرجان ذكرى النكبة شيبا وشبابا ، فاذا هم يدركون ماذا يفعلون، هم لم يأتون للتنزه بل للتأكيد عن حقهم وعن اصرارهم بمتابعة مسيرة الكبار ، اسرائيل لا تستطيع ان تحتل من الطرفين اي من النيل للفرات، ولكن استطاعت ان تحتل بطريقة مختلفة وهي العمل على الاحتلال داخل المجتمع العربي من الناحية الطائفية والمذهبية، كي يبقوا مسيطرين على هذا الوضع .

ما دام هؤلاء العنصريون في الكنيست يجلسون ويتاجرون بالتوراة لن ولم يأتي السلام

وانهى قائلا: استطيع ان اؤكد، انهم استطاعوا مصادرة الوطن، ولكن لا يستطيعون مصادرة حبنا للوطن لأنه مستحيل  الفلسطيني ما زال يحمل مفتاح بيته ويسلمه من جيل الى اخر فمن هنا نشعر ونرى الامل، اذا يوجد عقلاء عند الشعب اليهودي بدرجة " ديغول " الذي استطاع ان يوقف الحرب بين فرنسا والجزائر والثورة الجزائرية، حيث قال للرأسماليين الفرنسيين، لا نريد بعد اليوم ارسال ابنائنا ليقتلوا سنعطي الاستقلال للجزائر ونريد ان تكون شراكة بالبيع والتجارة وهكذا اصبح السلام بين الشعبين ، ليكون " ديغول " اليهودي صانع السلام ومن هنا ممكن ايضا ان يكون سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين ، ولكن ما دام هؤلاء العنصريون في الكنيست يجلسون ويتاجرون بالتوراة لن ولم يأتي السلام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]