ثماني وستون عاما مرت على ذكرى النكبة، وتهجير اهالي بعض القرى العربية من اراضيهم، ولكن الجرح ما زال مفتوحا والامل ما زال يراود كل فلسطيني في هذه البلاد، بان لا بد بان يأتي اليوم ويعود كل مهجر الى بيته، المفتاح ما زال بالجيب وسيحافظون عليه ما داموا على قيد الحياة، وسوف يرثوه لابنائهم بأمل العودة في يوم ما.

ابو خليل جدو من قرية لوبية في الاصل ومن سكان دير حنا حاليا، كان في الرابعة عشر من عمره، حين أجبر هو وعائلته بالرحيل عن قريته بعد معارك طاحنة مع قوات الجيش الاسرائيلي في قرية لوبية، والتي راح خلالها العديد من الضحايا من صفوف الجيش الاسرائيلي، اليوم هو ابن الـ 82 سنة ما زال يؤمن بالعودة، ويحلم خلال نومه بانه يجلس بين احضان الطبيعة في قريته المهجرة لوبية.

لم نستسلم لهذا غضب اليهود علينا وقاموا بترحيلنا

مراسلنا التقى بالحاج ابو خليل الذي سرد قصة تهجيره والمعاناة التي عانها الشعب الفلسطيني، والامل الذي ما زال يراوده، حيث قال:" بعد معارك طاحنة مع الجيش الاسرائيلي، لو بقينا هناك لقتلونا، حيث غضب اليهود على اهالي لوبية كثيرا، كان العرب يقتلون القتيل اليهودي، وياتي اليهود لكي ياخذوا الجثة، ولم يرض اهالي لوبية تسليمهم الجثث، وكنت شاهدا على عدة جثث ليهود ملقاة على الارض لعدة ساعات، قاموا باغلاق الشوارع معتبرين انفسهم دولة بكل معنى الكلمة، لكن الحق يقال كانوا بواسل وقاوموا بكل قوة الجيش اليهودي، 16 شهيد من لوبية سقط في ليلة واحدة، لذلك قرروا ترحيلنا كانت لوبية من اكبر القرى في قضاء طبريا والتي بلغ عدد سكانها انذاك اكثر من 3000 نسمة، من عائلات مختلفة عائلات، العطوات ،الشهايبة، العجاينة، الشناشرة، سمنلوت وحجو تم تهجيرهم جميعا، اعتاش اهالي قرية لوبية على الزراعة، وكان هناك القليل من التجار".

قالوا لنا 7 ايام وها نحن اليوم نقترب للسنة السبعين

واضاف الحاج ابو خليل:" قادنا انذاك الجيش العربي وجيش الانقاذ وقال لنا يجب الرحيل الى لبنان لمدة 7 ايام او سبع شهور وها نحن اليوم نقترب للسنة السبعين ولم نعد، لم نرحل الى لبنان استوطنا بداية في وادي سلامة بين البساتين ومن ثم جئنا الى دير حنا، جيش الانقاذ كان اكبر كذبة لم يفعل أي شيء لم يقاوم ولكن جاء حتى يقول ها نحن موجودون، بعد وصولنا الى دير حنا تم تجميعنا من قبل اليهود، نحن والمهجرين من قرى اخرى في منطقة واحدة وسالونا من اين اتيتم ، وتفاجئوا بانه يوجد اهالي من لوبية وطالبوا ترحيلنا ولولا تدخل المخاتير الذين قالوا لهم باننا لم نشارك في الحرب وخرجنا من لوبية قبل اندلاع المعارك وهكذا بقينا في دير حنا، واكثر من 99% من اهالي لوبية هاجروا الى لبنان وسوريا وباقي الدول العربية، وبقي 3 عائلات فقط يسكنون في عدة بلدات عربية هنا في البلاد ".

ابو خليل:"الرطل يحتاج الى رطل ووقية" وزوجته تفضل ان تعيش نكبة اخرى مع اقاربها

واردف :"الله اعلم متى سنعود، وبعون الله سنعود، وهذا ياتي فقط بالقوة ، كما قال المثل "الرطل يحتاج الى رطل ووقية" ولكن زوجة ابو خليل تقول :" اذا كان عن طريق السلام فهذا يكون افضل، واضافت :" كنت في سن الثامنة عندما رُحلنا وكنا مع عائلتي في طريقنا الى بنت جبيل في لبنان ولكن في الطريق مرض والدي ودخل الى مستشفى بيروت، وبسبب حالة والدي الصحية نصحونا بالعودة الى فلسطين من اجل ان نموت هناك، كان الكثير من اهالي فلسطين يأتون الى لبنان ومن بينهم اقارب من عرابة، طلبنا منهم العودة معهم وهذا ما حدث، لكن كنت افضل ان ابقى مع اقاربي في لبنان، الذين اليوم يعيشون نكبة اخرى والذين تشتتوا اليوم في جميع انحاء العالم، وفي حديثي الهاتفي معهم اليوم يقولون لي بان حرب الـ 1948 كانت اسهل من هذه الحرب التي اجبرتنا على الرحيل، والمقصود هنا الاحداث التي تعيشها سوريا والمنطقة".

نتيجة للكراهية الاخذة بالازدياد من قبل اليهود، لا يوجد حل سوى القوة

ويقول الابن خليل :" لا جدال على ذلك يجب ان يؤمن الجميع بالعودة التي حتما ستأتي في يوم ما،ولكن لا نعرف متى، هذا الامر يحتاج الى صبر والى قوة، كل اسبوع نزور قريتنا المهجرة لوبية ومتعلقين بها، نحن في اتصال مباشر مع اقاربنا في الشتات، هذا لا يأتي عن طريق السلام، الكراهية بيننا وبين الشعب اليهودي اخذة في الازدياد، واذا يتحدثون عن سلام مع سلطة رام الله هذا ايضا ليس سلام".

ابو خليل يطلب من زوجته النوم في أغادير لوبية

واختتمت الحاجة ام خليل حديثها بقصة قصيرة حين رقد قبل فترة قصيرة الحاج ابوخليل في مستشفى بوريا القريب من قرية لوبية حيث قالت :" سألني هل تريدي النوم هنا؟ انصحك ان تذهبي الى لوبية وتنامي هناك في الزعفرانية بالمعترضة ببير عبدالله بالغدران وهذه مناطق في قرية لوبية، واصبح كل حديثه عن لوبية وعن اراضي لوبية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]