أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني محمد بركة أن أي ذريعة ممكن أن تدعيها السلطات الإسرائيلية لاعتراض مسيرة "أفشوا السلام بينكم" ومنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى، بمثابة ذريعة "ساقطة سلفًا"، وأي حديث للمؤسسة الاسرائيلية عن حرية العبادة يعتبر حديث ساقط وعلى العالم أن يحاسبها.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعترضت صباح اليوم المشاركين في المسيرة التي انطلقت السبت مشيًا على الأقدام من مدينة حيفا إلى المسجد الأقصى، على بعد بضع مئات الأمتار من المسجد الأقصى، وأجبرتهم على العودة بعد احتجاز بطاقاتهم الشخصية.

وفي حديثه لكيوبرس قال بركة إن الانسان ليس بحاجة إلى أي تصريح لممارسة شعائر عقيدته وإيمانه، موضحا أن اعتراض المسيرة جزء من الاعتداء على المسجد الأقصى ومن المخططات التي تستهدفه والمقدسات في مدينة القدس.

كما أكد أنه "في كل الأحوال لا يمكن أن نمر على ذلك مرور الكرام سواء محليا أو دوليا، حتى يعلم العالم زيف الادعاءات الإسرائيلية بأنها أمينة على الأماكن المقدسة وتحافظ على حرية العبادة".

إجراء غير قانوني 

من جهته اعتبر النائب في القائمة المشتركة يوسف جبارين الذي يتابع أمر اعتراض المسيرة منذ ساعات الصباح، أن هذا الإجراء غير قانوني ولا سبب لاعتراض المسيرة السلمية، منوهًا إلى أن "هذا الاعتراض هو جزء من المحاولات الإسرائيلية لمنع التواصل مع المسجد الأقصى وتحشيد الدعم الشعبي لحمايته من ابتزازات المستوطنين".

وقال إنه رغم تواصله مع مكتب وزير الأمن الداخلي وقائد منطقة القدس في الشرطة الإسرائيلية، للاحتجاج والمطالبة بالسماح في إكمال المسيرة وممارسة حقهم في الدخول والصلاة هناك، إلا أنه لم يحصل حتى الآن على أي تأكيد إيجابي.

وأعرب جبارين في حديثه لكيوبرس عن اعتقاده بأن سلطات الاحتلال "ممعنة" في سياستها ومشروعها في محاولات تقسيم المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن "تصرفات الشرطة اليوم تدل على إمعان السلطات الإسرائيلية بهذه المحاولات، ولا شك أن الأمر يتطلب رد جماهيري موحد من أهلنا".

وأكد أنه طالما لم تغير السلطات الإسرائيلية من سياساتها في المسجد الأقصى، فإن ذلك "يحتم علينا اتخاذ خطوات احتجاجية على الصعيد الشعبي قد لم نتخذها في الفترة الأخيرة"، مشيرا إلى أن استمرار القيود وقمع المصلين ومنعهم من الوصول للمسجد الأقصى، سيكون موضوع مركزي على طاولة بحث لجنة المتابعة في الأيام القريبة.

غريب وعجيب نستنكره ونستهجنه

بدوره اعتبر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري اعتراض قوات الاحتلال لمسيرة "أفشوا السلام بينكم" بمثابة أمر "غريب وعجيب نستنكره ونستهجنه"، مؤكدا على حق المسلم أن يذهب إلى المسجد الأقصى سواء من خلال السيارات أو مشيًا على الأقدام.

وعن دوافع اعتراض المسيرة أوضح صبري لكيوبرس أن الاحتلال لا يريد للمسلمين أن يظهروا حبهم وتعلقهم بالمسجد الأقصى، ولا يريد منهم شد الرحال إليه، " فمن مخططات الاحتلال تفريغ الأقصى من المسلمين لأن اليهود طامعون فيه، وعلى العالم الإسلامي أن يدرك خطورة الوضع الحالي".

واعتبر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس هذه الإجراءات التعسفية بأنها "تنم عن الغطرسة، حيث تستغل السلطات الاسرائيلية الأحداث الجارية في العالم العربي والإسلامي، وشعورها بأنها قادرة على تنفيذ مخططاتها العدوانية من خلال هذه الأجواء الظلامية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]