فوجئت عائلة محمود حسين منقرية ديرحنا وفي ساعات الليل المتأخرة من يوم امس السبت بمجهولين ملثمين يحملون عصي وسكاكين يقتحمون البيت وينهالوا بالضرب المبرح على الزوج حسين حسين(47 عاما) وزوجته، ابنه وابنته الذين تعرضوا لاصابات منها خطيرة، وتم نقلهم الى مستشفى رمبام في حيفا لاستكمال علاجهم .

وعبرت عائلة محمود حسين عن استيائها الشديد من موجة العنف هذه التي تجتاح البلدة، ومن تجاهل القرية لهذه الظاهرة، المؤلمة، واصفة بما حدث للعائلة في منزلها بمجزرة كادت ان تحصد ارواحا، كل هذا امام اعين بعض الجيران الذين يخافون بان يدلوا بشهاداتهم لألا يتعرضوا للعنف!

الزوجة تغطي بجسدها زوجها وتتعرض للضرب

وفي حديث خاص لموقع بكرا تحدث شقيق المعتدى عليه محمد محمود حسين راويا لنا ما حدث لشقيقه حيث قال: في ساعات الليل المتاخرة من يوم السبت اقتحم 6 من الملثمين البيت يحملون العصي والسكاكين وانهالوا عليه بالضرب المبرح دون اي رحمة او شفقة وعندما هرعوا زوجته وافراد عائلته لمساعدته نالوا هم ايضا قسطا وافيا من الضرب المبرح، حيث قامت المراة بتغطية زوجها بجسدها بعد ان سالت الدماء من جميع انحاء جسمه، وهي تطلب الرحمة وتتوسل منهم الكف عن الضرب، كما ايضا نال كل من الابن والابنة قسطا وافرا من الضرب، كل هذا خلال 30 ثانية وتركوهم يصارعون الموت ومن ثم اختفوا في بيت احد الجيران وذلك وفقا ما تم تصويره عن طريق كاميرات المراقبة.

"وكان هذا الهجوم مخططا ومراقبا حيث لم يكن في البيت اي فرد منا، الا اخي الذي وصل من عمله في تلك اللحظة، حيث تواجدت انا وافراد عائلتي في بيت والدتي، واستغلوا هذا الامر".

خيبة امل من خوف الجيران وتصرف الشرطة

وأضاف: كل هذا بدون ان يتدخل اي فرد من الجيران الذين شاهدوا بام اعينهم ما حدث لاخي ولكنهم لم يقدموا المساعدة، ولا يريدون ان يدلوا بشهادتهم خوفا على حياتهم، هذه ظاهرة جديدة وخطيرة بدات بالتفشي في قرية دير حنا وعلينا ان نعالجها سريعا، اليوم هذا حدث لبيت اخي وفي المستقبل يمكن ان يحدث هذا لاي بيت في قريتنا، لان هنالك عصابة في دير حنا تستمد قوتها من الناس الذين يخافون منهم.

وعبر حسين عن خيبة امله من تصرف الشرطة التي حضرت الى المكان بعد نصف ساعة واخيه يصارع الموت وجسمه ملطخ بالدماء، وشاهد الستة شباب وهم يدخلون البيت عبر كاميرات المراقبة، ولكنه لم يقم سوى بالاجراءات الروتينية ، ولم يتم التحقيق مع اي احد من الجيران الذين شاهدوا هذه الحادثة وحتى اليوم لم يتم التحقيق مع اي احد، مع ان هذه الحادثة موثقة بالصور والفيديو ولكن للاسف الشديد حتى الان الشرطة لم تقم باي تصرف يذكر.

واوضح: لن اسكت على هذا وانما ساعمل على ايصال رسالتي الى اعلى الجهات وحتى الى وزارة الداخلية من اجل معالجة هذا الموضوع، الذي راح ضحيته اربع اصابات بالغة، اخي وزوجته التي تعاني من مرض عضال، ابنه وبنته والذين ما زالوا يرقدون في المستشفى لتلقي العلاج، حيث تعتبر اصابة اخي بالغة جدا، خضع لعدة عمليات جراحية وما زال فاقدا الوعي حتى الان، وزوجته في حالة نفسية صعبة جدا ما زالت تتخيل الحادثة ولا تستطيع النوم.

مناشدة اهل دير حنا من اجل احتثاث ظاهرة العنف، والعائلة تعيش حالة من الذعر والخوف

واضاف محمود حسين: اناشد اهالي دير حنا ان يتكاتفوا معي من اجل اجتثاث هذه الظاهرة من البلدة، لان ما حدث مع اخي يمكن ان يحدث مع اي بيت، لذلك اتوجه لكل فرد من البلدة والذي يعرف اية معلومة عن مرتكبي هذه الجريمة ان يقوم بايصالها الى الشرطة لكي نمنع الضحية القادمة، واناشد رئيس المجلس ورجال الدين لكي يستنكروا هذه الظاهرة لكي نقف وقفة رجل واحد تجاه هذه الظاهرة الفتاكة. حيث للاسف الشديد رغم قرب بيت رئيس مجلس دير حنا من مكان الحادث بيت اخي الا انه حتى الان لم يحرك ساكنا ولم يقم بزيارتي للسؤال عن صحة افراد عائلة اخي .

واختتم محمود حسين حديثه قائلا: حتى الان لم نستوعب بعد ما حدث لعائلة اخي، وتعيش العائلة حالة من الذعر والخوف، لا نستطيع النوم، البنات في خوف شديد والاولاد يتوقعون ان يتم مهاجمتهم مرة اخرى لذلك دائما في خوف وذعر، الخوف الذي نشعر به لا يوصف، نخاف الخروج من البيت، وعند سفرنا لزيارة اخي في المستشفى نشعر وكاننا ما زلنا مطاردين حيث يلازمنا الخوف في كل مكان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]