أطلقت اليوم، الاثنين، المربيات في أطر الرعاية البيتية التابعة لوزارة الاقتصاد، إضرابًا إنذاريًا ليوم واحد، وذلك احتجاجًا على ظروف التشغيل وانعدام الظروف الاجتماعية في التعاقد معهن، حيث نظّمن مظاهرة بمشاركة مئات المربيات العربيات واليهوديات أمام مسكن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الكامن في القدس. وشارك النواب عن الجبهة في القائمة المشتركة عايدة توما-سليمان، رئيسة لجنة مكانة المرأة والمساواة الجندرية، والنائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، والنائب دوف حنين، في التظاهرة الاحتجاجية صباح اليوم (الاثنين) دعمًا للإضراب ولمطالب ونضال المربيات في تحسين ظروف تشغيلهن.

يُشار إلى أن التعاقد مع المربيات العاملات في هذا القطاع إشكاليّ على عدة مستويات منها كونهن خاضعات في جميع القرارات المتعلّقة بإدارة الإطار لإملاءات وزارة الاقتصاد المُجحفة؛ حيث تُحدّد الوزارة مُسبقًا المبلغ الذي يستطعن جبايته من الأهل، ساعات وأيام العمل، ليس بمقدورهن أخذ عطلة مرضية أو عطلة في حالة وفاة أقرباء من الدرجة الأولى كما هو متبع في جميع أماكن العمل، وفي حال اضطررن لأخذ أيام عطلة فهن ملزمات بإيجاد بديلة والدفع لها على حسابهن الخاص. أما بالنسبة للظروف الاجتماعية، فالوزارة تتعاقد معهن على أساس كونهن "مستقلات"، بينما تتحكّم بجميع شروط وأشكال إدارة الإطار. كما وتُشير المربيات، المُنظمات في نقابة "قوة للعمّال"، أن الوزارة لا تدفع لهن مقابل ما يسمى بساعات التحضير للدوام في الإطار، أي التنظيف والتحضير للفعاليات حيث يصل عدد الساعات اليومي للعاملة في إطار الرعاية البيتية إلى 11 ساعة يوميًأ مقابل راتب شهري يقارب الـ5000 شيكل، كما أنهن يضطررن لاقتناء الألعاب ومستلزمات الفعاليات والنشاطات على حسابهن الخاص دون أن تُخصص الوزارة أي مبلغ سنوي أو شهري لتغطية ذلك، والأغرب من ذلك أن الوزارة تطالبهن بمرور دورات استكمالية على حسابهن الخاص!

انتهاك حقوق فقط ضد النساء
وقالت النائبة عايدة توما-سليمان في خطابها أنه "لا يُعقل أن تعمل النساء لعشرات السنوات دون أن تنتظرهن مخصصات تقاعد بعد كل سنوات العطاء والتربية، دون أيام مرضية ودون الحق في الحصول على أيام حداد في حال احتجن ذلك. هذا الظلم لا يجري في أي قطاع آخر – إنما فقط في القطاع الذي يقتصر التشغيل فيه على النساء وحسب. إن إضرابكن عادل ونضالكن رائع، وأنتن تربين أولادنا جميعًا وبذلك تسطّرن نموذجًا خاصةً لأبنائكن وبناتكن في كيفية النضال من أجل الحقوق – ومن تتعلّم النضال من أجل حقّ واحد باستطاعتها مواصلة النضال بهامة مرفوعة من أجل جميع الحقوق. لقد استطعنا انتزاع حق لكنّ مؤخرًا وهو الاعتراف بأيام الثلج كأيام تتحمّل الوزارة تكلفة تعطيل الدراسة خلالها، واستطعنا انتزاع حق الخروج للعمرة للنساء العربيات في حال أردن ذلك، ومن خلال نضالكن المثابر والعنيد والعادل سنواصل السعي من أجل تحقيق ظروف تشغيل عادلة لكنّ في هذا القطاع الحيوي والهام لآلاف النساء والأمهات" وأكّدت توما-سليمان، أنه على وزارة الاقتصاد "تحمّل المسؤولية على تشغيل المربيات بالظروف الاجتماعية التي ينص عليها القانون، وتوفير شبكة داعمة لعملكن ومساهمتكن في خروج النساء الأمهات للعمل ومساهمة ذلك في تقوية الاقتصاد".

28 مليون صُرفت على جولة إفريقيا
أكّد النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة في خطابه أن المربيات "يخضن نضالًا عادلًا من أجل حقوقهن الاساسية. وزير الاقتصاد نتنياهو كعادته لا يكترث لهذه الأمور، ولا يبالي بحقوق العمال والمستضعفين. ولكن نحن سنتابع النضال إلى جانب المربيات من أجل تحقيق مطالبهن العادلة. فبدلاً من أن يصرف رئيس الحكومة ٢٨ مليون شيكل على لقاء دكتاتوريين في إفريقيا، عليه أن يحل هذه القضية الحارقة التي لا تمس فقط بالعاملات، وإنما بأطفالنا ومجتمعنا".

لا تصل المربيات إلى الحد الأدنى للأجور
وفي تعقيبه على مشاركته اليوم قال النائب دوف حنين: "التقيت اليوم عاملات عربيات ويهوديات مثابرات ومتّحدات في "قوة للعمال" – تُقدّم هؤلاء النساء المثابرات الرعاية لأطفالنا جميعًا، لكن لا يحصلن على ظروف التشغيل الأساسية، ولا على معاشات التقاعد، أيام مرض وحداد، وأيضا لا يستلمن قسيمة راتب ("التلوش"). هن غير موظّفات ولكن أيضًا غير مستقلات، وواقعات تحت رقابة كثيبة من قبل وزارة الاقتصاد، والتي لا تتيح لهن الوصول إلى الحد الأدنى للأجور والتمتّع بالحقوق التي ينص عليها القانون. متى سيتفرغ وزير الاقتصاد نتنياهو، الذي يشغل، بالصدفة أيضًا، منصب رئيس الحكومة، ليُدرك أنه هو المسؤول المباشر عن ظروف تشغيل العمال في الدولة والاهتمام بهم؟".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]