عند دخولك ارض المخيم الصيفي تطالعك الخيم بأسماء حارات يافة الناصرة. وعن ذلك يقول العامل الاجتماعي، سامر كنانة، الذي يقوم بتركيز المخيم مع المربية حبى جمعة أن أحد أهم اهداف المخيم هو تعميق انتماء الجيل الصاعد لبلده، كجز من تعميق الانتماء لمجتمعه.

ومن هناك ننطلق للاطلاع على نشاطات المخيم، وقد صادفت الزيارة التي قمنا بها بيوم فعاليات رياضية وفعاليات تحديات يقوم بها المشاركون في المخيم من الأعمار المختلفة. وهناك يقول سامر كنانة أن الاعتبار الأول الذي يوجّهنا هو سلامة الأطفال، ولهذا يتم تفعيل كل وسائل السلامة.

الاعتبار الثاني الذي يوجهنا، يقول كنانة، هو أن يأتي الطفل بحماس وفرح الى المخيم ليشارك بفعالياته المختلفة، ومن هذا المنطلق فمخيمنا يقدم أفضل البرامج، والمجلس يقدم كل ما في وسعه من أجل أن يشارك أطفالنا في كافة البرامج، حتى المكلفة، فالشعار الذي وضعه المجلس هو مخيم بالتكلفة الأقل مقابل الحصول على الأفضل.

ومن هنا فإن المخيم يجمع مئات الطفال من كافة احياء يافة الناصرة من مختلف الشرائح الاجتماعية، بتكلفة قليلة، بحيث لا تشكل التكلفة عائقًا أمام مشاركة الأطفال. فلكل طفل الحق في التمتع ببرامج المخيم، وعلى المجتمع أن يوفر الأفضل للأطفال بغض النظر عن الوضع الاقتصادي لذويهم.

مخيم السلام والطفولة له تاريخ متجذر في يافة الناصرة، فقد جرى المخيم الأول قبل 29 عامًا، صيف 1978، وها هو اليوم يواصل مسيرته متطورًا ومتناسبًا مع التطورات الكبيرة التي جرت خلال هذه الفترة الطويلة. فاليوم يجري المخيم في ساحة مدرسة رؤوف أبو حاطوم الثانوية. حيث هنالك العديد من المرافق التي يتم استغلالها لتقديم برامج المخيم.

بالإضافة الى فترة المخيم المكثفة النشاطات تجري، استعدادًا للمخيم، حملة تحضير واسعة، من اعداد المرشدين لإدارة فعاليات المخيم الغنية والمتعددة، وتحضير أرض المخيم وتظليل المكان اتقاء من أشعة الشمس الحارة في هذا الفصل.

وعند استعراض البرامج التي يقدمها المخيم يتضح العدد الكبير والمميّز من الفعاليات في مختلف المجالات التثقيفية والترفيهية والفنية والرياضية، وعروض مسرحية وعرض سيرك ورحلات سباحة ومبيت وغير ذلك.

وهذه السنة تم التركيز في البرامج التراثية التي هدفت الى تعريف الاطفال على تراث اجدادهم، على الالعاب القديمة التي مارسها اطفال زمان، مثل: الحلجة، نط الحبل، "قالات". وكذلك تم تضييف الاطفال بطعام تراثي قام الأهالي بتحضيره.

وعندما قمنا بزيارة الأطفال في جيل ما قبل التعليم الالزامي، شاهدنا الاهتمام الفائق بهم، من حيث عدد المربيات اللاتي رافقن الطلاب، ومن حيث مكوثهم في قاعات مكيفة وتقديم جملة من الألعاب والفعاليات الخاصة بهم.

جمع المخيم هذه السنة ما يقارب الخمسمائة طفل، من اعمار مختلفة، وبالإضافة إلى مختلف الفعاليات فقد تم تقديم الطعام للأطفال. رئيس المجلس المحلي، المحامي عمران كنانة، الذي زار المخيم برفقة طاقم من ادارة المجلس المحلي أكد أن هذا المخيم هو صورة مصغرة ليافة الناصرة المستقبل- متآخية، واعية ومعطاءة. وأكد كنانة أن المجلس سيقدم للأطفال في جميع المجالات وعلى مدار السنة كل ما في استطاعته لأن الاستثمار في هذه الأجيال هو الاستثمار في يافة التي نريدها جميعًا. 

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]