في خطوةٍ غير مألوفة أبكت المئات من ابناء سخنين خاصةً وفلسطين الـ 48 عامةً، قام قرابة 15 طالبًا من مدرسة ثانوية بحلق رؤوسهم تمامًا، أو كما يقال بالعامية "ع الصفر"، تضامنًا ودعمًا لزميلهم على مقاعد الدراسة عدن مراد ابو يونس (15 عامًا)، والذي يعاني من مرض السرطان ويمر في الفترة الأخيرة بعلاجات كيماوية مما أدى إلى تساقط شعره.

وعلم أنّ طلاب وزملاء عدن فاجئوه بزيارة يوم الاثنين الماضي حيث دخلوا إلى البيت وهم حليقي الرأس معبرين له عن رغبتهم في مشاركته مشواره العلاجيّ.

خطوة مؤثرة جدًا

وفي حديثٍ خاص مع الوالد مراد ابو يونس قال لموقع "بكرا": الخطوة كانت مؤثرة جدًا، توقعنا الزيارة لكن لم نتوقع هذه الخطوة التضامنية، لقد أثرت فينا كأهل وأثرت بعدن الذي نسي مرضه وتفاعل بشكل كبير مع الخطوة ومع تبعات النشر التي رافقتها، سواءً في وسائل الإعلام أو في العالم الافتراضي.

وعن مرض عدن قال ابو يونس لـ "بكرا": عدن يعاني من مرض السرطان في رجله الشمال، منطقة الفخد، مر حتى الآن بالعلاج الكيماوي الأول والثاني وهنالك علاجات اضافية، وبعد ذلك سيتم استئصال المرض.

وأكد ابو يونس أنّ تقديرات الأطباء تشير إلى شفاء من المرض بنسبة 90 إلى 95% وأن عدن والعائلة على قناعة تامة أنّ عدن سيتغلب على المرض.

خطوة غير مفهومة ضمنًا خاصة من طلاب يتشبهون برونالدو، مثلا

وعن وضع عدن قال ابو يونس: عدن للأسف ومع بداية السنة الدراسية علم عن المرض وأضطر إلى التغيب، لكن مع ذلك معنوياته عالية، وما قام به الزملاء من مدرسته رفع معنوياته أكثر، فهم احاطوه بالدعم النفسي والمعنوي والدفء وهذا ما يحتاج إليه المريض في هذه الفترة بالذات، بيئة دافئة وحاضنة له.

وأضاف ابو يونس لـ "بكرا": من المهم الإشارة إلى أنه وإضافة إلى هذا الدعم، خطوة الطلاب، غير المفهومة ضمنًا والطلائعية والبطولية، فليس من السهل على طالب يهتم بإظهار شعره "كـ كريستيانو رونالدو" أن يقرر أن يتخلى عنه للتضامن مع زميل مقعد له، رفعت الوعي أكثر في صفوف الشباب والمرضى أن مرض السرطان ليس بالعيب، ولا حاجة لإخفائه، وأنّ نقطة العلاج الأقوى منه هو مواجهته وتسميته باسمه وليس كما عودنا الأهل القول "هذاك المرض" خوفًا منه.

وأوضح: الأبحاث الأخيرة أجمعت أنّ معظم الأورام السرطانية بات لها حلا، عليه على مصابين السرطان ألا يخافوا المرض، على العكس التعامل معه بقوة وتحدي واصرار، فهذا كفيل بنقل المريض إلى نقطة الشفاء بصورة أوسع.

خطوات مهم اتباعها للأهل

وعن رسالته للأهل خاصة الذين يعاني أطفالهم من المرض قال الأب ابو يونس: الموضوع ليس بالسهل، في أول مرة دخل الطبيب إلى غرفة عدن وأبلغنا انا وزوجتي فداء بطبيعة المرض كان عندنا إحتماليّن، أو الانكسار والبكاء أو استجماع القوة والمواجهة، ونحن أتخذنا القرار الثاني، وهذا القرار الذي يتوجب على الأهل اتخاذه فلا يفيد البكاء أو طرح الأسئلة بدون أجوبة، ودائمًا التسلح بجملة "الحمد لله".

وأضاف ابو يونس: مهم ايضًا معرفة كيفية التعامل مع المريض، وأول خطوة هو عرض الحقائق كاملة له، وصف المسيرة التي سيخوضها لاحقًا حتى لا يكون هنالك أي فرق بين التوقعات والحقائق على أرض الواقع. الأمر صعب في البداية وقد يقتلك أن تقوم بإخبار ابنك عما سيحدث لاحقًا لكنها خطوة مهمة جدًا وتقلل من توقعاته.

وقال في السياق ايضًا: الخطوة الثانية التي يجب على الأهل تعزيزها لدى الطفل المصاب هي العزيمة والأصرار، التأكيد له أنه قادر على التغلب على المرض، وأن الأبحاث اكدت نسبة الشفاء، من المهم ايضًا للاهل التسلح بالعزيمة، فأي احباط لهم قد ينعكس على الطفل المصاب.

وأختتم في السياق وقال: الخطوة الأخيرة التي يجب على الأهل اتباعها وهي صعبة، وقد تكون مستحيلة، إلا أنها مهمة وضرورية، منع الزيارات من قبل المهتمين، وإقناع الطفل المصاب بضرورة العيش بطريقة طبيعية تماما، نحن بيت نرحب بكل زائر إلا أن هذه الزيارات تضع عدن في خانة المريض وهذا ما لا نرغب به، أضف إلى ذلك أن النوايا طيبة لكن النتيجة ممكن أن تكون سيئة، فعادة تذكر جمل بهذه الزيارات قد تحطم المريض تماما لذا مفضل منع الزيارات عنه، وعوضًا عن ذلك التنزه والقيام بأمور الحياة بشكل إعتياديّ. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]