تبدو مشاعر السعادة جلية على أبوي المولود وليد جهاد شعت من محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، ليس لأنه وُلد بصحة تامة فحسب، بل لأنه كان المولود رقم 2 مليون في القطاع.

ورغم أن "وليد" رقم لن يُغيّر شيئًا في واقع القطاع المتردي من جميع الجوانب، إلا أنه سيغير حياة والديه، وسيجعلهما أكثر سعادة من ذي قبل.

وتُخفي بهجة العائلة بولادة طفلها مأساة تعرضت لها خلال العدوان الأخير على القطاع صيف 2014، إذ أصبح "وليد" الأخ الأول لشقيقه "معتصم"، الذي نجا ووالده من القصف الإسرائيلي على منزلهم، فيما استشهدت والدته وهي تُرضعه.

قصف 

ففي 31 يونيو 2014، تعرض منزل الشاب جهاد شعت، لقصفٍ جوي إسرائيلي دون سابق إنذار، بمنطقة قيزان النجار جنوب خانيونس، ما أدى لتدمير المنزل بالكامل فوق رؤوس ساكنيه.

ألقى القصف الشديد برب الأسرة جهاد خارج المنزل، فيما كان الطفل "المُعتصم بالله" (26 يومًا آنذاك) يرضع من أمه، فأصيبت بصورة مباشرة وفارقت الحياة على الفور، وأصيب هو بجراح حرجة.

وأثناء نقله في سيارة الإسعاف إلى المشفى، بعد مكوثه تحت الركام 40 دقيقة، توقف قلب الطفل أربع مرات، لكن قدره كان أن يحيا حتى يرى شقيقه "وليد" من زوجة والده الثانية، كما يقول والده.

والد الطفلين، جهاد يقول لمراسل "صفا": "الحمد لله. لقّد عوّض الله ولدي المعتصم بالله بوالدة ثانية وأخ. أسميته وليد بناءً على رغبة أخيه، حبًا في نجمي قناة طيور الجنة".

ويُضيف "لكليهما قصة ستبقى تلازمني طوال العمر؛ فالأول عوّضه الله أخًا وأمًا، أما الثاني فكان المولود الـ2 مليون على مستوى القطاع".

وأبدى الوالد شعت ذهوله من عدد التهاني التي تلقاها بعد ولادة طفله الصغير، لكنه يقول إنها جاءت بعد إصراره على الزواج والإنجاب لدفع عجلة الحياة؛ "فالقتل يُقابله حياة".

ويضيف "المُستقبل محفوف بالغموض. لا أفق سياسي ولا اقتصادي ولا اجتماعي، بالإضافة للتهديدات الإسرائيلية بعدوان جديد على غزة، لكننا بالإنجاب نتحدى سياسيات الاحتلال الرامية لتفريغ الأرض من أهلها".

بحث عن الأمان

بدوها، تُعبّر والدة الطفل تهاني عويضة عن بالغ سعادتها، متمنية من الله أن تكون أمًا له ولشقيقه معتصم، بعيدًا عن أجواء الحرب والدمار.

وتقول لمراسل "صفا" "أدعو الله ألا يتكرر ما حدث مع المعتصم بالله وأمه؛ فأنا لم أستطع أن أخفي خوفي من ذات المصير وأنا أحمل به".

وتضيف "ما حدث لزوجي يجعلني وكل الأمهات مصرين على تعويض ما فقده شعبنا في الحروب بمزيد من الانجاب"، متمنية أن تتمكن من تحقيق عيش كريم لطفليها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]