بدأ المزارعون وأصحاب كروم الزيتون في الجليل الأعلى بالأسابيع الأخيرة بأعمال قطف الزيتون، وبطبيعة الحال بدأت المعاصر باستقبال الزوار والمواطنين لعصر الزيتون، وخلال جولة لمراسلنا في بعض معاصر الزيت في منطقة الجليل لوحظ أن كمية الزيتون التي يحضرها المواطنين قليلة وليست كالأعوام الماضية.

وفي حديث لمراسلنا مع محمد عامر (أبو الأمر) صاحب معصرة في قرية البقيعة قال: في البداية بودي أن أهنئ الجميع مع انطلاق موسم الزيتون واتوقع هذا العام أن تكون نسبة الزيت 25% فقط من أي موسم عادي حيث يعتبر هذا الموسم شحيحا جدا ولكن هناك حسنات ايضا وهي جودة الزيت التي ستكون عالية، ونحن اصحاب المعاصر نستقبل الزوار والسياح في معاصرنا حيث يعتبر موسم الزيتون عيد وطني تخرج فيه العائلات وتجتمع لتقطف ثمار الزيتون , وبالنسبة لنا فهو يعتبر عيد اممي يجمع جميع طوائف العالم مع بعضها البعض، اما توقعاتي لسعر تنكة الزيت فاعتقد انه سيتراوح بين 600-700 شيكل من الجودة العالية وهذا لنقص الزيت كون الموسم شحيحا .

عامر كشف لمراسلنا عن معاناة مشغلي المعاصر في الوسط العربي حيث قال:  منذ اكثر من 10 سنوات نشعر بالكثير من المضايقات من وزارة الزراعة ومجلس الزيتون الذين من المفترض أن نعتبرهم سندنا في حل مشاكلنا، فنحن اصحاب المعاصر لا نعرف لمن نتبع مؤسساتيًا، لوزارة الزراعة ام لوزارة الصناعة؟، وطالبنا مجلس الزيتون العديد من المرات التحديد لمن نتبع حتى نستطيع تسويق منتوجاتنا بالشكل الصحيح وعرض مشاكلنا لكن لم تكن لنا اذان صاغية، مع كل بداية موسم يصدرون برامج وضرائب جديدة وهذا يعيق عملنا بشكل كبير، فعلى سبيل المثال لا الحصر هنالك مشكلة في قضية العكر، في كل عام كان اصحاب المعاصر يستخدمون جهاز خاص من اجل التخلص من العكر في قنوات العصر، ولكن الجهاز لم يعطي النتائج المطلوبة، ولو كان هنالك عنوان مناسب لتوجهنا إليه لفحص هذه المشكلة، علما أننا نحصل على معلومات تفيد بالتخلص من العكر في القنوات او دفع غرامات باهضه تصل إلى 50 الف شيكل.

وأضاف قائلا:  كنا نتمنى لو ان وزارة الزراعة تمد يد العون لمنتوج زيت الزيتون والذي يعتبر من افضل الزيت الموجود في العالم ولأنه مزروع في افضل منطقة وهو الجليل ومن الاشجار التي يبلغ عمرها الاف السنين إلا أنه وعلى ما يبدو هنالك من لا يرغب بتسويق المنتج العربي الأصيل والذي من المؤكد سيؤثر على التجار اليهود، لقد مثلنا اسرائيل في العديد من المعارض العالمية منها ايطاليا واسبانيا، وكل من قام بتذوق زيت الجليل كان يشعر انه يتميز عن باقي انواع الزيوت الاخرى، ومن ناحية اخرى نحن نشعر ان اسرائيل تتامر وتلاحق شجرة الزيتون، لهذا فعليها ان تفكر جيدا وتمد يد العون لأصحاب المعاصر وتترك شجرة الزيتون هذه الشجرة المباركة لتعطينا من خيراتها.

وانهى حديثه:  المثل العربي الشهير يقول " كل زيت وناطح الحيط " ولكن في هذه الايام وخاصة مع هذا الموسم الشحيح يجب ان نغير المقولة لتصبح " اذا اردت ان تأكل الزيت ناطح الحيط أولا " ، مع مرور الاعوام نلاحظ ان كمية الزيت تقل اكثر واكثر ، هناك العديد من العوامل ، انا شخصيا اقول انها ليست عوامل من الطبيعة انما عوامل اخرى التي تجعل هذه الشجرة المباركة تموت .

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]