تصادف اليوم الجمعة، الذكرى السنوية الثانية عشر لاستشهاد الرئيس الفلسطيني ومؤسس حركة الكفاح ومنظمة التحرير الفلسطينية، الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار".

فقد رحل المناضل والقائد الكبير "أبو عمار" في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2004، بعد أن رسخ نهجا ثوريا صلبا، وعقب حصار إسرائيلي جائر لمقر الرئاسة "المقاطعة"، جاء ردا على مواقفه الصلبة وتمسكه بالثوابت الوطنية.

لقد استفادت مختلف مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة من حنكة عرفات، الواسعة وإرادته وصموده أمام كل التحديات، إذ أنه حوّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ.

ولد 'أبو عمار' في القدس في 4 آب/أغسطس عام 1929، واسمه بالكامل 'محمد ياسر' عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.

وقد درس في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقاً.

كما الراحل شارك مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها في 1968، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري ويحيى حمودة.

وألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة 'جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي'.

وبصفته قائدا عاما للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قاد 'أبو عمار' خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي ضربته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وحين سأل الصحفيون ياسر عرفات لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته التالية، أجاب 'أنا ذاهب إلى فلسطين'.

لقد حل الزعيم ياسر عرفات وقيادة وكادر منظمة التحرير ضيوفا على تونس، ومن هناك بدأ استكمال خطواته الحثيثة نحو فلسطين.

وفي الأول من تشرين الأول 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت منطقة 'حمام الشط' بتونس، أدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين، ومع حلول 1987 أخذت الأمور تنفرج وتنشط على أكثر من صعيد؛ فبعد أن تحققت المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية المتخاصمة في جلسة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني، أخذ عرفات يقود حروبا على جبهات عدة؛ فكان يدعم الصمود الأسطوري لمخيمات الفلسطينيين في لبنان، ويوجه انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين ضد الاحتلال عام 1987، ويخوض المعارك السياسية على المستوى الدولي من أجل تعزيز الاعتراف بقضية الفلسطينيين وعدالة تطلعاتهم.

وعقب إعلان استقلال فلسطين في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1988، أطلق في الثالث عشر والرابع عشر من كانون الأول للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأميركية برئاسة رونالد ريغان في الـ16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30 آذار 1989.

ووقّع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ 'أوسلو' بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض، في الثالث عشر من أيلول، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين، واضعا بذلك الخطوة الأولى في مسيرة تحقيق الحلم الفلسطيني في العودة والاستقلال.

وفي العشرين من كانون الثاني 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية.

وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول 2000، وحاصرت القوات الإسرائيلية عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية سميت بـ 'السور الواقي'، وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.

لقد رحل الشهيد ياسر عرفات قبل 12 سنة بجسده، لكنه ترك إرثا نضاليا ومنجزات وطنية لا زالت قائمة تنهل منها الأجيال لمواصلة الكفاح من أجل التحرر وبناء أسس الدولة الفلسطينية، فأبو عمار لم يكن مجرد مقاتل يحمل بندقية، وإنما كان زعيما ملهما، أسس الدولة الفلسطينية العتيدة؛ بدءاً بدوائر منظمة التحرير التي عنيت بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والثقافية للشعب الفلسطيني، وانتهاءً بتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من أيار 1994على أرض الوطن بعد رحلة طويلة من النضال والكفاح المرير.

بقي أن نذكر بأن ظروف استشهاد الرئيس عرفات لا تزال غامضة، والتحقيق الذي تجريه لجنة وطنية مكلفة بهذا الشأن لا زال جاريا، رغم الإعلان في أكثر من مناسبة أن وفاة الرئيس ياسر عرفات لم تكن طبيعية بل نتيجة مادة سميّة.
المصدر: وفا

عباس: نعرف من القاتل .. وستتفاجئون!

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الخميس، أن التحقيق في استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات "أبو عمار"، ما زال مستمراً، و"أن لجنة التحقيق الفلسطينية المكلفة بهذه القضية، قطعت شوطاً كبيراً في الوصول إلى الحقيقة، وحين تتوصل هذه اللجنة إلى نتائج نهائية، سيتم إطلاع شعبنا عليها، وستدهشون من النتيجة ومن الفاعل".

وقال الرئيس، في كلمته بالمهرجان المركزي لإحياء الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله اليوم الخميس، عمري واحد وثمانون عاماً، لن أنهيها بتخاذل أو تنازل أو بيع.

وأضاف: لا زال التحقيق في استشهاد الأخ الشهيد أبي عمار مستمراً، حتى نعرف من الذي فعل ذلك، ولو سُئلت لقت أني أعرف لكن لا تكفي شهادتي، لكن لا بد للجنة التحقيق أن تصل لتنبش من الذي فعل هذا؟، وفي أقرب فرصة ستأتي النتيجة وستدهشون منها ومن الفاعلين لكنهم سيكشفون.


وأكد الرئيس: قال أبو عمار رحمه الله، "يرونها بعيدة، ونراها قريبة"، ونحن نتمم كلام أبي عمار لنقول، إن عام 2017 إن شاء الله هو عام إنهاء الاحتلال، هذه ليست أمنيات، وإنما بالعمل إن شاء الله، بالنضال، بكل الوسائل المتاحة، نقول للعالم كفى إن عام 2017، يجب أن يكون عام إنهاء الاحتلال.

وأكد الرئيس: قد يقول قائل إنه شعار، المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولكنه في الواقع حقيقة حُفرت على الأرض سنوات وعقودا طويلة، ولم يكن أحد يريد أن يعترف بأن هذا الشعب له ممثل واحد، بل الكل يريد أن يكون ممثلا وهو غير صادق، يتحدث عن التمثيل، يتحدث عن القضية والقضية بعيدة منه.
وتابع: يقولون هي قضية قومية، هذا يعني أن دمها ضاع بين القبائل، ولكن عندما أصر ياسر عرفات ورفاقه، منذ بدأ النضال الفلسطيني، منذ ما قبل بدء النضال الفلسطيني منذ عام 1948، عندما ضاع تمثيل الفلسطيني في ذلك الوقت، إلى عام 1974، وليس في 1964 في عشر سنوات طويلة، كان في كل مرة يقول نحن نمثل الشعب الفلسطيني، لا القضية قومية وللجميع وتاهت بين الجميع، إلى أن جاء عام 1974، وأصر في ذلك الوقت على أننا وحدنا نمثل شعبنا، وإن كانت القضية قومية لا مانع وإن كانت للجميع لا مانع لكن نحن الذين نمسك بزمامها.
وتابع: جاءت كلمة المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومع ذلك لم يتركونا بحالنا، إلى يومنا هذا، ولكننا نتصدى ونقول إن منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الشعب الفلسطيني بعمق عربي وإسلامي ودولي، لكننا نحن ونحن فقط من يرفع صوته ويقول منظمة التحرير نحن الذين نتكلم باسم الشعب الفلسطيني.

وأكد الرئيس أنه تحقق الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا وشرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني وحافظ على الثوابت، وأعلن الاستقلال الفلسطيني في العام 1988 في الجزائر، وعدنا معه لإنشاء سلطتنا الوطنية الفلسطينية، على أرضنا فلسطين.

وأردف: كثيرون يتحدثون عن الثوابت. أين هي الثوابت؟، ضاعت الثوابت التي ثبتت في المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر. وأحيانا يتكلمون بدون علم، ولمجرد الكلام والشعار والتشويه وأنا أقول هنا، أتحدى أننا تنازلنا عن ثابت واحد منذ عام 1988. عودوا للثوابت التي اعتمدها المجلس الوطني الشهير الذي حضره 700 عضو يمثلون كافة أطياف الشعب الفلسطيني، واتخذوا هذه القرارات، ونحن متمسكون بهذه الثوابت نشد بها على النواجز ونقول: نحن متمسكون بها إما أن تحقق وإما أننا سنبقى ثابتين هنا من أجل أن نحققها.

وأكمل الرئيس خطابه: في هذه اللحظات، لا زلتَ أخي أبا عمار، رغم الاثني عشر عاماً، التي انقضت منذ رحيلك، حياً في نفوسنا، نستذكرك، ونتأمل في مواقفك، ونستلهم منها المزيد من العزم والتصميم، للمضي قدماً بالمسيرة نحو الهدف المنشود، محافظين على العهد والقسم، لا نحيد عنه، بل نمضي ندق باب الحرية، كما فعل من قبل شهداؤنا الأوائل، وجرحانا الأعزاء، وأسرانا البواسل، من أجل عيش كريم حرّ في وطن عزيز أبيّ حرّ، بعيدٍ عن غطرسة المحتل، وعنصرية وإرهاب مستوطنيه.
وتطرق الرئيس لوعد بلفور، وقال: إن تسعاً وتسعين سنة قد مضت على وعد بلفور المشؤوم الظالم، العام المقبل يصبح مئة، ولكن لم ولن تجعل الباطل حقيقية مسلماً بها، فحق شعبنا في وطنه ثابت وأصيل، لا يسقط بالتقادم، ولا بالتزوير لوقائع التاريخ، وستظل فلسطين رغم النكبة، والنكسة، والعذابات الطوال، الممتدة منذ عقود، أعلى وأكبر، ولن نرفع الراية البيضاء، فرايتنا ستظل خفاقة بألوانها الأربعة وبما تحمله من دلالات رمزية ووطنية.
وأضاف: سيقول البعض وعد بلفور مضى وانقضى، ومئة عام ولماذا الآن تتحدثون عن هذا الوعد، ولماذا تحيون ذكراه في المحافل الدولية. نعم نريد أن ننبش القبور ونقول لمن أعطى هذا الوعد: أنت أعطيت ما لا تملك لمن لا يستحق.
وأوضح الرئيس: استغرب الكثيرون لماذا نتحدث عنه الآن، وقلنا إن الحق لا يموت بالتقادم، إن الحق لا يكون قديما قد يمر عليه مئة ومئتان وألف وآلاف ويبقى الحق حيا، ويبقى من واجبنا أن ندافع عن حقنا، من الذي أعطاك يا بلفور هذا الحق لتبيع أرضنا، لتقول للناس هذا وطن لكن وهؤلاء الذين يعيشون به دون ذكرهم، لهم حقوق مدنية ودينية، كيف تفعل هذا؟ ما هو المطلوب؟
وأضاف: الآن نحن نناقش مع بريطانيا، لماذا فعلتم هذا؟، انتم فرطتم بنا، ولم يكن لكم علاقة بفلسطين أصلا، لأن هناك بعض الأوهام لدى بعض الناس إن فلسطين كانت تحت الانتداب، أبدا لم يكن هناك انتداب بريطاني، ولم يكن هناك وجود لبريطانيا في هذه المنطقة إطلاقا، وإنما من عنده السيد بلفور لم يقدم وعدا وإنما قدم صفقه، عن حكومة صاحب الجلالة تقدم لكم هذا، فأعطى من فلسطين وأصبحت حقا، لا يجب على بريطانيا أن تعترف أولا بأنها أخطأت في حقنا، ثم بعد ذلك لكل حادث حديث.
وأكمل الرئيس: بدأنا الحديث والمشاورات والإجراءات وغيرها، ورب قائلا يقول بعد مئة سنه، نعم بعد مئتين سنه نريد حقنا، نريد أن نثبت أن هذه ليست من حق بريطانيا أن تفعلها إنما هذه أرضنا ويجب على بريطانيا ان تعترف أولا ومن ثم نتحدث، هذه القضية أثيرت قبل أشهر وهي مستمرة.
وقال: إننا إذ نحيي اليوم ذكرى رحيلك، يا أبا عمار، فإنما نحيي بها كذلك ذكرى رحيل شهداء شعبنا وقادته، الذين مضوا إلى جنات الخلد، مؤكدين للعالم أجمع، أن الثورة التي انطلقت في عام 1965، لم يكن الكثير منكم قد ولد لكنكم تكملون المسيرة، وُجدت لتنتصر بكم، بهذه الأجيال وستنتصر، لأنها ثورة حق وعدل وحرية وكرامة، فنحن كنا هنا في هذه الأرض منذ آلاف السنين، وسنبقى هنا صامدين، وسنظل نمد أيدينا للسلام القائم على الحق والعدل، الذي يكفل لشعبنا حريته واستقلاله.
وأضاف: بالمناسبة ما ورد في الكتب السماوية وفي التوراة، أننا منذ ما قبل سيدنا إبراهيم موجودين على هذه الأرض، ولم ينقطع وجودنا، لا نقوله نحن بل التوراة والتاريخ، ما أُخذنا إلى بلد ما وغبنا، بقينا هنا طوال الوقت ولا زلنا هنا وسنبقى هنا ولن نخرج من أرضنا سنبقى صامدين صابرين حتى نحقق لشعبنا استقلاله.
وتابع: لكن عندما نقول دولة فلسطينية مستقلة، لا يمكن أن ننسى ولن ننسى أن القدس عاصمة لهذه الدولة، هناك شعارات تطلق بين الفينة والأخرى، تقول: إن القدس عاصمة لدولتين، أو إن عاصمة الفلسطينيين في القدس، لا إن عاصمتنا هي القدس الشرقية.
وخاطب الرئيس الالاف التي أمت المقاطعة بالقول: تعلمون حجم التحديات التي تواجهنا، وتواجه قضيتنا، في ظل غطرسة الاحتلال، ومحاولات المساس باستقلالية قرارانا الوطني، الذي دفع شعبنا من أجله ثمناً باهظاً من دماء أبنائه عبر مراحل الثورة كافة، فنحن أصحاب قضية تحتاج إلى التفاف أشقائنا وأصدقائنا جميعاً حولها، وهدفنا واضح وهو حرية أرضنا وشعبنا واستقلالهما، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال: عندما انطلقت ثورتنا في عام 1965، لم نقدم أيديولوجيات ولم نبحث ماذا سيكون طبيعة الحكم والدولة بعد التحرير، كانت شعاراتنا مبسطة للغاية، نريد أن نحرر أرضنا، هذا أول شعار، والشعار الثاني نحن لن نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وغيرها، ولا نقبل أن يتدخلوا في شؤوننا الداخلية، هذا الكلام صدر عنا في عام 1964 كمبادئ وشعار أساس لانطلاق الثورة، وإلى الآن هذا هو شعارنا، وتلاحظون سياستنا فيما يجري حولنا.
وشدد الرئيس: بانسداد الأفق أمام عملية السلام، وتهرب إسرائيل من استحقاقاتها، ومن تنفيذ الاتفاقات الموقعة معها، وما صاحب ذلك من نهب للأرض، وبناء وتوسيع المستوطنات، جاءت فكرتنا للبحث عن مسار آخر ينهي الاحتلال، ويرسي أسس سلام عادل ودائم، فدعونا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، حيث بادرت فرنسا مشكورة إلى تبني هذه الفكرة، التي نأمل نجاحها في عقد هذا المؤتمر قبل نهاية العام الجاري، ليضع سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال، وإيجاد آلية عمل ومراقبة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
وتابع: هذه هي أفكار مؤتمر باريس، كنا اتفقنا مع الرئيس هولاند، وقلنا لهم أنتم كأوروبا وأمريكا سارعتم لحل مشكلتكم مع إيران وهذا شأنكم، وشكلتم لجنة (5 1)، واستمر حواركم مع إيران سنوات طويلة وهذا شأنكم، إلى أن وجدتم الحل المناسب مع إيران، لماذا لا تفعلون ذلك معنا؟ فقال فكرة وعلينا أن ندعوا لها وفعلا دعا إلى مؤتمر يعقد في الثلاثين من آذار الماضي، ثم تحول الموعد للثالث من تموز الماضي، وحضرت 28 دولة، و3 منظمات دولية، واتفق الجميع على أنه في نهاية هذا العام يعقد مؤتمر دولي على غرار ما عقد في أنابوليس، ليشكل لجنة وآلية، هي التي تضع أسس المرجعيات القانونية الدولية جميعها نقبل بها جميعها دون استثناء، المبادرة العربية للسلام وهي جزء من الشرعية الدولية، وهذه المرجعيات تحملها اللجنة وتطبقها، وتضع سقفا زمنيا للمفاوضات وآخر لتنفيذ الاتفاقات وهذه هي الطريقة المثلى.
وأكمل: هناك من لا يريد هذا المؤتمر، ولا يريد عقده ويتحدث أنه لا بد من المفاوضات الثنائية، ونحن جربناها ومواعيد كثيرة لم تنجح، إذن لا بد من شاهد دولي، ليقول هذا حق وهذا باطل، ولذلك على حسب ما سمعنا من فرنسا، في الأيام الأخيرة، إنها قررت أن المؤتمر العام سيعقد في نهاية هذا العام، ونأمل أن يكون ناجحا وأن يحقق الأمر الذي نريد.
وأكد الرئيس: إلى جانب ذلك فسوف نواصل العمل مع المجموعة العربية والعديد من الأصدقاء للذهاب لمجلس الأمن، من أجل طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، أنتم تذكرون أننا في عام 2011 ذهبنا لنحصل على عضوية، هذه العضوية لا نحصل عليها، إلا إذا وافق مجلس الأمن، ولكن لم نحصل، وفشلنا وقلنا لا بأس العام القادم نأخذ عضوية مراقب ونحن الآن عضو مراقب لكن عضو فعال في الأمم المتحدة إنما سنستمر ونثابر يوميا على المطالبة بالعضوية الكاملة وسننجح فيها.
وقال أيضاً: كذلك سنذهب لمجلس الأمن لمواجهة الاستيطان الإسرائيلي في بلادنا، والذي يمثل تهديداً حقيقياً لفرص السلام، كما استجبنا لجميع المبادرات، بينما لم يتجاوب الجانب الإسرائيلي معها.
وشدد على أن الجانب الإسرائيلي يبني مستوطنات وهذه ليست أرضه، نحن نقول تبني المستوطنات منذ أول حجر بني في الضفة الغربية إلى يومنا هذا هو غير شرعي ويجب أن يزال، هذا هو موقفنا، وإلا ماذا يريد الإسرائيليون، والحكومة الإسرائيلية، هل تريد أن يستمر الاحتلال كما كانت جنوب افريقيا، هل يريدون دولة واحدة؟ لا أدري الحل الأمثل الذي يقبل به العالم ونحن نقبل به هو حل الدولتين.
وتطرق الرئيس في خطابه للمؤتمر السابع لحركة فتح، وقال: يوم 29 نوفمبر، أي بعد 19 يوما، مؤتمركم سيعقد هنا في رام الله، مهما حاولوا ولعبوا وقالوا، المؤتمر بكم أنتم الذين تمثلون حركة فتح وأصدقائها ستعقدون هذا المؤتمر في قاعة المرحوم الشهيد أحمد الشقيري، مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية، فنحن معكم جميعا على موعد لعقد هذا المؤتمر.
وتابع: كذلك هناك أقول بالنسبة للمصالحة الوطنية مع حماس، 9 سنوات من الحوار والمفاوضات بالنهاية لا بد أن نلجأ للشعب لأنه صاحب القرار وكلنا يعرف هذا وعندما جاؤوا في عام 2006 بانتخابات حرة ونزيهة ونحن أشرفنا عليها، لماذا لا نقبل بانتخابات حرة ونزيهة والشعب يقول كلمته ومن يعطيه الشعب الكلمة فليتولى المسؤولية نحن مؤمنون بالديمقراطية أن نخرج يوميا بأسباب لا يوجد ضرورة.
وأوضح الرئيس: الاتفاق سنه 2006، و2007 واتفاق الشاطئ، لنذهب إلى الشعب، بالأخير نعود إلى الشعب، ويعني انتخابات ونحن جاهزون، آخر كلام معهم قلنا لهم مستعدون نشكل حكومة وحدة وطنية من كل الفصائل، ثم بعد ثلاثة أشهر الانتخابات، هذا الكلام قلناه مكتوبا لهم ولأصدقائهم وأصدقائنا المشتركين لكن لا جواب، ماذا تريدون؟، أنا أريد أي حل وأنا مستعد أن نعود إلى الشعب وهو يقرر، فإذا قرر الشعب كما قرر عام 2006 أن يعطيهم المجلس التشريعي مبروك عليهم، أما أن نبقى هكذا حاجزين الوطن، لا دولة في غزة، ولا دولة فلسطينية بدون غزة، إذا ما الحل؟.
وقال الرئيس: علمتم قبل فترة أن اليونسكو أصدرت قرارا، وقامت الدنيا ولم تقعد، القرار يتحدث عن التاريخ والآثار، وقال هذه المنطقة (القدس) آثار إسلامية، لماذا ينزعجون من هذا، هذا قرار، وإذا أردنا أن نعود في سنه 1930 هناك قرار آخر فيما يتعلق بحائط البراق، هناك قرارات دولية، وإذا كنا لا نحترم القرار الدولي نحترم قرار من؟ وردود الفعل التدخلات الدينية، نحن لا نؤمن أن نجعل القضية دينية، الدين لله، ونحن نحترم كل الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام كلها سواء عندنا، "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"، صدق الله العظيم.
وتابع: إذن نحن نؤمن بكل الأديان ولكن عليهم ألا يحولوا القضية إلى قضية دينية، وعليهم ألا يلجأوا لمنع الآذان في القدس، الآذان سيستمر هذا مسجدنا وسنستمر في الآذان، ومع ذلك نقول إن القضية ليست قضية دينية، هي قضية عدوان واستيطان وتسلط، هذه أرضنا، ونحن متسامحون.

المصدر: معا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]