للسنة الثانية على التوالي يشارك النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة) في يوم عمل كامل تنظّمه الكنيست بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجمعيات بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي يصادف في الثالث من كانون أول من كل عام، وقد أقرته هيئة الأمم المتحدة منذ عام 1992، من أجل دعم هذه الشريحة في المجتمع، ويهدف هذا اليوم لتعميق الوعي وزيادة معرفة الناس لحالات الإعاقة وتوطيد العلاقات الإنسانية بين بني البشر وفهمهم لضرورة دمج هذه الشريحة في حياة الناس الاقتصادية والسياسية والثقافية بشكل متساو.
خلال مشاركته أمس في عدد من اللجان البرلمانية دعا النائب د. ابو معروف إلى أهمية بأن تكون الكنيست والدوائر الحكومية المختلفة النموذج الحسن، وتبدأ بنفسها بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الوظائف الحكومية وغير الحكومية، وتكثيف نشاطها في رفع مستوى الوعي الجماهيري بهذا الصدد.
وقال د. ابو معروف، أن على الدولة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد الذين يزيد عددهم عن الـ150 الف إنسان، ومساعدتهم لأخذ دورهم في الحياة اليومية أسوة بباقي سكان البلاد، مشيرا إلى أن قطاعات واسعة من هذه الشريحة تجهل حقوقها والقوانين الداعمة لها وخاصة في المجتمع العربي، الأمر الذي يتطلب مضاعفة النشاط التوعوي في أوساطها، من أجل دمجهم في المجتمع كما هو مطلوب وعدم تركهم فريسة للجهل والمعاملة السيئة التي تدمّر حياتهم وتجعلهم وللأسف كالأيتام على موائد اللئام.
في هذا التقرير نحاول أن نسلّط الأضواء على أهم ما قام به النائب د. عبد الله ابو معروف منذ دخوله الكنيست من نشاط مبارك لمناصرة ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة.

حقوق الكفيف

شارك النائب د. عبد الله ابو معروف في اليوم العالمي لدعم المكفوفين الذي خصصته الكنيست من أجل حقوق هذه الشريحة من المجتمع، حيث تنقّل بين اللجان البرلمانية المختلفة وشارك في أبحاثها مشيرا للظروف الحياتية الصعبة التي يعاني منها ذوو الإعاقات البصرية في البلاد عامة وفي الوسط العربي خاصة على كافة المستويات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، وما تقدمه المؤسسات الرسمية من خدمات وكيفية تحسينها، مؤكدا على ضرورة أن تقوم الوزارات ذات الشأن وخاصة وزارتي الداخلية والرفاه بواجبها، أهمها رصد الميزانيات من أجل تحسين البنية التحتية المناسبة في الوسط العربي لذوي الإعاقات الجسدية بشكل عام والبصرية بشكل خاص، وبالتالي يتطلّب من إدارات السلطات المحلية العربية تخطيط المشاريع الخاصة الكفيلة بتسهيل تنقّل وتحرّك هذه الشرائح بشكل مريح من خلال تطوير شوارع البلدات العربية التي تفتقر للأرصفة الآمنة، ورفع مستوى تقديم الخدمات اللوجستية والاجتماعية والاقتصادية، حيث لا تهتم السلطات المحلية العربية وللأسف بتوفير وسائل الراحة بالشكل الكافي لتسهيل حرية التنقل والحركة بأمان وخاصة في المؤسسات التعليمية والصحية والأماكن العامة، من أجل إتاحة الفرصة لهذه الشريحة للاندماج في حياة الناس بشكل طبيعي.
من جهة أخرى شدّد د. ابو معروف على أهمية دعم ومساندة المؤسسات الحكومية وخاصة وزارتي العمل والرفاه الاجتماعي لمراكز تأهيل المكفوفين والمصابين بخلل في الرؤية، ومساعدتهم للانخراط في المهن المختلفة وفتح المجال لهم لإنهاء دراستهم الجامعية، ليتمكنوا من ممارسة حياتهم اليومية كباقي الناس وتحسين مستوى أوضاعهم المعيشية الاجتماعية لكي لا يشعروا أنهم عالة وعبئًا على المجتمع.
من الناحية الاقتصادية ناقش د. ابو معروف ضرورة تحسين أوضاع ذوي الإعاقات البصرية الاقتصادية مؤكدا أنه ليس من حق الدولة أو سلطة الضرائب أو أية جهة كانت أن تشارك هذه الشرائح وخاصة للكفيفين بأموالهم، لتجعل من حياتهم المظلمة أكثر سوادا، خصوصا وأن هذه الأموال تضيء لهم زوايا قليلة في حياتهم، وطالب د. ابو معروف أن يكون الإعفاء الضريبي كاملا، وأن لا يتوقف الإعفاء من ضريبة الدخل على مبلغ 300 الف شاقل فقط، وأن يبقى دون تحديد سقف التسهيلات الضريبية.

الامراض النادرة

يشغل النائب د. عبد الله ابو معروف رئيسا للوبي البرلماني "من أجل مرضى الأمراض النادرة"، سوية مع النائب يوآف كيش (الليكود)، وقد نظّم في الكنيست يوما خاصا بالتنسيق مع وزارة الصحة حول الأمراض النادرة وسبل معالجتها وتوفير الإمكانيات المختلفة لمساندة المرضى على كافة المستويات الطبية واللوجستية وتوفير الأدوية اللازمة مهما كانت تكلفتها. وشارك في الجلسات عدد من مرضى الأمراض النادرة وعائلاتهم.
في كلمته الافتتاحية تحدّث د. ابو معروف بتوسع عن الأمراض النادرة بشكل عيني من وجهة النظر الطبية، مشيرا أن في اسرائيل (60 الف مريض) تدل حالتهم الصحية أنهم مصابون بأمراض نادرة، ويعاني حولهم عشرات ألوف العائلات التي تحتضنهم من صعوبات جمّة في كيفية تقديم العلاج لمرضاهم ومساعدتهم طبيا ونفسيا واجتماعيا، الأمر الذي يتطلب التدخل الفوري لوزارتي الصحة والرفاه من أجل الاعتراف بهؤلاء المرضى وإدخال حالاتهم المرضية للسلة الطبية ومنحهم الحقوق الاجتماعية والمخصصات التي يحظى بها مرضى الأمراض المزمنة والصعبة الأخرى.

التوحديون - الأوتيزم

اهتم النائب د. ابو معروف بشريحة التوحديين، فقد ناقش أوضاعهم أكثر من مرّة في لجنة الصحة والرفاه البرلمانية، وقام بزيارة مفاجئة لجمهور "التوحديين" في حديقة على شاطئ البحر في حيفا في الحفل الترفيهي الذي أقيم في العام الماضي بمناسبة العيد العالمي للتوحديين، ويجري إعداده بقواهم وبمبادرتهم الخاصة، بهدف إسماع صوتهم وإقناع المجتمع الاسرائيلي بقدراتهم واستعدادهم لمزاولة حياتهم في المجتمع بشكل طبيعي، وكان ابو معروف عضو الكنيست الوحيد الذي زارهم في هذا اليوم الهام بالنسبة لهم، فقدّم لهم التهاني بعيدهم، مؤكدا أن على الدولة تأمين حقوقهم الاقتصادية الاجتماعية الكاملة وتقديم كافة خدمات الرفاه تشمل العلاج الطبي والنفسي، كباقي شرائح المجتمع الاسرائيلي، حيث لا تزال مؤسسات الدولة تعتبرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكنهم في واقع الأمر هم غير ذلك ويجب التعامل معهم كشريحة لها آمال وتطلعات، تمارس حياتها الطبيعية كباقي البشر.

تأمين سفر الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المدارس

في لجنة الداخلية البرلمانية في الكنيست نقل د. ابو معروف شكاوى أهالي الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة مطالبا بتحسين ظروف نقل ابنائهم من البيت إلى مدارسهم ومراعاة أوضاعهم الصحية، حيث يستغرق نقلهم أحيانا من ساعة إلى ساعتين، علما وأن مدة السفر لهذه المسافة لا تزيد عن ربع ساعة وعلى الأكثر نصف ساعة.
وفي نقاشه أمام اللجنة وبحضور ممثل عن وزارة المعارف وآخر عن وزارة المالية ومشاركة ممثل عن مركز السلطات المحلية في البلاد، قال د. عبد الله ابو معروف، إن مشكلة سفر الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة تعود لعدم رصد الأموال الكافية من قبل السلطات المركزية والمحلية لتأمين سفر الطلاب إلى المدارس، وبسبب المعايير والمقاييس المشددة التي تفرضها وزارة المعارف والتي في أغلبها غير موضوعية.
رئيس لجنة الداخلية (دفيد أمساليم) وعد بأن يصدر تعليماته للدوائر الرسمية من أجل إصلاح الغبن اللاحق بهذه الشريحة، وتوفير السفر المريح للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بما في ذلك تحرير الميزانيات اللازمة بهذا الخصوص.

مرضى "الصرع" (ابليبسيا)

ناقش النائب د. ابو معروف ما يواجه مرضى "الصرع" (ابليبسيا) من معاناة، حيث هناك أكثر من 80 الف مصاب بالمرض في البلاد، لا يتلقون الاهتمام الكافي من قبل المؤسسات الحكومية في الدولة. وطالب د. ابو معروف بإقامة لجنة فرعية برلمانية تضم لجنة الصحة ولجنة التربية والتعليم لملاحقة الموضوع، مؤكّدا أن النقص بالملاكات في ظل هذا الكمّ الهائل من المرضى يعود بالضرر الكبير والمضاعفات السلبية على المرضى وحالتهم الصحية، ولهذا على وزارة الصحة الاهتمام بإعداد كوادر الأخصائيين النفسيين للأمراض العصبية، بهدف استكمال تخصصاتهم وتحديدا بشأن هذا المرض الصعب، بالإضافة إلى زيادة الأسرّة الخاصة للمرضى.
وأكد د. ابو معروف أن مرض الصرع هو ليس إعاقة عقلية أو مرضا نفسيا كما يعتقد الكثيرون، حيث بالماضي تم التعامل مع هذا المرض كشكل من أشكال الجنون وتم معالجته بالشعوذة أو ما يسمى بطرد الجنّْ والشياطين. من هذا المنطلق، على الدولة أن تضع خطة مدروسة لحماية المصابين بالمرض، منها القيام بحملة تثقيف وتوعية في المجتمع وخاصة في المدارس، من أجل أن يعامل الناس المرضى بطريقة أخلاقية طبيعية، ودمجهم في المجتمع وانخراطهم في الحياة اليومية بشكل اعتيادي. أما من الناحية الطبية، فهناك أساليب حديثة للعلاج مثل، زرع موجِّه كهربائي للمخّْ لمنع نوبات الصرع.







 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]