بدأت ظهر اليوم وبشكل فعلي عمليات إخراج المسلحين من الأحياء في جنوب شرق حلب التي ما زالت تحت سيطرتهم، عبر معبر الراموسة وذلك بعد اتفاق مع الجيش السوري بمبادرة روسية تركية، اتفاق يضمن خروج المسلحين، وإبقاء الأهالي أو انتقالهم للأحياء الغربية في حلب إلى أن يتم تطهير أحياءهم من الألغام التي تركتها الجماعات المسلحة.

وقد أعلن الجيش الروسي أن العسكريين السوريين والروس يعدون لإخراج مسلحي المعارضة وعائلاتهم من شرق حلب باتجاه إدلب. وقال الجيش الروسي إنه سيتم إخراج المسلحين في 20 حافلة و10 سيارات ستسلك ممراً خاصاً باتجاه إدلب شمال غرب سوريا.

وقال مركز المصالحة في حميميم إن "القوات الروسية ستراقب عملية إجلاء المسلحين من حلب عبر طائرات من دون طيار وأن السلطات السورية تضمن الأمن لجميع التشكيلات المسلحة التي تغادر شرق حلب" مضيفاً أن تحضيرات خروج المسلحين وعائلاتهم من حلب تمت بإيعاز من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتعاون مع السلطات السورية.

سيارات الهلال الأحمر السوري دخلت الأحياء الشرقية 

وعُلم بأن سيارات الهلال الأحمر السوري دخلت الأحياء الشرقية لحلب حيث يتحصن المسلحون، مضيفة أن المسلحين يحاولون تفجير بعض مخازن سلاحهم ومستودعات أغذيتهم ومقراتهم المركزية بما فيها من تجهيزات ووثائق ومستندات. وبحسب الاتفاق سيتم إخراج الجرحى والمرضى في البداية ثم المسلحين وعائلاتهم. وتترافق العملية مع تحليق مكثف لمروحيات الجيش السوري لتأمينها. وفيما قال ناشطون ومعارضون إن الجيش السوري وحلفاءه أطلقوا النار على سيارة الإسعاف الأولى ظلت هذه المعلومات غير مؤكدة. وأفادت الميادين بسماع أصوات إطلاق نار مصدرها الجماعات المسلحة في حي صلاح الدين.

وكان أعلن الإعلام الحربي عن بدء التجهيز لإجراءات إخراج المسلحين من أحياء حلب الشرقية باتجاه قرية خان طومان جنوب غرب مدينة حلب. وكشف عن اتصالات ليلية أدت إلى إعادة تثبيت وقف النار ما سيؤدي إلى خروج المسلحين من حلب خلال ساعات. يأتي ذلك، بعد صدّ الجيش السوري هجوماً للمجموعات المسلحة على محوري مدرسة الحكمة وكتيبة الدفاع الجويّ غرب مدينة حلب.

ومن المنتظر أن يخرج مسلحو جبهة النصرة إلى إدلب وقاتل مصادر سورية إن من بين العوامل التي أدت إلى تأجيل الاتفاق رفض مسلحي "النصرة" لا سيما الأجانب الذين كانوا يمنعون المدنيين والمسلحين من الخروج.

وأفادت المعلومات أنه تم موضوعي كفريا والفوعة المحاصرتين بقضية حلب حيث سيتم اخراج قسم من مواطني البلدتين المحاصرتين من قبل المسلحين في ريف إدلب مقابل إخراج المسلحين من حلب.
وقالت مصادر عسكرية، الأربعاء أنّ المفاوضات التي تمّت حول خروج المسلحين من أحياء حلب كشفت خداع الجماعات المسلحة، حيث تبين أنّ عدد الذين يريدون إخراجهم هو 15 ألفاً بينهم أربعة آلاف مسلح مع عائلاتهم، فيما كان العدد المعلن 2000 شخص فقط.

اتصالات سياسية مكثّفة

وشهدت الساعات الأخيرة اتصالات مكثّفة بين دمشق وموسكو وطهران وأنقرة، حيث أكد الرئيسان التركي والروسي في مباحثات هاتفية ضرورة التطبيق التام للتفاهم بشأن وقف اطلاق النار في حلب، فيما بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري هاتفياً التطورات في شرق المدينة.

ووفق بيان للخارجية الروسية فإن لافروف أبلغ كيري بأنّ الحكومة السورية كانت مستعدة منذ وقت طويل لتوفير ممر لخروج المسلحين من حلب، إلّا أنّ المسلحين رفضوا وقفاً لإطلاق النار.
إلى ذلك أكدت الخارجية الأميركية أنّ كيري تحدّث مع وزراء خارجية روسيا وتركيا وقطر لوقف إطلاق النار في حلب. من جهته، أكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أنّ على دول المنطقة أن تمنع تسليح الجماعات الارهابية مجدّداً. قاسمي قال إنه نظراً إلى الأهمية الحاسمة للتطورات في سوريا، ولاسيما حلب فإنّ ايران ستبذل قصارى مساعيها للإسراع في وقف اطلاق النار واستتباب الهدوء والأمن ومنع العنف في هذه المنطقة، ولا سيما خروج المدنيين بشكل آمن.
كذلك بحث وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف آخر تطورات حلب والخروج الآمن للمدنيين مع نظيره السوري وليد المعلم، وكان ظريف قد بحث المسألة ذاتها مع نظيريه الروسي والتركي وتناولت المباحثات موضوع وقف اطلاق النار وسبل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني وقوف بلاده الى جانب سوريا حكومة وشعبا حتى طرد الارهابيين، وفي اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الأسد قال روحاني إن طهران ترى أنّ من واجبها دعم حاملي لواء محاربة الإرهاب. وشدد روحاني على استعداد إيران لإرسال المساعدات الانسانية والدوائية للشعب السوري ولاسيما اهالي حلب.

هذا ونشرت قناة الميادين نص الاتفاق الذي تم التوصل إليه من أجل خروج المسلحين من الأحياء الشرقية لحلب. وينص الاتفاق على التالي:
ـ خروج المسلحين مع السلاح الفردي فقط.
ـ خروج المسلحين والمدنيين الذين يرغبون بمغادرة حلب باتجاه غرب المدينة.
ـ تتكفل القوات السورية والروسية بضمان سلامة الخارجين.
تعهد الطرفين بوقف إطلاق النار أثناء خروج المسلحين.
و أن اتفاق حلب ينص أيضاً على إخراج دفعة من أهالي كفريا والفوعة في ريف إدلب. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]