لا زالت الطيرة مصعوقة من فقدان ابنتها ليان ناصر البالغة من العمر 19 عاما والتي استشهدت متأثرة بجراحها اثر تعرضها لإطلاق نار خلال تواجدها بمكان الهجوم الارهابي في اسطنبول منتصف ليلة رأس السنة (السبت – الأحد).

وضمن متابعة "بُكرا" لملفّ الهجوم، فقد اجرى مراسلنا لقاءات مصوّرة مع مربيّة صفها، ابن صفّها وسيدتين من الطيرة، اجمعوا جميعًا على ان "ليان كانت مُحبّة للحياة".

معلمتها تتحدث

المربيّة من الطيرة التي رافقت شهيدة الارهاب لثلاثة اعوام وقامت بتربية صفها في الصفّ الاول ثانوي - مرام فضيلي، قالت بحديثها مع موقع بكرا:" بدايةً اتمنّى لليان الرحمة والغفران، ليان ليست طالبة فحسب بل هي بمثابة ابنة لي، قمت بتدريسها اللغة العبرية لثلاثة أعوام متتالية، بالاضافة الى انّني قمت بتربية صفها بالصف العاشر، لكن، مرافقتي لها دامت لثلاثة اعوام، ليان طالبة هادئة ومجتهدة لا تتحدّث كثيرا، مميّزة بهدوئها وصفاتها الإيجابية، لا اعرف ماذا اقول، قلبي حزين جداً وللأن أتخيّل المرحومة امامي ولَم استوعب الامر الذي حصل فأنا مصدومة جدا".

واضافت:" طالبة كانت تتسمّ بالهدوء والاخلاق والآداب، شخصيتها كانت مكلّلة بحقّ في الهدوء، كانت مسالمة فلم تقم بيوم من الأيام بمقاتلة احد ولَم تقدم على توجيه الاسئلة لأحد، رافقتها لثلاثة اعوام وخلال هذه الفترة، الابتسامة لم تغب عن وجهها، ليان هادئة كثيرا وكانت تحبّ الحياة وتحبّ الاناقة كذلك".

وأكدّت ان:" باختصار شديد، المرحومة ليان وردة من بلدنا، هي زهرة الطيرة ووردتها".

ووجِّهت رسالة لزوّار موقع بكرا قالت فيها:" اقول ان ليان هي شهيدة الارهاب، واسأل ربّ العباد ان يتغمّدها بغامر غفرانه فإنّ رَبَّنَا رحيم وغفور، ادعو لاهلها ان يلهمهم الصبر والسلوان وان يصبّرهم على الفاجعة التي ألمّت بهم، والله يصبّر كل انسان عرف المرحومة وكان يحبّها لليان وانا واحدة من الأشخاص الذين أحبّوها بحقّ!".

أفضل شخص بالمدرسة

زميل المرحومة (ابن صفّها)- محمد خاسكية من الطيرة، قال بحديثه مع موقع بكرا:" لا يوجد افضل من ليان، هي كانت افضل شخص بالصف عندنا، قلبها طيّب للغاية، كانت تقلق كثيرا لأمور الصف وكانت تساعد دون تردد من يحتاج للمساعدة، نحن نأسف لهذا الامر وهو مفارقة ليان للحياة دون إشعار وانذار!".

وتابع:" ما يحزننا ان ليان ماتت نتيجة الارهاب، اتمنّى ان يحتسبها الله شهيدة، عند سؤال ابناء وبنات صفّي او ايّ احد من المدرسة، فالجواب سيكون "ليان افضل شخص بالمدرسة".

وعن ليان كطالبة، يقول:" ليان كانت طالبة مجتهدة جداً، وكانت تحظى بالاحترام من الجميع، حتّى ان المعلمين كانوا يطلبون المساعدة من ليان في حال احتاجوا لمساعدة احد".

ووجّه خاسكية رسالة لزوّار "بُكرا" قال فيها:" كلّ منا لديه رفيق، أناس يعزونن عليه، يجب الحفاظ عليهم وان الموت يأتي فجأة مرّة واحدة، لا نعرف من سيكون القادم، بمعنى لا نعرف من سيموت الْيَوْم او غدا او بعد غدا، لا احد يعرف متى تحين ساعته، لذلك على كلّ واحد منّا ان يعمل لاخرته".

اجرام بكل معنى الكلمة


وكيلة سياحة مستقلّة من الطيرة - منى عبد الحيّ، قالت بحديثها مع موقع بكرا:" لا اعرف ماذا اقول لك، الامر محزن للغاية، ليان اقل ما يقال عنها بأنّها "زهرة"، وهي خُطفت منّا دون سابق إنذار، رحمها الله".

وعن الأجواء في الطيرة، تقول :" الأجواء في الطيرة حزينة للغاية والطيرة اتشّحت بالسواد منذ لحظة وقوع الهجوم".

وعن اذا كانت تشجّع السفر لتركيّا ام لا، تقول:" انا اشجّع السفر الى تركيا، لكن لا يعرف المرء ماذا سيحصل معه".

وأنهت كلامها قائلة: الارهاب الذي المّ بِنَا مؤخرا هو اجرام بكل معنى الكلمة، ولا يوجد لديّ ما أقوله اكثر من هول الفاجعة!".

 لا دين له

ابنة الطيرة - سامية منصور حليوة، قالت بحديثها مع موقع بكرا:" نستنكر الهجوم الداعشي الذي لا دين له، من ينفّذ الهجمات هذه لا يوجد له ابّ او أم، الأجواء بالطيرة حزينة والمجتمع العربي واليهودي حزين على فقدان ليان".

وأنهت كلامها قائلة:" نشكر الجميع الذين شاركوا بالجنازة وكل من التزم بالنظام".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]