اثار قرار الاضراب الذي أعلنت عنه لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية أمس  الأول الثلاثاء في اعقاب هدم السلطات الإسرائيلية عدد من البيوت في قلنسوة كخطوة احتجاجية أولى، حفيظة شريحة كبيرة من المجتمع العربي، حيث وصفت الاضراب بانه خطوة تقليدية ولم تعد وسيلة احتجاج ناجعة وناجحة وليست كافية ولن تؤثر بالحكومة لعنصرية بل على العكس هي خطوة ضد الجماهير العربية وستؤثر سلبيا عليهم "على حد تعبيرهم". علما انه منذ صباح اليوم يشهد المجتمع العربي التزاما شبه تام بقرار الاضراب الذي اتخذته المتابعة امس.

كيف تجند هذه الاضرابات في سبيل حل قضايانا الشائكة؟

أسامة محاميد قال بدوره: المشكلة هي ان السلطات المحلية العربية لم تقم بتقديم الخرائط الهيكلية او المطالبة بالتصديق عليها وتوسيعها من قبل السلطات المختصة، حتى يتسنى للمواطنين البناء، وعدم الاكتفاء بالبناء بمناطق خارطة مقترحة قبل التصديق عليها.

وتابع: اننا ضد هدم البيوت مهما كانت الأسباب يتوجب على السلطات المحلية ان لا توجد الأسباب والمبررات لسلطات القانون لإصدار اوامر هدم للبيوت الغير مرخصة، على السلطات المحلية المطالبة بالمصادقة على الخرائط الهيكلية وتوسيعها لسد حاجة المواطنين علما ان الاضراب ليوم واحد لن يحل المشكلة، الحل الصحيح والوحيد لمشاكل البناء في المجتمع العربي هو المصادقة على الخرائط الهيكلية وتوسيعها حسب حاجة المواطنين.

الدكتور خالد عرار تساءل بدوره: ماذا بعد انتهاء الاضراب؟ من حق الجماهير الاطلاع على خطوات النضال الجماهيري في التصدي لهذه الظاهرة، في بلدنا مثلا كان هناك اضراب احتجاجي على اطلاق النار على المفتش، تلاه يوم اخر تحضير ومسيرة ضد العنف تلاه يوم اخر اضراب لهدم البيوت، والسؤال كيف تجند هذه الاضرابات في سبيل حل قضايانا الشائكة؟

يجب أن تتخذ خطوات أخرى الى جانب الاضراب

فهيم خمايسي كان له رأي مختلف بعض الشيء حيث قال في حديثه لـ"بكرا": انا شخصيا التزمت بالإضراب بسبب المعاناة التي يعانيها مجتمعنا العربي بهذا الموضوع بالذات، حيث ان السلطات لا تصدر ترخيص للبناء الا بعد مرور سنة في احسن الاحوال وبتكلفة على الأقل 100 الف شيكل لبيت لا تتجاوز مساحته 90 متر، هذا اذا توفرت الارض داخل منطقة العمار وبملكيه فردية علما ان الاضراب لا يكفي يجب ان تتخذ خطوات أخرى الى جانب الاضراب ورفع المشكلة وعرضها امام الرأي العام العالمي.

ديانا قاسم بدورها عقبت قائلة: للأسف الاضراب هو وسيلة احتجاج غير ناجحة للأسف فان المتابعة تسرعت بقرار الاضراب، اعتقد انه يجب ان يكون هناك خطة عمل لكل ازمة نمر بها وليس فقط اضراب ليوم واحد، وان يشمل الاضراب أيضا جميع القطاعات العامة والخاصة، الى جانب خطوات مدروسة، وأيضا ان لا يتخلل الاضراب المدارس بل على العكس ان يتم تمرير فعاليات توعوية عن الموضوع للطلاب بيوم الاضراب.

السلطات والمتابعة مسؤولة وتعلن الاضراب على انقاض البيوت بالنهاية

هشام طاطور قال لـ"بـُكرا" قائلا: علينا ان نفصل بين مشكلة السكن العامة والمتفاقمة في المجتمع العربي وبين قضية البناء الغير مرخص، اي عندما يملك الشخص لديه قطعة ارض واقام بناء دون ترخيص، الآن لا يمكنني تبرئة السلطة المحلية ولا باي شكل من الاشكال على اعتبار انها تعلم جيدا ان النجاح في تحويل ارض من منطقة زراعية لمنطقة بناء بمبادرة فردية يكاد يكون معدوما لان المواطن البسيط ليس بمقدورة فعل ذلك فلجان التنظيم لا تبت بخريطة تفصيلية ضيقة وانما مساحات كبيرة حتى يتم تخطيط شامل من مرافق وشوارع ومساحات عامة وهنا يقع المواطن في ورطة فهو سيفعل كل هذا على حسابه الخاص وسيواجه كل الشركاء في محيط الخارطة واحيانا بالعشرات، وغالبا ما سيفشل وفي حالات نادرة ينجح بشق الانفس وقد انفق مبالغ طائلة وعلى مدار سنوات.

وتابع يقول: الآن اين دور السلطة المحلية؟ في كل خارطة تفصيلية تعتبر السلطة المحلية شريك بحكم مسؤوليتها عن المساحات العامة من شوارع وابنية عامة ومرافق اخرى لماذا لا تبادر هي بتقديم الخرائط بعد ما تتوصل لاتفاق مع كل الشركاء لتضمن حقهم وان تصر وتقنع وتفاوض وتقرر حتى لو لم يرضى الجميع ما دامت اعطتهم ما يستحقون، السلطات المحلية كانت وما زالت شاهد على هذا الوضع وبالنهاية تعلن الاضراب على انقاض البيوت.

وقال فراس احمد لـ"بـُكرا" قائلا: الاضراب اصبح الية فاشلة للاحتجاج، الجماهير تريد اليات جديدة وحلول جذرية لكل ازمة نمر بها امام الحكومة العنصرية والمتطرفة.

ملهم أبو دبي قال معقبا: القيادة فاشلة وقراراتها أيضا، الاضراب لن يفدنا بل على العكس سيضرنا تماما، كان ممكن ان تعمل الجماهير بهذا اليوم وما تربحه تتبرع به للأشخاص الذين هدمت بيوتهم.

محمد بركة يعقب: الاضراب ليس "دقة قديمة" انما هو موقف رافض للظلم والعنصرية والهدم

محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا بدوره عقب قائلا: الاضراب وسيلة نضالية راقية وناجعة للتصدي للجرائم التي ترتكب بحقنا او لإعلان موقف من الظلم والتعسف، نعم، المظاهرة والوقفة الاحتجاجية وسائل راقية وديموقراطية للتعبير عن موقف وعن التمسك بالحق.

وتابع: إذا كانت المشكلة عدم التزام الجميع بالعمل الكفاحي وبالأضراب علينا ان نقوم بالعمل الميداني الوحدوي من اجل أوسع مشاركة في العمل الكفاحي وليس بشطب العمل الكفاحي انا مدرك لضرورة تجنيب مؤسساتنا التعليمية التعطيل وكثرة الإضرابات، وهذه الفكرة احملها وأعلنها منذ سنوات طويلة، لكن عندما يكون الاضراب عاما لا يجوز استثناء جيل المستقبل من العمل الكفاحي، الى جانب الاضراب والاحتجاج يجب العمل لإطلاق العنان للأفكار والمبادرات الجديدة.

الى جانب الاحتجاج يجب العمل للبناء المجتمعي الإيجابي وهذا ما نقوم به في لجنة المتابعة بشكل علمي ومنهجي بموازاة الخطوات النضالية.

وأضاف: الاضراب ليس "دقة قديمة" انما هو موقف رافض للظلم والعنصرية والهدم ...بينما التخاذل والتسليم بالظلم هو الذي يجب ان يزول من حياتنا، فكرة ان "الامر لا يعنيني" هي التي يجب ان تزول من حياتنا، لان التسليم بالهدم والقمع ضد أحدنا ستسهل وصول القمع الى كل واحد منّا والى كل بيت من بيوتنا وقد تتعدد اشكال وصوله، يمكن احترام الانتقاد وهناك اطر لممارسة الاختلاف والانتقاد ولكن لا يمكن قبول خلط الأوراق والقيام بعملية تعرّي معنوي علني، كي يقف من هدم بيوتنا قبل ساعات ليتفرج كيف نهدم قامتنا ونهدم وجودنا الجماعي والمعنويّ ليتسنى له اليوم ان يحضّر مرتاحا، للجريمة القادمة غدًا.

علينا ان نتصرف كشعب كله مستهدف وطأطأة الرأس لن تزيدنا كرامةً لا شخصية ولا جماعية، علينا ان نتصرف كشعب له مرجعية مشتركة وله انتماء مشترك وله مستقبل مشترك وله بيت مشترك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]