عقد المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيليّة "مدار" ندوة ثقافيّة في رام الله بعنوان "المشهد الإسرائيلي ما بين قانون التسوية والقرار 2334" بمشاركة كل من: مدير مركز الميزان لحقوق الانسان المحامي عمر خمايسي، امين عام حزب التجمع الوطني الديمقراطي د. امطانس شحادة والنائبة عن الجبهة الديمقراطيّة للسلام والمساواة في القائمة المشتركة عايدة توما-سليمان.

توما-سليمان: إسرائيل تماطل لخلق واقع جديد على الأرض


في كلمتها أكدت النائبة توما-سليمان على انّه لا يمكن فصل قرار مجلس الامن الأخير حول الاستيطان عن تسلسل الاحداث الأخيرة وخاصّة ما عرف بقانون التسوية، اذ اعتبرت توما-سليمان قرار مجلس الامن الدولي ضد الاستيطان ردّ فعل عالمي على الممارسات الاسرائيليّة وأضافت :" قرار مجلس الامن الدولي ضد الاستيطان لهو رسالة هامّة مناهضة للاستيطان والممارسات الاسرائيليّة أرسلها العالم الى إسرائيل وهو ردّ فعل على ممارسات إسرائيل في الضفّة الغربيّة ومحاولتها فرض امر واقع على الأرض ينهي حلّ الدولتين ويعزز الاستيطان، شكّل القرار صفعة حادّة لإسرائيل الرسميّة اذ تصرفات حكومتها بدءً بالحملة الإعلامية وانتهاءً بإلغاء زيارات رسميّة تشبه تصرّفات الطفل المدلّل الذي جوبه بالرفض لأول مرّة في حياته"

الموجة الفاشيّة تمسّ بمجموعات كانت حتّى الماضي القريب "ايقونات" في إسرائيل

في تعقيبها على التغييرات الحاصلة على الساحة الاسرائيليّة قالت النائبة توما-سليمان:" المجتمع الإسرائيلي يتجه اكثر نحو اليمين نتيجة للتحريض المستمرّ لوسائل الاعلام وأعضاء الحكومة، هذه الموجة الفاشيّة تعدّت العرب وهي توجّه اليوم سهامها نحو جماعات وحركات في الشارع اليهودي نفسه على سبيل المثال يقرّ الكنيست الإسرائيلي هذا الأسبوع قانون يمنع منظّمة "كاسري الصمت" من الدخول الى المدارس الاسرائيليّة لتقديم المحاضرات للطلاب، حتّى كون أعضاء هذه المنظّمة جنود سابقين في وحدات قتاليّة لم يشفع لهم، هناك هجمة أخرى على مؤسسة القضاء ومحاولة لضرب هذه المؤسسة التي تعتبر بنظر العديد من الإسرائيليين مؤسسة محايدة وخط دفاع أخير عن الديمقراطية الاسرائيليّة الهشّة اصلًا. وأضافت توما-سليمان بأن هجوم اليمين الفاشي الأخير على رئيس اركان الجيش لتصريحاته في قضيّة الجندي "ازاريا" تثبت انّ النهج الفاشي غير الديمقراطي لن يتوقّف عند العرب وحدهم بل هو موجّه ضد كل من يحاول التغريد -ولو قليلًا- خارج السرب، هناك مسّ في ايقونات -حسب العقل الإسرائيلي طبعًا- لم يتجرأ أحد حتّى الماضي القريب من المسّ بها.

هناك من يعيد طرح خطاب توراتي كنا قد اعتقدنا انه أصبح جزءً من صفحات الماضي

"اليمين الفاشي في الحكومة الاسرائيليّة والمتمثًل بالأساس بحزب "البيت اليهودي" وزعيمه بينيت يعيد طروحات وخطاب اعتقدنا انه أصبح من وراءنا، هذا الخطاب أصبح هو الصوت الذي يقود حكومة إسرائيل، اذ يعتمد على الحقيقة انّ نتنياهو يلعب في الوقت الضائع ويتأرجح في التحقيقات، الامر الذي يسهّل من مهامهم ولذلك اعتقد انه سنرى في الفترة القريبة مشاريع قوانين كثيرة فاشيّة لأنه يسهل في هذه المرحلة ابتزاز نتنياهو. الحزب اليهودي يعادي بشكل علني بعيدًا عن التلوّن فكرة حلّ الدولتين، وهم يعملون على الأرض بشكل مدروس وممنهج لاغتيال أي حل ممكن للسلام وقيام الدولة الفلسطينيّة، في "تهنئته" بإقرار قانون التسويّة قال زعيم حزب البيت اليهودي بشكل واضح :"اليوم انتهى حلّ الدولتين" هذا الخطاب التوراتيّ وخطاب إسرائيل الكبرى عاد بقوّة وهو يحاول المسّ كل معارضيه -حتى في الشارع اليهودي نفسه- لفرض سيطرته وتنفيذ مشاريعه.

هذا وأنهت النائبة توما-سليمان مداخلتها بالدعوة الى اتخاذ خطوات فعليّة على الأرض وعدم الاكتفاء بالفرح بقرار مجلس الامن الذي سيبقى حبرًا على ورق في حال عدم متابعته واستغلاله لتشكيل الضغط على إسرائيل للتراجع عن مخططاتها المعادية للسلام في المنطقة، الكرة الان بالملعب الفلسطيني ويجب السعي الى تحويل القرار الهام الى أدوات نضاليّة وقانونية تحاصر الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]