يلجأ مؤخرا العديد من ابناء الشبيبة الى التدخين وإدمان المخدّرات، دون معرفة الأسباب الواضحة والصريحة لذلك، فهناك الكثير من الأمور التي تؤدي بنهاية المطاف الى الدخول بوحل الادمان وعدم القدرة على الخروج منه فيما بعد.
ومقارنة مع الوسط اليهودي، فإنّ نسبة المدخنين بالوسط العربي اعلى بكثير من نظيريهم بالوسط اليهودي.
تجدر الإشارة الى انه ما يقارب 2000 عربي يموتون سنوّيا بسبب التدخين.

 نسبتنا كعرب اعلى من بين المدخنين

الطبيب المختصّ بأمراض الرئتين والداخلية - د.محمد يونس قال في حديثه لـ"بـُكرا" :  الهدف الاساسي اننا نحن جزء من هذا الشعب وجزء من همومه، منذ عدة سنوات وانا اعمل على معالجة الموضوع، بطبيعة عملي كطبيب رئتين ومشاهدة المأسي والكوارث، وخاصة ان نسبتنا كعرب اعلى من بين المدخنين، ارى حالات سرطانية كثيرة بطبيعة عملي في المشفى".

وتابع:"من جهة اخرى، ليس فقط الاضرار الصحية، عندما تعمقت بموضوع التدخين رأيت كم هو التأثير ليس فقط على الصحة انما هناك اثار سلبية اجتماعية واقتصادية هائلة ومن اكثر الامور التي ممكن ان تؤثر على مجتمعنا من ناحية اقتصادية".
وعن المعطيات، يقول:" مجتمعنا لا يتجاوز 20% من مجموع السكان الكُلِّي ويصرف 3 مليار شاقل على التدخين فهو 50% من دون خط الفقر، ممكن ان تستنج كم تؤثر هذه المبالغ على نمو مجتمعنا وعلى المشاكل التي نعاني منها من عنف وكوارث وغياب الافق".

محاضرات قيمة من ناحية التأثيرات البيئية والصحية

وأكدّ ان:"لهذا السبب اقمت جمعية انا وزملائي وطرحنا الموضوع بشدّة في عدة محافل بنطاق الاطباء وحتى جماهيرية وحاولنا ان نرفع الوعي عن طريق اقامة ندوات مختلفة للجمهور الواسع من ضمنها ائمة المساجد حتى عقدنا ثلاث مؤتمرات لائمة المساجد وعقدنا عشر محاضرات بكل المناطق وشاركنا رجال الدين في صياغة فتاوى ضد التدخين وحتى اعطيناهم خطب حتى يلقوها ايام الجمعة".

واشار الى ان:"من جهة اخرى، قمنا بفعاليات وابحاث حول نفس الموضوع وحاولنا تغطية الموضوع اعلاميا بكل الوسائل المتاحة امامنا، تتويج لكل هذا العمل عقدنا مؤتمر حتى نعرض انجازاتنا ونرى ماذا يمكننا العمل، فعرضنا احصائيات والى اين وصلنا في موضوع التدخين وكانت هناك محاضرات قيمة من ناحية التأثيرات البيئية والصحية".


وعن ظاهرة لجوء ابناء الشبيبة الى التدخين وإدمان المخدّرات، يقول:" ظاهرة التسرب بالمدارس سيئة جيدا ومن ضمن فعالياتنا تقديم محاضرات بالمدارس، حاولنا نضغط بهذا الاتجاه بان نعمل قدر المستطاع فعاليات لا منهجية بالمدارس وتشجيع الهيئة التدريسية على تخصيص حصص عن التدخين والمخدرات وحاولنا الارتفاع درجة فاجتمعنا مع المسؤولة بوزارة التربية والتعليم، حاولنا تشجيعها على انه هناك حصص لا تستغل ضد التدخين والمخدرات، حاولنا ان نشجعها على اعطاء اكثر امكانيات للوسط العربي او انها تجبر ادارات الوسط العربي على استغلال الامكانيات المتاحة امامها".

8000 شخص يموتون سنويا نتيجة الامراض التي ترافق التدخين

وعن عدد الوفيّات سنوّيا بالوسط العربي، يقول:" نسبتنا العامة من بين المدخنين هي 26%، نسبتنا من ناحية عدد السجائر اعلى من الوسط اليهودي بمرة ونصف، نسبتنا العامة تفوق الثلث، اذا كان هناك 8000 شخص يموتون سنويا نتيجة الامراض التي ترافق التدخين، من سكتات دماغية وقلبية وامراض الاوعية الدموية وسرطان الرئتين، فنصيبنا هو ثلث، تقريبا فوق الـ2000 شخص عربي يموت سنويا من جراء التدخين، اذا كان هناك 100 حالة وفاة جراء حادث طرق فعندنا 2000 يموتون سنويا بسبب التدخين".

وأكمل حديثه قائلا:"هذا بالاضافة الى العاهات، هناك أناس تكون مقعدة ولا تستطيع الاستمرار بعملها، الخسارة ليست صحية بحسب انما مادية ايضا وهذا يساهم في افقار مجتمعنا لان المجتمع الفقير عندما لا يتجاوز دخل الفرد 4000 شيقل، طبيعي ان يكون ابنائه بالشارع وهذا مدخل لاستعمال المخدرات والسموم".
وانهى كلامه قائلا:" كلما زادت نسبة التعليم خفّت ظاهرة التدخين، هنلك علاقة عكسية ما بين التدخين وما بين التعليم والطبقات الفقيرة وطبقات الدنيا غالبيتها تدخن، غالبية مدمنين المخدرات من الطبقات الفقيرة وحتى انه ضحايا حوادث الطرق ومصابين الحوادث من المدخنين".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]