"اليوم زرناك لنعايدك يا نورهان، وضوينالك 21 شمعة، اشتقنالك كتير، يا رب تكوني سمعتي قديش مشتاقينلك ومنحبك، كنا منتمنى نعايدك بطريقة أحلى وتكوني معنا بس أنا عندي يقين إنك بمكان أحلى انشاالله، بحبك كتير ومش ح إنساك وح نضل نزورك". بهذه العبارات عايد أصدقاء  اللبنانية المرحومة نورهان حمود في عيد ميلادها الحادي والعشرين عبر موقع "فيسبوك".

صفحات عدَّة بقيت على حالها فيما غاب أصحابها منها صفحة نورهان التي رحلت في 30 آب من العام 2016، وصفحات أخرى تحوّلت إلى منصة عامة منها صفحة الشهيد الصحافي اللبناني حمزة الحاج حسن الذي قضى عام 2014 في سوريا، فيما تحولت صفحات كل من ايف نوفل والياس ورديني إلى تخليدٍ للذكرى. فبات هذا المكان الافتراضي صلة وصلٍ بين مَن غابوا عن عالمنا وعائلاتهم وأصدقائهم ومحبيهم.

بين المواساة وتقبُّل الحزن!

يشرح الاختصاصي في الإرشاد والتوجيه الزوجي والعائلي رائد محسن أنَّ "وجود صفحة الفقيد "أونلاين" تتيح لمن خسروا القريب أو الحبيب أو الصديق كتابة الرثاء فيشعرون بأنهم يتواصلون مع الفقيد بشكل مباشر، علماً أنه لن يرى أو يقرأ ما نكتب له إلاَّ أن ذلك يساعد محبيّه. فهو نوع جديد من العزاء توفره التكنولوجيا، فنعزي أنفسنا من خلال الكتابة. المؤمنون أو غير المؤمنين يدركون أنَّ الفقيد/ة يراهم أو يسمعهم، فيجدون أنَّ مجرد التعبير عن أفكارهم تجاهه يشكل نوعاً من المواساة".

ولكن ماذا لو تخطّت الكتابات فترة المواساة لتصبح مجرد نمط حياةٍ يومي؟ يجيب محسن: "هناك تواريخ مؤثرة مثل عيد ميلاد الفقيد أو ذكرى رحيله السنوية نستذكر فيها الذين رحلوا بمجرد الكتابة على صفحتنا أو صفحته/ها. أما عندما يصبح الأمر بشكل متواصل أو شبه يومي أي عندما يتواصل أحدنا بطريقة شبه يومية مع الفقيد إلكترونياً لفترة تتخطى الأشهر، فهذا يعني أنَّ أهل أو أصدقاء الفقيد يحتاجون إلى مساعدة مهنية من متخصصين لأنهم لم يتقبّلوا رحليه رغم مرور فترة زمنية طويلة". ويضيف: "ولكن في سياق تقبّل الرحيل، يعتبر البعض أنَّ التواصل بطريقة شبه يومية هو من باب الوفاء بأنَّ هذا الفقيد كان جزءاً أساسياً من حياتي. هم يتقبلون الرحيل ولكنهم يسعون الى التواصل معه لأنهم يشعرون بأنه ما زال موجوداً".

كيف تنقسم الحسابات بعد الوفاة؟

بعد الوفاة، يتوافر عبر "فيسبوك" المنفذ الرقمي لرعاية الرسائل القديمة التي تمّ حفظها، وألبومات الصور. ومع ذلك، إذا لم يكن لديك منفذ رقمي، هناك طرق يمكنك من خلالها التعامل مع صفحة "فيسبوك" الراحل، منها إحياء الذكرى. ويمكن فقط لأصدقاء الفقيد رؤية الجدول الخاص به بحيث لا يعود ليظهر في قسم الاقتراحات ضمن الصفحة الرئيسية، لتقتصر المشاركات على الأهل والأصدقاء. ومن أجل حماية خصوصية المتوفى، يمكن الطلب من "فيسبوك" عدم تشاطر معلومات تسجيل الدخول للحساب مع أي شخص. وبمجرد أن تمَّ إحياء ذكرى حساب، وتأمينها تماماً لا يمكن الوصول إليها أو تعديلها من قبل أي شخص.


إزالة أو حذف الحساب (Delete Account)

طريقة أخرى لإدارة الحساب من خلال إزالته، حيث يمكن تقديم طلب لـ"فيسبوك" من قبل أفراد الأسرة المباشرين. وهذا الخيار يؤدي إلى حذف الجدول الزمني وكل المحتوى لذلك لا يمكن لأحد أن مشاهدته، على أن تزال أيضاً كل الصور والمشاركات. ولا يحذف "فيسبوك" الحساب في حال لم يتمكن من التحقق من أفراد الأسرة المباشرين.

التطبيق يتولى رسائلك الأخيرة (An App That Handles Your Last Messages)

خيار أخير يسمى "إذا مُت" (If I Die) حيث يمكن لأي شخص تسجيل أشرطة الفيديو أو كتابة رسالة، أو نص ترغب في توجيهه الى محبيك بعد الوفاة. ويمكن أن تقترح أسماء بعض الأشخاص الذين سيقومون بنشرها في حال وفاتك. ويسمح التطبيق بتخصيص صفحة ملف شخصي لك حيث يمكنك ترك الفيديو أو الإبلاغ عن وفاة شخص آخر مباشرة من خلال التطبيق.

من أجل جدولة رسالة لترسلها بعد وفاتك، انقر على زر "اترك رسالة"، حيث يمكنك ترك واستقبال الرسائل الشخصية والعامة. هذا التطبيق سيساعدك على إخبار جميع الأشخاص في حياتك بأنك تحبهم قبل حذف حسابك أو تحويله إلى ذكرى.

المصدر: "النهار" اللبنانية - سلوى أبو شقرا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]