من مذكراته:

" ما بدأت تنضج مداركنا، وجدنا أنفسنا في معركة الهجوم على الدولة الفلسطينية من قبل الثالوث الدنس والقذر، الجيش البريطاني والصهيونية والرجعية العربية. كنت في تلك الفترة في المدرسة الابتدائية القائمة في مداخل مدينة حيفا، حوّاسة وبلد الشيخ، انتقلنا على إثرها إلى الناصرة هربا من الأحداث والمعارك ...!".

وبعد سنوات وسنوات، كتب ابنه عوني:
"ولد حرّا
عاش حرّا
ورحل عنّا حرّا
عاش شيوعيّاً كادحاً
ورحل عنّا شيوعيّاً كادحاً
ورثنا منّه
حرية الفكر والجدليّة
العزّة والكرامة
التواضع وحبّ الناس"

******

بعد دعوة عائلة الراحل، المناضل نعيم موسى - أبو عوني - والحزب الشيوعي مع الجبهة الديمقراطية والشبيبة الشيوعية في الناصرة وتحت ظلال لجنة إحياء ذكراه السنوية الأولى التي أقيمت يوم الثلاثاء 26/6/2018 مساءً وقد غصت قاعة سينمانا في الناصرة بالحضور، ومع ثقافته وحضارته الفكرية الإنسانية الفاعلة التي أثرت الحفل بالمحبة والوفاء، افتتحت الحفل عريفته الرفيقة آمنة أبو أحمد بكلمة مكثفة صادقة حيث قالت: "كان الرفيق نعيم موسى طيبا وإنسانا مناضلا تصدّى مع جيله للممارسات القمعية ضدّ شعبنا في هذه البلاد، وشارك كذلك في كل معارك شعبه النضالية من مظاهرات الأول من أيّار وحتى إضرابات الكفاح والتصدي للحكم العسكري ونهجه القمعي.
ومن ثم قدّمت المبدعة هويدا نمر زعاترة وصلة من الأناشيد الوطنية الملتزمة. ومن بعدها قدم سكرتير فرع الحزب الشيوعي في الناصرة، الرفيق عزيز بسيوني، كلمته التي تحدث فيها عن حياة الراحل ومواقفه النضالية في مسيرة شعبنا منذ النكبة وحتى رحيله.
وبعده، قدم عضو الكنيست السابق ورئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، الرفيق محمد بركة، كلمة شاملة أضافت صفحات تاريخية ناصعة لأمثال الراحل وقيادات شعبنا الحكيمة المنحازة للكادحين والمظلومين.
أمّا الرفيق سليم أبو الشيخ، فقد تحدث عن الرفيق الراحل ومساراته الهامة في مسيرتنا النضالية. وقد اختتم كلمته بقصيدة توفيق زياد
" يا شعبي يا عود الند يا أغلى من روحي عندي".

وكانت كلمة الجبهة لعضو الكنيست د. يوسف جبارين، حيث قال تعلمنا الكثير الكثير من جيل الرفيق الراحل، "أبو عوني"، فقد كان جيله بوصلتنا التي رسمت لنا الاتّجاه الصحيح".

أمّا ابنة العائلة، سهى سلمان موسى، رفيقة درب عوني ابن الراحل، فقد تحدثت باختصار عن علاقتها المميزة مع الراحل، التي تعلّمت منها ومارستها في علاقاتها مع الآخرين، خصوصا أفراد العائلة التي دخلتها بحبّ وافتخار.

ومن بعدها قدّم المنظّمون فيلم فيديو قصيراً عن حياة الراحل ومسيرته النضالية المشرّفة هو ورفاقه، ومع رفيقة دربه نبيلة نعرة موسى - أم عوني.

وقد تحدّث باسم تلاميذه في النضال، المربي سميح بلال، وذكر بصمات الرفيق نعيم التي تركها فوق المحطّات النضالية في حياة حزبنا.
ومن حيفا الصامدة كصمود الكرمل والبحر جاء أيمن عودة، عضو الكنيست ورئيس القائمة المشتركة، والقى كلمته القيمة التي تواصل من خلالها مع أهل ورفاق الراحل بعد أن تحدّث عن علاقته العزيزة مع هذا البيت المعطاء.

أما المهندس رامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة السابق، الذي خدم مدينته برموش عينيه، فقد تحدّث عن صدق الرفيق نعيم وعن أيامه النضالية التي تخزّنت في الذاكرة مع إخلاصها ونقائها.

تحدّث باسم العائلة ابن الراحل البكر، "عوني موسى"، الذي شكر الحضور وكل من ساهم في إنجاح الاحتفال بذكرى والده ورفيقه.
وكان مسك الختام للرائعة الفنانة هويدا نمر زعاترة التي أخرجت دموع الفرح من عيون أغلب الحاضرين بنشيدها أروع الكلمات وأرقّها.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]