• بطاقة تعريف:

ولدت في دالية الكرمل وتخرّجت من مدرسة المطران في الناصرة، حيث تعلمت 4 سنوات وسكنت هناك.

انا أب لـ 5 أولاد، 3 أبناء وبنتين، وجدّ لـ 6 أحفاد. أنا الإبن الأصغر بين 4 أشقاء، جدي كان وطنيّاً جدًا، فقد وصل من سوريا قبل 360 سنة (بعد الثورة الكبرى مع سلطان الأطرش ضد الفرنسيين)، وسمى خالتي "سورية" بينما سمى أمي "فلسطين"، وبذلك كان جدي أول من حل القضية الفلسطينية، موحِّدًا شطريّ العالم العربيّ!

مشواري العملي بدأ كمرشد في المركز الجماهيري. وبسبب حبي للتطوع، سواءً قبل خدمتي العسكرية أو بعدها، تقدّمت في المناصب في شبكة المراكز الجماهيرية، حتى وصلت إلى منصب رئيس مركز جماهيري. في حينه، كنت الأول من بين 3 رؤساء عرب فقط!

إلى جانب المراكز الجماهيرية، عملت مدرّساً في المدرسة الثانوية، كما عملتُ في مكتب المحامي نزيه حلبي. لاحقاً، تركت مهنة التعليم وتفرغت للسياسة، حيث شغلت منصب عضو مجلس دالية الكرمل المحلي في العام 1989، ثم نائب الرئيس والقائم بأعمال الرئيس. وفي السياسة المحليّة، شغلت أيضًا منصب رئيس المعارضة في المجلس المحلي، وبعد فترة أصبحتُ رئيس بلدية الكرمل (دالية الكرمل وعسفيا، عندما كان الدمج بينهما).

السياسة والتعليم ليسا الحقل العمليّ الوحيد الذي نشطت فيهما، فقد كنت رجل أعمال لفترة ومدير جامعة "كينكولشيير" البريطانية في البلاد.
في السياسة القطرية، بدأت مشواري كعضو في حزب "الليكود" وكنت عضوًا فيه لمدة 22 عاماً. بدأت المشوار هناك بسبب القيادي مناحيم بيغن، الذي كانت وجهته نحو السلام، وأنا كابن للطائفة الدرزية، التي تؤمن بالسلام، كنت على قناعة بأنّ افكار الحزب تمثلني.

بعد 22 عامًا، انتقلت إلى حزب "كاديما"، مع القياديّ أريئيل شارون، وذلك بعد أن حاد قسم كبير من أعضاء الحزب عن الفكر الجابوتنسكي (زئيف جابوتنكسي) وسيطرت الفيجلينية (التيار المتشدد في الليكود والذي يقوده موشيه فيجلين) والتطرف على مبادئ الحزب.

من "كاديما" انتقلت مع صديقي موشيه كحلون إلى حزب "كولانو"، بعد أن ترأست حزب "كاديما" لعدة أشهر، وهذا يُعدّ إنجازًا، إذ لم يسبق أن قام عربيّ بقيادة حزب صهيوني، وكان ذلك بعد استقالة رئيس الحزب في حينه، شاؤول موفاز.

انتقالي إلى "كولانو" كان لعدة أسباب، أهمها فكر الحزب، فهو فكر يؤمن بالسلام وضرورة الوصول إلى تسوية سياسية. من خلال نشاطي في الحزب، التقيت عدداً من القيادات الفلسطينية، سواءً هنا أو خارج البلاد، كما التقى رئيس الحزب ووزير المالية، موشيه كحلون، الرئيس الفلسطيني في رام الله ونحن نشدد، في أكثر من مناسبة، على أنّنا داعمون بقوّة لحل الدولتين.

• على الرغم من ابتعادك عن التعليم، إلا أنك حاصل على جائزة التربية والتعليم!

صحيح، في العام 2007 حصلت على جائزة التعليم في إسرائيل، وكنت أول رئيس بلدية عربيّ يحصل على هذه الجائزة، وقد حصلت عليها من وزيرة التعليم في حينه، يولي تمير، من حزب "العمل"، غير القريبة من حزبي أو أفكاري.

برأيي، التعليم هو سلاح التقدم، وهو بوابة الارتقاء، وللأسف لدينا خامات ممتازة من أبناء مجتمعنا الذين تعلموا وحققوا إنجازات تذكر في التعليم، على جميع المستويات، الاقتصادية والصحية والعلوم والهايتك وما إلى ذلك، لكننا فشلنا في النهاية في تغيير وضعنا، بسبب أنفسنا. قمنا بإفشال ذاتنا، غرقنا في السياسة الرخيصة، الحمائلية والطائفية والعائلية ونسينا الأهداف الأكبر.

كلي ثقة أنّ خامات مجتمعنا، وإن وضعت نصب أعينها التغيير والتأثير على المجتمع الإسرائيلي، فهي قادرة وتمتلك الكفاءة التي تساعدها على تحقيق ذلك.

برأيي هنالك حاجة لأن تقوم كل هذه الأدمغة بوضع السياسة جانباً والعمل على حشد قوتها للتأثير والتغيير؛ وهي قادرة على كل ذلك.

• كيف يتم التغيير والتأثير؟

التأثير والتغيير يأتيان بالمشاركة، فلا يعقل أنّ نكون 70 عامًا في إسرائيل في المعارضة فقط. كنت في المعارضة في دالية الكرمل لمدة 5 سنوات، لكن بعد ذلك، أقنعت الناس بأنّ الائتلاف الحالي سيء ولا يخدم تقدّم البلد، طلبت من الناس أنّ أكون قريبًا من الائتلاف الحالي ولي القدرة على التغيير وأصبحت رئيس البلدية. التقوقع لا يفيدنا، والانعزال كذلك. إذا أردت التغيير فعليك أن تكون قريبًا من الكعكة، من الميزانيات، من التأثير على الميزانيات، فقط بهذه الطريقة يمكن أن نمنح شبابنا أملاً في أن التغيير فرصة يمكن تحقيقها.

• هل هنالك مجال انّ نتوسع في الانتقال إلى "كولانو"؟

الانتقال إلى "كولانو" جاء بسبب معرفتي بالأشخاص المؤسسين، وتقربي الشخصي منهم. على سبيل المثال، موشيه كحلون أعرفه منذ 30 عامًا، وكذلك الأمر بالنسبة لأشخاص آخرين، خاصة المعدودين على الجانب العسكريّ، فأغلبهم تطلعاتهم نحو السلام.

• كنتَ مقربًا من إيهود أولمرت؟

نعم، وأكن له احترامًا خاصًا، فقد ساعدني إيهود أولمرت في الانتخابات وجاء إلى هنا كي يقنع الناس، كما قام بتوجيهي من خلال خبرته كيف أدير المعركة الانتخابية.

كنت أرغب في زيارته بعد خروجه من السجن وأطلب إليه توقيع كتابه لي، لكن الظروف لم تسمح بعد. ورغم ذلك، أقولها وبوضوح، أولمرت كان أفضل رئيس حكومة مرت على البلاد، وتورطه كان بسبب ميوله إلى التنازل عن شرقي القدس، وليس بسبب اتهامات بالفساد ومغلفات نقود من رجل الأعمال موشيه طالنسكي وغيره.

• لماذا ليس الأحزاب العربية؟

سؤال جيد، انا أعرّف نفسي كعربيّ، لكني مواطن إسرائيلي، ولدت في إسرائيل، ولهذه الدولة الفضل عليّ. أنا أخدم مجتمعي، بعيدًا عن الشعارات الرنانة، فالمجتمع سئم الشعارات، هو يحتاج إلى إنجازات على أرض الواقع، وهذه الإنجازات تأتي من خلال المشاركة في اللعبة السياسيّة، والتي تقول ببساطة: هنالك ائتلاف قادر على التأثير وهنالك معارضة قادرة على النقد التصويب، إلا أنها بعيدة عن التأثير.

واجبنا أن نعطي للدولة، لكن هنالك واجب على الدولة تجاهنا، ودائماً أقولها لأيّ مسؤول التقي به، بدءً من وزير الماليّة إلى المديرين العامّين في الوزارات ومديري البنوك. فقد التقيت بـ 6 مديرين حتى الآن، وقلت لهم إنه من أجل تحسين اقتصاد إسرائيل علينا تحسين اقتصاد المجتمع العربي، فالمليون والـ 200 ألف عربيّ هم المفتاح إلى الرقي باقتصاد إسرائيل.

وقد تستغربون أن جميع المسؤولين الذين التقيت بهم اتفقوا معي على هذه النظرية وحاولوا المساهمة قدر الإمكان، فهم مثلي يعون أنّ المجتمع العربي، سواءً في دبورية أو قلنسوة أو باقة الغربية، لا يرغب في سماع الشعارات إنما يرغب في التأثير وتحسين وضعه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

أقولها بصراحة: نحن المذنبون في الوضع الذي وصلنا إليه، حل القضية الفلسطينية لا يعتمد على مواقف عرب إسرائيل أو فلسطينيي إسرائيل وما إلى ذلك من تسميات، بل هي ستحل بتفاهمات دوليّة وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وهنا يتفق معي رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي سبق وأنّ ناقشنا معه الموضوع. عند التسوية السياسية، نحن خارج المعادلة وخارج تصوّر الحل. وهذا مؤكد. وهذا ما حدث في اتفاق أوسلو أيضاً.

الأجيال الشابة العربية، الأدمغة العربية، تلك التي وجهتها نحو الهايتك، من الجيد أن تعرف تاريخها، أن تعرف عن النكبة والتهجير وقصة أم الزينات (مثلا)، إلا أن الشاب العربي يريد، في النهاية، الوصول إلى بيته، تأمين احتياجاته والعيش بسلام.

ولتبسيط الموضوع أكثر بأرقام: لو لم أكن قريباً من وزير الماليّة ومن الائتلاف، لما تحققت خطة الـ 12 مليار شيكل، ولما حصل الدروز على مليارين و300 مليون شيكل، ولما حصل الوسط البدوي على مليارين و400 مليون (على دفعتين)، ولما تم دمج 7 أو 8 عرب في لجان التخطيط والبناء، حيث يعاني وسطنا العربي بسبب قضايا التخطيط والبناء، ولما تم دمج 16 عربياً في مجالس الإدارات الحكومية، إذ نجحنا في الفترة الأخيرة بإدخال امرأة عربية، لأول مرة، كعضو إدارة في شركة الكهرباء، وعربي في ميناء حيفا وآخر في البورصة. وهذه المرة الأولى التي يدخل فيها عرب أعضاء في هذه الشركات.

أكثر من هذا كله، فقد وصلنا اليوم إلى مرحلة وجود امرأة محجبة في وزارة المالية تقوم بتقديم توصيات إلى اللجان البرلمانية المختلفة وتوصياتها تُؤخذ بعين الاعتبار.

عادةً ما أطرح السؤال البسيط التالي: الروس جاؤوا إلى البلاد مؤخرا فقط، ومع ذلك تجدهم وزراء، ومديرين عامّين، ولهم صحافة مهنية وما إلى ذلك، فهل هم أشطر منّا؟ أو، أي كفاءات يحملونها ليست متوفرة لدينا؟ الجواب بسيط: هم فهموا أنّ اللعبة الديمقراطيّة تحتّم وجودهم في الائتلاف، لا في المعارضة.

عليّ أنّ أذكر أنه، وقبل الانتفاضة الثانيّة، كان اليهودي الذي يشغّل فلسطينياً في "بات يام" أو "حولون" يترك مفتاح منزله لدى الفلسطيني قبل سفره وأنّ اليهودي من "كفار سابا" كان يشتري بضائع من طولكرم واليهودي من العفولة يشتري حاجياته من جنين، لكنّ بعض الأشخاص قاموا بالتفرقة وزرع الكراهيّة مما شجع على تنفيذ أعمال إرهابيّة، علماً أنّ السلام مع مصر تحقق مع الرئيس السابق أنور السادات بدون سفك دماء والسلام مع الأردن أيضا تحقق بدون سفك دماء، واليوم تتعامل إسرائيل مع معظم الدول العربية دون سفك دماء.

• هل يستشف من حديثك توجيه لوم للنواب العرب؟

أكيد، لكن من المهم بداية التوضيح أنّ علاقتي مع النواب العرب ممتازة جدًا. عندما تكون هنالك مشكلة مع عضو عربيّ ويتوجه إليّ للمساعدة فأقدمها دون تفكير، لأن وظيفتنا هي أنّ نخدم الجماهير وليس أنّ نقدم لهم شعارات رنانة.

ولكنّ خطاب النواب العرب، للأسف، لم يتغيّر، ولا يشكّل أي جسر للسلام ولحل أية مشكلة، سواءً المشكلة الفلسطينية أو مشاكل المواطنين العرب في إسرائيل.

حتى لو جاء النائب العربيّ وقال إنّ هذه سياسة الحكومة، علينا أنّ نعمل على تغييرها وليس فقط كيل الاتهامات. سئمنا من الاتهامات. أنا أعتبر نفسي مثالا، وأكرر: وجودي في الائتلاف نجح في التغيير ورفع جزء من الغبن الذي يعانيه مجتمعنا.

• مع ذلك، أُقرّ قانون القوميّة، الذي يرفضه المجتمع الدرزي أيضاً!

سجّل عندك: أكرم حسون قام بسابقة لم يكن مثلها منذ أنّ قامت الكنيست في العام 1949. لأول مرة، عضو ائتلاف يصوت ضد الحكومة 9 مرات خلال سنتين، وهذا ما قمت به.

وأنا أُبعدت في السابق عن اللجان البرلمانية وعن الهيئة العامة 3 أشهر بسبب تصويتي بهذا الشكل. فقد صوتُّ إلى جانب الأخوة البدو في أم الحيران، صوتُّ إلى جانب مواضيع طرحها النواب العرب، منهم د. يوسف جبارين ود. أحمد طيبي، كما أنّ حزبي يفكر جديًا في مسألة قانون القوميّة بعد إقراره أيضًا.

إلى ذلك، قمت ومن باب المعارضة للقانون، بتقديم التماس ضده مع مجموعة من المحامين، وكان أول التماس قُدم في الأسبوع الأول بعد تشريعه.

ومن المهم الإشارة إلى أنّ الالتماس فتح حرباً مع وزيرة القضاء، أيليت شاكيد، التي دعتني إلى العدول عن طرح الموضوع للبحث في المحكمة العليا، لكنني أرى بذلك تدخلاً في استقلالية الجهاز القضائي.

من المهم الإشارة إلى أن المسار القضائي يقلق بنيامين نتنياهو وأييليت شاكيد وغيرهما، وليس صدفة. فهم يدركون جيداً عواقب سن قانون عنصري يفرّق بين مواطن وآخر وما هو صداه في دول العالم وفي الرأي العام العالمي.

• لنتحدث قليلاً عن إنجازات "كولانو" وتأثيرها على المواطنين العرب:

عليّ القول إنّ على العرب تقديم الشكر إلى حزبِ "كولانو" فهم مدينون للحزب أخلاقياً. ولتوضيح النقطة، عندما قام حزب "كولانو" بإحداث ثورة في عالم الاتصالات كان المستفيد الأول منها المجتمع العربي، إذ من الواضح لنا جميعًا أنّ عدد الولادات عند العرب أعلى بكثير منها لدى اليهود وكل طفل يحمل هاتفاً نقّالاً. ومع هذه الإصلاحات تم تخفيف العبء عن العائلات العربية.

وليس هذا فقط، ففي سياق عدد الولادات عند العرب، عندما دفعت "كولانو" نحو برنامج توفير لكل ولد، من المؤكد أنّ العربي يستفيد أكثر بسبب عدد الأطفال.

وعندما دفعت "كولانو" نحو مشروع "ربح صافٍ للعائلة- نتو مشبحاه"، والذي يدعم العائلات التي لديها أطفال بالضرائب وفق معايير معينة، كان العرب عامةً والنساء العربيات خاصة، المستفيدين الأوائل منها بسبب عدد الأولاد.

في مجال رفع مخصصات التأمين لذوي الاحتياجات الخاصة، أيضاً، يمكن القول إنّ العرب مستفيدون مباشرون من الموضوع.

كذلك الأمر، وكما ذكرت سابقاً، في ما يتعلق بتقديم الهِبات إلى السلطات المحليّة العربية. وأنا أعلمكم هنا أنه لن يأتي أي رئيس مجلس محلي عربي ويقول إنه لم يستفد من وزير المالية الحالي، كحلون.

قائمة الإنجازات طويلة وتؤكد أنّ "كولانو" حزب يؤكد على أنّ للعرب حقوقاً ويجب انتزاعها، وهذا بالطبع دون الخوض في تفاصيل ما قمنا به في اللجان البرلمانية الخاصة لمنع هدم المنازل في القرى العربية والتغيير الذي أحدثناه على قانون "كامينتس".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]