أفاد مراسل "بكرا" على انّ عائلة المرحوم ربيع شقّور من سخنين تبرّعت بأعضاءه بهدف منح الحياة للأخرين وتحقيق حلم المرحوم، حلم  انقاذ الناس في حياتهم .

وربيع زكي شقّور شاب من سخنين،  يبلغ من العمر 31 عاماً ودرس موضوع الطبّ في المانيا ومن ثمّ أوكرانيا وأنهى تعليمه بإمتياز. وتوفي الأسبوع الماضي في سكتة قلبية مفاجئة، تحديدا في تاريخ 2.9.18.

الشقيقة تتحدث

مراسل "بكرا" أجرى هذا الحوار الخاص مع شقيقة المرحوم - جوليا شقّور التي قالت:" أخي كان خلوقا، مؤدبا ومن أهمّ قيمه كانت احترام الغير وتقديرهم كبشر، كان متسامح وصديق للكلّ للكبار والصغار.. تميّز بالذكاء وبتفّهمه للأخر ولم يتوانى عن مساعدة الأخرين وكان ينظر للجميع على انّهم سواسية فهو أحبّ الجميع ولم يكره أحداً وكان مؤمن في الرب ومؤمن في مشيئته لحياته ودرس الطب وواجه العديد من الصعاب في بلاد الغربة وبالرغم من هذا الأمر، أنهى تعليمه بتفوّق على كلّ الجامعة وحصل على شهادة مميّزة، ورغم كلّ هذا كان متواضعا ورفض في كثير من الأحيان، أن يتحدّث عن انجازاته".

وتابعت:" بعد إعلان الوفاة بدقائق، أول ما خطر في بالنا هو التبرّع في الأعضاء لأن شقيقي أفنى تسعة أعوام من عمره في دراسة الطب ليساعد الناس فكنّا متيّقنين أنّه مستعدّ للتبرّع بأعضاءه لأحياء غيره وبعدما تحدّث معنا الطبيب لنوافق بشكل تام على الأمر بعد دقائق، أخبرونا بأنّ التبرّع يتمّ لأقارب من الدرجة الاولى وسألونا اذا هناك شخص يحتاج الى ان يتم التبرّع له وحينها فكّرنا بإمرأة وقلنا لهم عن تفاصيلها وتمّت الموافقة على ذلك، لكن كانت هناك أخرى امرأة التي تم التبرّع لها بكلية ولم نعرف عنها ايّ تفاصيل وأخبرونا بانّه بعد شهر من الأن من الممكن أن تتواصل معنا هذه الإمرأة وبكلّ تأكيد نريد أن نكون على تواصل مع الاشخاص الذين تمّ التبرّع لهم بأعضاء إبننا".

أوضحت شقّور الأخت، انّ، لم يتم التبرّع بكلّ الأعضاء لأنها لم تكن كلّها صالحة للتبرّع وخاصة أن شقيقي المرحوم كان موصول بالأجهزة الكهربائية والطبيّة، الأمر الذي أتلف بعض الأعضاء وعمليّة التبرّع تمّت في ساعات الصباح من يوم الجنازة".

حول موقف العائلة من التبرّع بالأعضاء، تقول:" طبعاً نؤمن بهذه الأمور فكانت الأعضاء ستتلف وتهلك لو لم نتّخذ قرارنا بسرعة ووافقنا على التبرّع علما انّه لو كان هناك أمل بإعادة ربيع للحياة فلم يكن هناك نقاش حول الموضوع من أساسه ونؤمن بأن التبرّع بالأعضاء هو عمليّة نفخر بها وهي تساعد على إحياء الكثير".

أحب المساعدة

وقالت:" أحدى الأمور التي ساعدتنا على التبرّع هي محبّة ربيع للمساعدة في منح فرصة جديدة في الحياة للكثير من البشر وهو بتبرّعه منح أخرى حياة..".

شدّدت على انّ:"نشجّع الكثيرين على التبرّع بالأعضاء لأنه مثلما نحزن على فراق أخي ربيع، هناك عالم تحزن لفقدان أحبّائها وأهلها.. المرضى الذين يحتاجوا لزراعة عضو واحد حتّى يستمرّوا بالحياة، هؤلاء المرضى يعانون ويتوجّعون ومن الممكن ان وفاة ربيع كانت فرصة جديدة لحياة هؤلاء الأشخاص وربّنا يأخذ من جهة ويعطي من جهة أخرى".

خلُص حديثها بالقول الى انّ:" لم تكن هناك أيّ مخاوف سوى رغبتنا بأن تتمّ العملية بإحترام بدون تشويه لربيع وهذا الأمر تمّت الموافقة عليه من قبل الطاقم الطبّي، غير ذلك لم تكن هناك أيّ مخاوف وعلى العكس، التبرّع بالأعضاء واسانا جدّاً كعائلة بأنّ ربيع استطاع تحقيق هدفه حتى بوفاته وهو إنقاذ حياة الأخرين! نشكر الربّ على كلّ شيء".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]