ينطلق الاحد 13.1.2019  الحدث الأول لجمعية يارا للأمان على الطرق والتي تأسست على اسم المرحومة الطالبة المتفوقة، يارا حمادي، ضحية حادث الطرق المروع في تل أبيب والذي أدى إلى مصرعها قبل ما يقارب العام والنصف. تتضمن الانطلاقة مسيرة دراجات هوائية فقط، تخليدًا لذكرى المرحومة يارا، حيث سيكون التجمع الساعة العاشرة صباحًا في ساحة المركز الجماهيري، حيثُ الافتتاح الرسمي للفعالية ومن ثم تنطلق المسيرة لتجوب شوارع المدينة والعودة إلى ساحة البلدية ويأتي هذا النشاط الكبير بتنظيم جمعية يارا وبالتعاون مع بلدية شفاعمرو، قسم الرياضة، قسم السير، سلطة الامان على الطرق والمركز الجماهيري.

والدة يارا، رنين عون الله، وعلى الرغم من انها لا زالت تلملم ألمها ولوعة فقدان ابنتها الغالية، الا انها خصت "بكرا" بهذه المقابلة بمسعى لزيادة ورفع نسبة التوعية بما يتعلق بحوادث الطرق في المجتمع العربي، كما دعت الى أكبر مشاركة في مسيرة الغد.

بدأت عون الله حديثها ل "بكرا": فكرة تشكيل جمعية "يارا" جاءت بعد الحادث المأساوي الذي تسبب بوفاة يارا ابنتي، ألمنا كان كبيرا جدا ولا توجد كلمات ممكن ان تصف وجع فقدان يارا، لذلك بدأنا بالبحث عن أمور تبقي يارا موجودة بيننا لأنها كانت تحب الحياة بل يارا كانت الحياة نفسها، وفي النهاية وبعد مشاورات مع عدة أصدقاء ومعارف وذلك لان يارا كانت شخصية محبوبة جدا لذلك اخترنا ان ننشر الوعي لشبان وشابات المجتمع في كيفية احترام الشارع والتعامل معه، بالإضافة الى انه لم نجد أي جمعية تعني بهذا الشأن في المجتمع العربي، حيث دعمنا في البداية جمعية " أور ياروك-الضور الاخضر" وأيضا بلدية شفاعمرو والسلطة الوطنية للأمان على الطرق.

منذ ان رحلت يارا توقفت الحياة بالنسبة لي!

وعن المسيرة التي ستنطلق غدا من المركز الجماهيري في شفاعمرو وفكرة المبادرة قالت: هدف المسيرة التي ستجري غدا في العاشرة صباحا هي التوعية، المسيرة هي اول فعالية للجمعية وهي افتتاحية تخليدا لذكرى يارا، الانطلاقة من المركز الجماهيري في شفاعمرو يشمل مهرجان خطابي وترحيب، وبعدها تنطلق المسيرة لتجوب شوارع شفاعمرو لتعلن رفضها لحوادث الطرق والإهمال في هذا الجانب، وانا كأم اوصي الشباب في المجتمع العربي بأن يتمهلوا على الشوارع لأنه في النهاية اهاليهم سيتألمون في حال فقدانهم.

وعن تجربتها برحيل وفقدان يارا قالت: منذ ان رحلت يارا توقفت الحياة بالنسبة لي، وكان امامي خياران اما ان استسلم او ان أكمل المسيرة، خصوصا وان ابنتي ميار اخت يارا الصغيرة تحب الحياة وكانت متعلقة بيارا لذلك قررت ان أعيش لأجل ابنتي الصغيرة لذلك قررت ان اتحمل واصبر وأكمل المسيرة من اجل يارا التي أصبحت ايقونة في كل منزل.

في لحظة طيش مات الجمال والحب والحياة!

وتابعت: جدا مؤلم ان اعود بذكرياتي الى الوراء، ولكن اذكر انه منذ ان تلقيت نبأ وفاة ابنتي تغيرت حياتي، لقد كنت على تواصل مستمر مع يارا خلال تواجدها في تل أبيب ووقت الحادث تواجدت في الجامعة حتى وقت متأخر وساعدت الجميع، واذكر انه في ذات اليوم يارا لم تتصل بي على غير عادتها واعتقدت انها انشغلت وفي اليوم التالي تلقيت الخبر في الصباح الباكر، ولم اصدقه حينها حتى اليوم أيضا لا زال من الصعب على تصديقه. تلقيت الخبر من مدير الشؤون وشرطي وأخبروني بهذا الخبر ولا توجد كلمات لوصف شعوري حينها.

وتابعت: يارا لا تنسى، كانت انسانة راقية وتخدم الجميع وجميلة ومتفوقة، حتى انها حصلت على علامة بسيخومتري عالية جدا، كانت تحب عائلتها وتحب الحياة، كانت انسانة طموحة جدا، وكانت تحلم بان تصبح طبيبة، وقد ساعدت الكثيرين ودعمت الكثيرين بان يكملوا تعليمهم. صحيح ان ابنتي توفيت وهي تبلغ 20 ربيعا فقط ولكنها فعلت أمور كثير لم يفعلها اشخاص عاشوا لسنوات كثيرة، ما يحزنني انني خسرت ابنتي في لحظة طيش خسرت الجمال والحياة والحب. كما ان طفلتي ميار التي هي تحمل نفس صفات يارا تركت وحدها بدون اخت، انا بين نارين فمن ناحية اتألم على يارا ومن ناحية أخرى يجب ان ادعم ابنتي ميار.

واختتمت قائلة: علينا ان ننشر التوعية، ليس فقط كيفية التعامل مع الشارع وأيضا كيفية الحذر من الطرف الاخر في الشارع، حوادث الطرق قريبة جدا من كل شخص، لذلك علينا ان نتعاون وننشر التوعية من خلال طرق مختلفة، لذلك ادعو كل شخص وصله صوتي ويشعر بالوجع بان يشاركنا في مسيرة الدراجات الهوائية غدا الاحد في شفاعمرو وان نصرخ جميعنا صرخة وجع ونعلن باننا نريد ان نعيش لأننا نستحق الحياة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]