في حوار خاص مع د. مهند مصطفى مدير مركز مدى الكرمل على هامش اعمال مؤتمر المركز السنوي حول اهم التغييرات التي حصلت خلال السنوات الأخيرة على مستوى المجتمع الفلسطيني في الداخل وبالتالي أدى الى عزوف المعظم عن العمل السياسي والايمان به وبجدواه أكد د. مصطفى لـ "بكرا" ان عودة القائمة المشتركة ستساهم بالتأكيد الى عودة الثقة لدى الجماهير بجدوى العمل السياسي والتنظيم السياسي واهميته.
د. مصطفى بدأ حديثه عن اهم مسببات ابتعاد الناس عن العمل السياسي وتداعيات ذلك قائلا: بالأساس نحن حاولنا ان نفصل موضوع المشاركة السياسية في السنوات الأخيرة واهم التحولات التي حدثت خلال المشاركة السياسية وليس فقط في الموضوع البرلماني وانما في مجمل العمل السياسي داخل المجتمع الفلسطيني حيث حاولنا ان نفهم سبب العزوف عن العمل السياسي وضعف التنظيم السياسي وحاولنا أيضا ان نفسر ذلك من خلال توجهات مختلفة، توجهات ذات طابع اقتصادي او سياسي او تحولات تتعلق ببنية المجتمع العربي، ونرى في مجمل النتائج ان هناك ابتعاد عن العمل السياسي من قبل الجماهير الفلسطينية وقد برز ذلك خلال الانتخابات الأخيرة عندما جاءت نتائج التصويت منخفضة جدا، هذا العزوف يعطي مؤشر حول مكانة السياسة في المجتمع العربي، دور الأحزاب السياسية والتنظيم السياسي، كما هو واضح في السنوات الأخيرة.

ضعف الأحزاب السياسية سببا في ابتعاد الناس عن العمل السياسي!

وتابع د. مصطفى لـ "بكرا": حالة الإحباط في طريقة تغيير العمل السياسي امر جعل الجماهير العربية تتوجه للانجازات الشخصية والتميز الفردي من اجل تحسين المستوى الاجتماعي والاقتصادي، بما معناه ان السياسة لم تنجح بتغيير الواقع لذلك رأى البعض انه ممكن تغيير الواقع بمبادرات فردية اما السبب الاخر فهو غياب وجود مشروع سياسي كبير يجمع الناس حوله ويجيب على مشاكل كثيرة علما ان المشروع السياسي أدى الى تفكك المجتمع وابتعاد الناس عن العمل السياسي ما يكشف عن ضعف الأحزاب السياسية وتراجعها في السنوات الأخيرة وهذا لا يبشر بالخير ويجعل الناس تبتعد عن السياسة. السبب الأخير هو وجود تحولات اقتصادية نيو ليبرالية داخل المجتمع العربي أدت انقياد الناس وراء الإنجاز الشخصي من اجل التطور والتقدم في الحياة.

كما رأى د. مصطفى الى ان إعادة الناس الى العمل السياسي يندرج تحت بندين الأول هو وجود الحاجة الى تعزيز العمل الجماعي أساسا، والعمل الحزبي، ولكن العمل الجماعي هو الأهم لأنه يعطي الناس ثقة في العمل السياسي والتغيير لذلك هناك حاجة لتغيير كل المناخ السياسي القائم من خلال تنظيم عمل سياسي وبناء تنظيمات سياسية جماعية تعيد الناس بكل ثقة الى العمل السياسي. إذا تم طرح مشروع سياسي واضح وتفعيل العمل السياسي الجماعي وتم بناء تنظيمات سياسية على أساس جماعي في المجتمع العربي وبالتالي مناخ سياسي صحي فان كل هذه العوامل ستعيد الناس الى العمل السياسي.

إعادة تأسيس نظام المشتركة سيساهم بعودة الناس الى العمل السياسي

وأشار قائلا: اعتقد ان تجربة القائمة المشتركة كانت نتيجة لحالة الإحباط وعدم الثقة في العمل السياسي الجماعي الذي تجسد بانخفاض نسبة التصويت في الانتخابات الأخيرة للقوائم العربية، ونوه: ولكن بلا شك ان المشتركة كانت بداية امل ان تكون هي محاولة لتنظيم العمل السياسي الجماعي من خلال مشروع سياسي جماعي ولكن لم يحصل ذلك وما حدث مع المشتركة عزز عدم ثقة الناس بالعمل السياسي، علما ان إعادة تأسيس نظام المشتركة سيساهم بعودة الناس الى العمل السياسي ولكن هذا ليس كاف لوحده لإنجاز هذه المهمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]