حقق الفنان الكندي ذو الأصول المصرية مينا مسعود، نجاحاً منقطع النظير ببطولته لفيلمه العالمي "Aladdin"، مع النجم الهوليوودي ويل سميث، لتتخطى إيراداته حاجز المليار دولار، ويصبح واحداً من بين 40 فيلماً في تاريخ صناعة السينما في العالم تصل إلى هذا الرقم. يكشف مينا مسعود عن تفاصيل زيارته الأولى لمصر بعد فترة غياب دامت أكثر من عشر سنوات، وكواليس فيلم "Aladdin"، وعلاقته بالفنان ويل سميث، وقصة حبّه لعادل إمام، ويبوح بالكثير من أسراره الشخصية.

- كيف رأيت الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي الذي دُعيت لحضور حفل افتتاحه؟

لبّيتُ بسرور دعوة مهرجان الجونة، التي كانت فرصة ذهبية لزيارة بلدي مصر بعد فترة غياب دامت أكثر من 10 سنوات، فمنذ سنوات عدة وأنا أتمنى زيارة مصر، لكن بسبب انشغالي الدائم لم أتمكن من تحقيق هذه الأمنية، إلى أن جاء عرض المشاركة في مهرجان الجونة، فأصبت عصفورين بحجر واحد: إذ تحقق الحلم وأدهشني المستوى الفني الرائع للمهرجان، فكل ما كنت أعرفه أنه مهرجان جيد، لكنني فوجئت بالتقنيات الهائلة التي توافرت فيه، بما يجعله مهرجاناً عالمياً.

- ما أكثر ما لفتك خلال حضورك حفل الافتتاح؟

بصراحة، سُررتُ كثيراً برؤية عدد من الفنانين المصريين الذين كنت أحب مشاهدة أعمالهم في صغري، من أمثال يسرا ومنى زكي وهاني رمزي وغيرهم من الفنانين الذين لا تحضرني الآن أسماؤهم، لأنهم برزوا بالتزامن مع خروجي من مصر.

- لماذا لم تزُر مصر منذ أكثر من عشرة أعوام؟

العيش في كندا صعب للغاية، فقد عانيت كثيراً لتنظيم الوقت والتنسيق بين العمل والدراسة، ففي البداية التحقت بكلية العلوم، في حين كنت أرغب في دراسة التمثيل، التي حالت بيني وبينها تكاليفها المرتفعة، وبعد أن درست لمدة عام آخر ضاع عليّ في كلية العلوم، قررت التوقف عن دراسة هذا المجال والالتحاق بجامعة رايرسون، وهي إحدى أهم الجامعات الكندية المتخصصة في دراسة التمثيل والمسرح والإخراج، ولكن بما أن متابعة الدراسة في هذه الجامعة تتطلب الكثير من المال، فقد اضطررتُ للعمل في أحد المطاعم في كندا، إلى أن كان التخرّج بعونه تعالى، ثم السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية من أجل صقل موهبة التمثيل لديَّ، وكنت وقتذاك أمتلك تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة مدّتها ثلاث سنوات، هي الفترة التي سمحت بتحقيق حلمي هناك، فرغم أن أهلي عادوا إلى مصر، فضّلت أنا البقاء في أميركا لكي أستكمل مشواري في التمثيل.

- هل تعرّضت للتمييز العنصري لكونك عربياً تعمل في هوليوود؟

أي غريب يدرس في هوليوود لا بد له من المعاناة، فكيف بي وأنا العربي؟ حيث الأدوار المتاحة للعرب تقتصر على الشخصيات العربية والإسلامية، فلم يكن أمامي سوى تجسيد أدوار الأفغان والعراقيين وقتها، وبعد طول معاناة وإصرار على تخطّي الصعاب خرجت من هذا الحصار، إذ إنك هناك رغم كل المساوئ والعقبات، ومنها العنصرية ضد العرب والمسلمين، إذا استطعت أن تُظهر موهبتك تتغلّب عليها وتصل إلى هدفك. والدليل أن الدور الذي أصوّره الآن أنا المصري المسلم، كان خاصاً بفنان أميركي، وبسبب كفاءتي وموهبتي حصلت عليه.

- لماذا أطلقت مؤسسة فنية لمساعدة الشباب من كافة أنحاء العالم؟

كل من يعيش معاناة يصعب عليه أن يعيشها غيره، وأنا عشتُ مرحلة الشباب وصعوبات شق طريق النجاح وعانيت الكثير، لذلك رأيت أن خير ما أفعله هو مساعدة الشباب من مختلف أنحاء العالم، على تحقيق أحلامهم، والمؤسسة تدعم الشباب من كافة الجنسيات ماعدا الأميركيين، لأنهم لا يحتاجون إلى مساعدة، وهذا العام ذهبَت جائزة المؤسسة إلى الفنانة المغربية نسرين راضي.

- حدّثنا عن أوجه دعم الشباب وأين تسلَّم الجائزة سنوياً؟

حتى اللحظة، من المقرر أن تسلم خلال انعقاد مهرجان الجونة السنوي، وبالنسبة للدعم المادي عندما نستطيع جلب أموال للمؤسسة سنبدأ على الفور في تبنّي المواهب في شتى المجالات الفنية، من تمثيل ورقص وغناء وإخراج وكتابة ورسم؛ وغيرها من الألوان الفنية المختلفة، فنقدم لهم النصيحة والمشورة ونمد لهم يد العون، لأنه عندما يفكر أي شاب في السفر إلى أميركا للعمل في مجال الفن يصطدم بعقبات كثيرة، أهمها تأشيرة الدخول، والتي تتكلف غالباً ما بين 500 و1000 دولار، لذلك كانت فكرة الدعم المادي من خلال المؤسسة؛ وسنبدأ بها قريباً.

- ما هي تفاصيل مبادرتك الأخيرة التي عقدتها مع وزيرة الهجرة المصرية نبيلة مكرم عبيد؟

المبادرة تحت عنوان "اتكلم عربي"، وهي من فكرة الوزيرة المصرية، وتهدف إلى أنه ليس من الطبيعي أن نجد شباباً مصريين يعيشون داخل مصر ولا يتحدثون العربية، فيما تنتشر بينهم اللغات الأجنبية التي باتوا يتخاطبون بها بطلاقة مثل الإنكليزية والفرنسية، ونسوا لغتهم الأم التي يجب أن نعتز بها وأعني العربية، لذلك سننظم حملة توعية دعائية للمبادرة بتفاصيلها وأهدافها.

- هل تتحدث العربية وأنت في كندا أو أميركا؟

شخصياً، أحاول دائماً أن أتحدث العربية أينما كنت، حتى لا أنسى مفرداتها التي تعلمتها في صغري، لكن للأسف أقع في أخطاء عديدة بسبب عدم إلمامي بقواعد الصرف والنحو العربيين، ويؤلمني أن أجد الشباب العربي في الغرب يتحدثون الإنكليزية ويعجزون عن التعبير عن أنفسهم بالعربية، جميل معرفة اللغات الأجنبية وإجادتها، دعونا لا ننسى جذورنا! ورغم عدم إتقاني الكلام بالعربية كما يجب، أتكلم بها حين أستطيع، فيما شقيقتي الكبرى تتحدث العربية بطلاقة إلى جانب إجادتها التكلم بالإنكليزية.

- أصبح فيلم "Aladdin" من شركة ديزني في عداد أهم الأفلام في تاريخ السينما... كيف تم اختيارك لتجسيد دور علاء الدين وكيف تلقّيت الخبر؟

الاختيار كان في غاية الصعوبة، وحتى الآن لا أصدق كيف استطعت أن أنجح في الاختبارات، إذ وقع عليّ الاختيار من بين 2500 مرشح لتأدية الدور من كافة دول العالم، وبعد عدة أشهر من دراسة الطلبات، أُبلغتُ بخبر اختياري لدور علاء الدين. كنت يومها في تورنتو الكندية، وكدت لا أصدّق! وطُلب مني كتمان أمر اختياري لمدة أربعة أيام فلم أخبر أحداً بذلك رغم أنني كدتُ أطير فرحاً، وأتذكر جيداً أنني تلقيتُ المكالمة يوم أربعاء، وطُلب مني أن أكون في دولة إنكلترا يوم الجمعة، لكي أبدأ التحضير للفيلم لمدة سبعة أشهر.

- هل كنتم تتوقّعون أن تتجاوز إيرادات الفيلم حاجز المليار دولار بعد أسابيع من طرحه في دور العرض؟

من ناحيتي، توقعت أن يحقق الفيلم نجاحاً ساحقاً، بسبب الجهد والتعب الذي بذلناه في سبيل الفيلم، ولكن لم يتوقع أحد هذا الحصاد المذهل وهذا الإيراد التاريخي، وأن يصبح واحداً من 40 فيلماً في تاريخ السينما يتجاوز حاجز المليار دولار، فهو أمر استنثائي بالنسبة لنا جميعاً، وبالنسبة لي شخصياً ضاعَفَ فرحتي أن "علاء الدين" أول فيلم لي بمشواري مع النجم الكبير ويل سميث، وأن يكون العمل من روائع السينما العالمية.

- بالمناسبة كيف كان التعامل بينك وبين الفنان العالمي ويل سميث؟

خلال بداية التحضير للفيلم لم يكن لديَّ أي تعامل مع ويل، كنت أستغرب كثيراً سبب حضوره برفقة ثلاث من المساعدات، وكنت أرى أن ما يفعله أمر مبالغ فيه، فلماذا يأتي بثلاث مساعدات؟ لكن بعد هذه التجربة مع ويل أدركتُ أن ما يفعله أمر طبيعي بالنسبة لأي فنان بحجمه وشهرته، وفوق قدراته، ويل إنسان رائع وطيّب للغاية، ويساعد الجميع معه أثناء التصوير، ربما لم نصبح صديقين حميمَين بعد، ولكن في المناسبات العامة أو الخاصة نلتقي ونتحدّث كثيرا. في يوم عيد ميلادي، فاجأني برسالة معزّة خاصة، وخلال تواجدنا مؤخراً في دولة الأردن، كان يولم لنا يومياً في حفلات عشاء على البحر.

- لو تحول فيلم "Aladdin" إلى حقيقة، فما هي الأمنيات التي تحلم بتحقيقها؟

الأمنية الأولى هي أن يكون لديّ تاريخ فني وسينمائي طويل وحافل مثل تاريخ الفنان عادل إمام، وأن أبقى أمثّل حتى الثمانين من العمر. والأمنية الثانية هي أن أزور كافة بقاع العالم، أتمنى أن يكون لديَّ متسع من الوقت لكي أسافر وأتعرّف إلى خَلق الله. والأمنية الثالثة هي أمنية إنسانية، أحلم أن نصلَ إلى عالمٍ خالٍ من العنصرية والتفرقة بين البشَر.

- صرحت مؤخراً بأنك رغم حزنك الشديد على رحيل الفنان العالمي روبين ويليامز لا يزال الفنان عادل إمام رمز الكوميديا... فما الرابط بينهما؟

من وجهة نظري، أرى أن أعظم من قدّم فن الكوميديا في العالم اثنان: روبين ويليامز وعادل إمام. فقدْنا ويليامز منذ سنوات؛ فبقي عادل إمام موجوداً بيننا أطال الله بعمره، ومازال قادراً على التمثيل، وسمعت أنه يصوّر حاليّاً مسلسله الجديد في منزله، لكونه غير قادر على الحركة جيداً، وهو أمر يدل على عظمة هذا الرجل وعشقه لفنه.

- لماذا تحمل كل هذا الحب لعادل إمام؟

عادل إمام من أكثر الفنانين الذين عشقتهم في صغري، وتابعت أغلب أعماله حين كنت في القاهرة، وأكثر ما أحبه في هذا الفنان العظيم هو أنه بدأ من الصفر، أو كما نقول في مصر "من ولا حاجة"، ووافق على أن يجسد أعمالاً مسرحية ويظهر في مشهد واحد، وبموهبته القوية استطاع أن يزيد هذا المشهد، إلى أن أصبح أهم فنان في الوطن؛ بل وصل إلى العالمية، فعادل إمام في نظري هو "مارلون براندو" العرب، وهو الذي طوّر الكوميديا في الوطن العربي، وأي عمل فني يقوم به عليك أن تصدقه، فأنا أحترمه كثيراً وأحبّه كثيراً، وأحب أن أمثل معه.

- هل يمكن أن يكون أجرك المادي الكبير حائلاً دون تقديم فيلم مصري أو عربي؟

شركات السينما في الولايات المتحدة الأميركية "مبتوزعش" فلوس على الفنانين، وشركة "ديزني" تعرف جيداً ما تدفعه للممثلين والعاملين في أفلامها، خاصة أنني مازلت في مرحلة البداية، وهم يعلمون جيداً أنهم لو عرضوا عليَّ الفيلم بدون أجر مادي لكنتُ وافقت عليه، ولذلك فالفكرة ليست في الأجر، ولكن في المستوى الذي أقدّمه، وأتمنى أن أشارك في عمل مصري لائق بل يشرّفني، فأنا حريص على أن أكون على أرض مصر ومع أهل مصر، وكذلك أيّ بلد عربي.

- كيف تعاملت مع الهجوم الذي تعرضتَ له من الجمهور العربي بعد أن روّجت لمطعم إسرائيلي في فيديو لك عبر إنستغرام؟

المتابعون لي على صفحة إنستغرام أساءوا فَهم كلامي، فأنا لم أقل إنني ذاهب لكي أتناول طعاماً إسرائيلياً، بل قلت إنني ذاهب إلى مطعم إسرائيلي لكي أتناول طعاماً نباتياً من المغرب. علماً أن صاحب المطعم المقصود ليس إسرائيلياً، لكنّه أطلق على مطعمه اسم "إسرائيل"، ولاَ ذنب لي في ذلك، فأنا لن أغير اسم المطعم! كذلك، وكما قلت، لستُ على دراية كافية بالسياسة بل لا أفهم منها شيئاً، حتى منذ أن كنت صغيراً لم يقل لي أحد شيئاً عن طبيعة الصراع على الأرض بين فلسطين وإسرائيل، أنا لم أكن أهتم بتلك الأمور السياسية ولا أتابعها، ولذلك كنت أتصرف بطبيعتي.

- هل تستمع للأغنيات العربية؟

أحب نانسي عجرم للغاية، فهي فنانة جميلة وأستمع لها منذ صغري، لكنني لا أحفظ أسماء الأغنيات، كما كنت أستمع في صغري لأغنيات عبد الحليم حافظ القديمة بحكم مرافقة والدي.

- نشرتْ لك تصريحات تدلي فيها بأمنيتك بتجسيد شخصية عبد الحليم حافظ، فما صحة ذلك؟

بالفعل، أنا صرحت بهذا من قبل، فأنا أرى أن شخصية عبد الحليم حافظ مليئة بالتفاصيل الغامضة التي يحب المشاهد أن يشاهدها، فحتى الآن؛ ورغم مرور عشرات السنين على رحيله لم يقل لنا أحد هل كان متزوجاً أم لا، وهل يجزمون بأنه تزوج من سعاد حسني؟

- ما هي الأفلام التي جذبت انتباهك خلال الفترة الأخيرة؟

هناك فيلم "الجوكر" للفنان خواكين فينيكس، والذي بذل مجهوداً كبيراً من أجل أن يخرج الفيلم بهذه الصورة، ويستحقّ الجائزة التي حصل عليها في مهرجان فينيسيا.



سين جيم

- من هو فنانك المفضّل عربياً؟

عادل امام.

- وعالمياً؟

دانيال دي لويس وكريستان بيل.

- فنانتك المفضلة؟

يسرا ومنى زكي.

- وعالمياً؟

ناعومي سكوت.

- ما هي أفضل الأطعمة عندك؟

أنا نباتي.

- ما هي أحبّ أكلة مصرية إليك؟

ممبار.

- ومن هي مطربتك المفضّلة عربياً؟

نانسي عجرم.

- وعالمياً؟

أديل.

- أيهما تشجع الأهلي أم الزمالك؟

والدي أهلاوي.

- ما هي لعبتك المفضلة؟

كرة السلة.

- وناديك المفضّل عالمياً؟

أورلاندو ماجيك.

- ما هو آخر فيلم شاهدتَه؟

"الجوكر".

المصدر: مجلة لها

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]