أكد المتخصص في قضايا شؤون العائلة والقضايا الشرعية، المحامي سرور محاميد، ان المعطيات الأخيرة الصادرة عن ادارة المحاكم الشرعية حول الزواج والطلاق، خطيرة ومقلقة جدّاً.

صدمة وقلق

وقال محاميد لـبكرا: أسباب ازدياد ظاهرة الطلاق في مجتمعنا لا يتمحور بأسباب محددة إنما بأسباب عديدة ومتنوعة ،فنحن نرى ان هناك حوالي اكثر من 3000 حالة طلاق من مجمل حوالي 8,000 حالة زواج بالعام المنصرم 2018 وهذا المعطى صادم ومقلق جدا ،ممكن أن أتطرق إلى بعض الأسباب ومنها مثلا عدم جهوزية الأزواج الشابة لمشروع الزواج ومفاهيم الحياة الزوجية التي تتطلب تضحية وتنازلات ويتطلب أن يقوم كل طرف بمسؤولياته للحفاظ على العش الزوجية .

وتابع عن الأسباب: اختلاف الأولويات بين الازواج وغياب الحوار بين الازواج وسرعة الانفعال والغضب واستعمال لغة العنف والإستبداد والتعنت بالرأي دون أن تفهم الطرف الآخر والتوصل إلى حل وسط ، تدخل الأهل وافشاء الأسرار الزوجية وخاصة الام والاقارب والأخوات ودخولهم بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة بين الزوجين ، موضوع شبكات التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر واليوتيوب الواتساب واستعمالهم بطريقة سلبية يؤدي إلى طريق الخيانة الزوجية والى التصرفات التي تصب في ميزان سوء الخلق ، الزواج من أخرى وتعثر العلاقة الحميمة بين الأزواج الروتين و غياب التواصل بين الأزواج ، ضغوط الحياة ، الوضع الاقتصادي .

وزاد: وهناك أسباب غير مفهومة ضمنا مثلا عندما تحرد (تزعل ) الزوجة لدى أهلها، تبادر منذ الأيام الأولى إلى تقديم دعاوى كثيرة لدى المحكمة الشرعية منها النفقة الزوجية والاولاد والمسكن أو اوامر حماية كيدية او شكوى كيدية لدى الشرطة والخ مما يجعل الزوج عند استلامه الدعاوى اعلاه التقدم بدعوى الطلاق.

مشاكل نفسية

وأردف: وأيضا عندما تمنع الام من الاب مشاهدة اولادة فهذا الأمر من الدوافع لتقديم دعوى طلاق ضد الزوجة لتصفية الحسابات بينهم والخ ، ناهيك أن الطلاق يتسبب بالعديد من المشاكل النفسية، والصحية للأطراف وللاولاد ، وخاصة لدى الاولاد الصغار بحيث ينمو الحقد بينهما على أحد الأبوين أو كليهما.  

الاختلاف

وأسهب: ومن أسباب الطلاق أيضا اختلاف وجهات النظر و الأولويات والاهتمامات خلال فترة الخطوبة، وذلك من أجل الوصول إلى نقطة مشتركة بينهما، وقد يجد بعض الأزواج أنفسهم في طريق يختلف عن طريق شركاء حياتهم، مما يؤدي إلى زيادة الخلافات، وشعور كل طرف منهما بالغربة عن الآخر، وبالتالي حدوث الطلاق.

وأوضح: كما ذكرنا اعلاه  تقصير الطرفين في واجباتهما فلكل فرد في الأسرة واجبات ومسؤوليات تقع على عاتقه، وهو ملزم بتحملها، فعلى الزوج أن يتحمل الأعباء المالية، وقد يحدث تقصير من أحد الطرفين أو كليهما، فيوجه كل منهما اللوم على الآخر، ويوجه الاتهام له دون مراعاة الإمكانيات والظروف الخاصة به.

العنف

وعن العنف بين الأزواج، قال: العنف وتحكم الأزواج تؤدي العدوانية إلى نزع الحب والاحترام من العلاقة الزوجية، مما يجعلها أقرب إلى علاقة سيد ظالم بجارية، فيعنفها بشكل متكرر دون أسباب تُذكر، سواء كان ذلك العنف لفظياً كالسب، والسخرية، والانتقاد اللاذع، أو جسدياً كالضرب، مما يدفعها إلى التفكير في الخلاص من خلال اللجوء إلى فكرة الطلاق.

وحول الحياة الزوجية، قال: الحياة الزوجية تعتبر أقدس ميثاق ولأسباب واهية لا تستدعي وقوع الطلاق والفراق ولكن الخيانة الزوجية تعتبر خيانة أحد الأزواج للآخر هي الضربة القوية التي تهدم استقرار العائلة، وذلك لأنها تمثل جرحاً عميقاً في العلاقة الزوجية التي تُبنى على الثقة، والإخلاص، والصدق والمفهوم المغلوط لمشروع الزواج ، كما أنها من الأخطاء التي لا يستطيع الطرف الآخر أن يغفرها لشريك حياته ، أن تفكك الأسرة وانهيارها يمكن اعتباره من أكثر المشاكل الاجتماعيه الخطيرة كالعنف المستشري في مجتمعنا العربي مؤخراً.

السبيل الأخير


وناشد محاميد الأزواج بقوله: فلذلك أتوجه إلى أبناء شعبي وللازواج بشكل خاص بأن بعدم تعامل الزوجان مع بعضهما بالندية ، بل على الأزواج التروي والحرص على المحافظة على العلاقة الزوجية وحسن الظن بالأخر ومحاولة تفهم بعضنا البعض وابقاء الطلاق اخر السبل للحل.

وأنهى حديثه: هناك ضرورة لترابط الأسرة وحل المشاكل بعيدا عن الاطفال وتعليم الأبناء أهمية الأسرة وأهمية التعاون التعاون والتعاطف فيها وايضا تعليم الأبناء على ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة بالشكل الصحيح والابتعاد عن المواد المخلة للأخلاق والآداب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]