كما عودتكم"عائلتي" بإجراء المقابلات الطبية مع اخصائيين عرب في مجالاتهم الطبية المختلفة، تلتقي هذه المرة الدكتور باسم قعوار، اخصائي جراحة اطفال، ونائب مدير قسم جراحة الأطفال في مستشفى" هعيمك" في العفولة للحديث معه عن العديد من القضايا المهمة.  

عائلتي: نحن نعرف ان مشاكل عدة ترافق العمليات الجراحية مثل جروح، فتح بطن، هل يوجد في هذه الايام بديل للعمليات الجراحيه؟

الدكتور قعوار: لا يوجد بديل للعمليه الجراحيه لكن هنالك امراض تعالج بطريق المحافظة، وللتوضيح اكثر هنالك امراض نعالجها عن طريق تناول ادويه معينه ولوازم دم وغيره..ومثال على ذلك فقبل 15 سنه عندما كان يصل شخص ما الى المستشفى ويعاني من تمزق في الطحال كان يتم ادخاله لغرفة العمليات مباشرة بينما اليوم، وخصوصا لدى الاطفال فالعلاج لا يتم عبر العملية بل يتم عبر العلاج والذي يضم الراحه والمراقبه وتعويض الدم حتى يستقر وضع المريض ويسرح الى البيت. ان 95% من الذين يعانون من تمزق في الطحال يعالجون دون عملية جراحية، لكن هنالك امراض تحتاج الى عمليات جراحية ولا يكون بديل لها.

واليوم هنالك نوع من العمليات الجديدة تتم عن طريق الناظور وهنالك اعتقاد خاطئ لدى الناس بإطلاق اسم ليزر عليها وهي ليست ليزر وتتم العملية فيها عبر ادخال ناظور الى البطن لرؤية جوف البطن وتستعمل فيها اجهزة العمليات المفتوحه ذاتها لكنها تكون طويلة اكثر وتدخل عن طريق ثقوب صغيره ونقوم بالعمليه ذاتها عبرها لكن الثقب يكون اصغر، ما يعني بدلاً من 5 او 6 سم نقوم بإجراء عدة ثقوب وندخل الاجهزه عبرها وبهذه الطريقه يكون العمل بعد العمليه اقل لكن لا بديل عن المقص والقطب الخ...

عائلتي: ماهي العمليات الشائعة لدى الاولاد؟

الدكتور قعوار: اكثر العمليات الشائعة لدى للاطفال هي" الفتاق" وعملية الخصية غير المتواجده في مكانها أي عمليات في منطقة الحوض او الخصيه والحوض الصغير.

عائلتي: هل هنالك عمليات تحتاج لجراحين واجهزه من خارج البلاد؟

الدكتور قعوار: طبعا، ففي الفتره الاخيره وفي القسم الذي اعمل فيه في مستشفى العفوله استعنا عدة مرات بجراحين من خارج البلاد، وهنالك عمليات نستطيع اجراءها لكننا لا نملك الخبرة الكافية، هنالك حالات نادره من الامراض وبالتالي تحتاج لعمليات نادره، وهذا النوع من العمليات يتم تركيزها في مراكز اكبر، حيث يتوفر المهنيون والاخصائيون في هذا المجال، ونقوم بالإستعانة بخبرتهم.

العمليات الجراحية لدى الصغار والكبار

عائلتي: ماهي اوجه التشابه والاختلاف بين عمليات الكبار وعمليات الصغار؟

الدكتور قعوار: لا يوجد فرق، فالعملية الجراحية هي عملية بحد ذاتها وتجرى للكبار والصغارعلى حد سواء لكن وبطبيعة الحال هناك الفرق بالحجم والسن، ونستعمل في جراحة الأطفال اجهزة ادق واصغر والعمليه تحتاج لدقه اكثر ومتطلبات الطفل تختلف عن متطلبات الكبار أي كمية السوائل التي يحتاجها الصغار تختلف عما يحتاجه الكبار اضافة الى كمية المضادات الحيويه والتدفئه.. فالطفل لا يستطيع تحمل البرد وحساب الادويه والجرعات يختلف عن الكبار واجهزة العمليه أكثر دقة وحساسيه، والتعامل مع الانسجه يختلف، التعامل مع الطفل في العمليات يحتاج الى ليونة ومراعاة.

عائلتي: هنالك حالات يولد فيها الجنين دون مريئ، كيف يتم معالجته؟

الدكتور قعوار: يولد الطفل مع انسداد بالمريئ او انه لا يكون موصول ببعضه ويكون مقطوعا من النصف او في الجزء الاسفل، وغالبا يكون موصولا بمجرى التنفس وعلاج ذلك يتم عبر الجراحه بحيث نفصل هذا الجزء عن القصبه الهوائيه ونوصل المريئ ببعضه... ونسبة نجاح هذه العمليه عاليه جدا.اما اذا كان المريض سيتعرض الى مشاكل فهنالك عدة اشكال من هذا التشوه والشائع جدا هو الذي وصفته لكم وهو ان الجزء الاعلى من المريئ مغلق والجزء السفلي موجود لكنه موصول مع القصبه الهوائيه ونسبة هذه الحالات 85% ونسبة النجاح فيها فوق ال90% وهنالك حالات اخرى فيها نفس التشوه لكن علاجها يكون اصعب ويتطلب امورا اخرى، ومتعلق بحجم الطفل عند الولادة، واذا كان لديه تشوهات اخرى مثل تشويه في القلب او الكلى او العمود الفقري... ما اريد قوله اذا لم يكن هنالك تشوهات اخرى او تشوهات لا تؤثر على حياة الطفل فتجرى العمليه دون مشاكل وبنجاح وقسم من الاطفال يحتاج احيانا بعد العمليه الى توسيع في المعده والى عمليه تمنع الاكل من الخروج من المعده الى اعلى وتتم هذه العمليات لمنح الطفل حياة افضل.


العمليات الجراحية لم تتغير منذ 20 عاماً لكن آلياتها تغيرت

عائلتي: مع التطور التكنولوجي الحاصل كيف تقيم العمليات الجراحيه للاطفال وهل هنالك حالات مرضيه كانت نسبة الشفاء منها قليله لكن ومع التطور ازدادت فيها نسبة الشفاء؟

الدكتور قعوار: طبعا وبما اننا تحدثنا عن تشوه المريئ ساتابع في نفس الموضوع فقبل سنين كانت نسبة الموت لدى هؤلاء الاطفال عاليه واليوم وبسبب التكنولوجيا فإن نسبة النجاح عاليه والنجاح لا يكمن فقط او لا يتوقف فقط على العمليه لوحدها فنحن نحتاج لكل المعدات المتطوره لضمان العلاج بالشكل المطلوب، ونحن بحاجه مثلا الى اجهزة التنفس في حالة ولادة اطفال مع نقص في الحجاب الحاجز او مع ثقوب او ان الامعاء تكون في قلب الصدر او تكون الرئة غير متكامله عندها نسبة الموت في هذه الحالات كانت عاليه جدا او ان نسبة نجاح العمليه منخفضة.

ومن ناحيه تقنيه فالعمليه هي ذاتها لم تتغير وما عرفناه قبل 20 سنه نعرفه اليوم الا انه تغيرت انواع الخيوط و اجهزة التنفس والعنايه المكثفه بالاطفال تحسنت جدا وتطورت كذلك طريقة مساعدتهم على التنفس وكل ذلك يساهم في علاج الطفل خلال ايام قليلة ويعود الى للحياة الطبيعيه بعد عدة ايام.

واود التنويه هنا ان هنالك الكثير من العمليات التي تنجح لكن حالة الطفل او وجود تشوهات اخرى لديه يؤدي الى تدهور حالته او وفاته، وبالإمكان اجراء عمليه ناجحة لكن الطفل نفسه لا يستطيع العيش او لا يستطيع مقاومة المشكله الرئيسه لديه بسبب مشاكل اخرى يعاني منها ويتوفى.

عائلتي: هنالك ظاهره لدى الاطفال وهي انه ترافق عملية الإخراج كمية من الدماء، كم من الوقت ترافق هذه الحاله الطفل وما هي مخاطرها وحلولها وما علاقة ذلك بالجهاز الهضمي؟

الدكتور قعوار: هذه الحاله موجوده لدى الكبار والصغار وهنالك عدة عوامل تؤدي الى ذلك ووجودها لدى الصغار اكبر والسبب الشائع هو وجود جرح على باب المخرج والاطفال يعانون اكثر من مشاكل الامساك بسبب "تجاوبهم" مع العلاج، كون الولد يريد تناول كل شيئ يريده واذا اخضعناه الى حميه معينه فإنه لا يخضع اليها واذا التزم الوالدان بالحميه داخل البيت فيذهب الطفل الى بيت عمه او جده وياكل الممنوع من اكله، أي العلاج لا يكون ثابتا وعلاج ذلك يتم مبدئيا عن طريق الحميه لتسهيل عملية الاخراج وعن طريق ادويه... والمشكله ان الاطفال لا يحبون الادويه ولا يتناولونها كما هو مطلوب وكل ذلك يؤثر على نجاعة وسرعة العلاج. وهذه الظاهره ليست خطيره ممكن ان ترافق الطفل لاشهر او عدة سنوات وذلك يتعلق بالالتزام بالعلاج كما يجب .بالنسبة لعلاقة الجهاز الهضمي بالمشكله فهي حالات نادره تكون نتيجة امراض وراثيه او التهابات في الجهاز الهضمي تسبب تلك الجروح.

الطهور الملائكي وطرق التعامل معه

عائلتي: هناك اطفال يولدون دون الحاجه الى ختان (طهور) كيف يجب ان يتصرف الوالدان في مثل هذه الحالة؟

الدكتور قعوار: تسمى هذه الظاهرة بـ" الطهور الملائكي". ففي الغالب يولد الاطفال مع تشويه معين في العضو التناسلي، وتأتي عملية الطهور لازالة الجلده الزائده في العضو التناسلي ويتم ازالتها لعدة اسباب منها دينيه او اجتماعيه وهنالك من يرى انها افضل من ناحية النظافة.

وهناك من الاطفال من يولدون بدون هذا الجزء والمشكله تكون ليس في عدم وجوده فقط بل يكون هنالك تشويه اضافي وهو ان فتحة البول لا تكون في مكانها أي لا تكون في الجزء الاقصى من العضو انما الى الاسفل اكثر مما يتطلب منا اجراء عملية تقويم من خلال عملية جراحية.

نحن ننصح الاهل بإجراء عملية طهور ابنائهم في هذه الحالات لدى مختصين، ففي المستشفيات هنالك نوع من التوعيه وعندما يتم تشخيص هذه الحالات يحول الاهل الى طبيب جراح مختص، فأحيانا يحتاج الطهور الى تقويم واحيانا لا يحتاج لذلك واحيانا يمنع اجراء الطهور بسبب حاجته لتقويم فيما بعد لأنه في الغالب تكون عملية التقويم ضرورية بوجود الجلده الزائدة، والى ذلك اقول بأنه يجب التوجه الى مختصين واطلب من الاهل الا يتسرعوا بل الافضل الذهاب الى اختصاصي وعندها يقرر اذا كان يحتاج لطهور او لا وعبر التوجه لاختصاصي نضمن الا تتعقد الامور وتتدهور صحة الطفل ولا تصبح عملية التصليح اصعب والا تكون نسبة النجاح اقل.

عملية فك اللسان المربوط بسيطة ومدتها دقيقة

عائلتي: هنالك حالات يكون اللسان لدى الأطفال ملصقاً في قاع الفم، فماهي الحلول التي تعطى لحالات كهذه؟
 
الدكتور قعوار: تدعى هذه الحالة بـ" اللسان المربوط"، وكثر من الاطفال يعانون من ذلك.. وفي هذه الحاله يكون الرباط تحت اللسان قصيراً مما يقيد اللسان، وهذا الامر يسبب مشكلتين، صعوبه بالرضاعه وصعوبة في النطق والكلام، فهذا الرباط يمنعهم من لفظ احرف معينة، وفي حالات كثيرة يتوجه الينا الاهالي وهم متوجسين خيفة من الا يتكلم ابناؤهم او يتخوفون من ان يكون ابنهم اخرس وما شابه، وانا ومن هنا، ومن خلال موقع" بكرا" اطمئنهم واقول لهم:" لا توجد علاقه بين الصم ورباط اللسان وان الطفل يستطيع الحديث لكنه يواجه مشكله في لفظ احرف معينة، وفي هذه الحالات نفضل اجراء تصليح عبر قص الغشاء المربوط باللسان، وهنالك اطباء يجرون هذه العمليه دون تخدير لكن الطفل هو طفل وهنالك الم وممكن ان يفقد الطفل دما لذلك نفضل التخدير او هو عباره عن تغييب الاطفال قليلا عن الوعي حتى تتم العملية بدون الم وبدون مخاطره، وتكون مدة العمليه دقيقه ونصف وممكن ان تجرى في أي عمر، لكن من المفضل ان تتم في سن مبكره وقبل ان يبدا الولد بالنطق وفي سن 6اشهر الى سنه تكون المخاطر اقل والتخدير اقل ونحن نفضل ان نجريها قبل بلوغ الطفل السنه بحيث تكون المخاطر اقل وقبل ان يلفظ الطفل أي حرف كي ينطقها بشكل جيد من الاساس.

كما نوه الدكتور قعوار في ختام حديثه الينا": هنالك مشاكل او حالات مرضيه لدى العرب، لا يوليها الاهل الاهتمام الكافي او لا يواظبون على مراجعة الاطباء بشكل مستمر مما يؤدي الى تفاقمها وصعوبة علاجها واحيانا تنعدم أي امكانية في علاجها مثل الخصية غير الموجوده في مكانها او الخصيه الموجوده لكنها عائمه مثلا ياتي الاهالي ونقول لهم:" الولد مليح لكنه بحاجه الى مراقبة"، الا ان الأهل يستمعون الى الطفل بشكل جيد وينسون انه بحاجه الى مراقبه او ان الطفل لا يشكو او لا يشعر بالالم ونعلم انه في هذه الحالات لا يوجد الم ولا يتم كشفها الا عبر الفحوصات اللازمه".

وما اريد قوله، والحديث بالطبع للدكتور قعوار ان درهم وقاية خير من قنطار علاج ليس فقط من ناحيه طبيه بل في جميع المجالات، فعلينا الانتباه لاولادنا سيما ونحن نسمع يوميا عن الحوادث التي يتعرض لها الاطفال في البيوت وفي الشوارع لذلك علينا حمايتهم ووضعهم في اطر محمية.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]