يصادفُ هذه الأيام العصيبة من تاريخ شعبنا الفلسطيني والعالم أجمع، عيد القيامة، الذي تتشاطر فيه الإنسانية ذكرى قيامة السيد المسيح، رسول الله الفلسطيني إلى العالم، في وقت يعاني الجميع من وباء يجتاح العالمُ ويفتكُ به، وقت تحتاج فيه البشرية إلى كل اليقين من أجل المواجهة والنجاة.

إنها المفارقة الكبرى، أن نعيش ذكرى قيامة سيدنا المسيح من الصلب والقهر والتنكيل والاعتداء، في وقت نعاني فيه من الألم والحزن والخوف من أصغر كائن يعيش بيننا على الأرض، وفيما تعاضد المؤمنون في زمن سيدنا المسيح برسالة الإيمان التي حملها إلى النّاس من أرض السلام فلسطين، نتكاتف جميعًا اليومَ على اختلاف أعراقنا البشرية، وهوياتنا، ومعتقداتنا الدينية، في مواجهة من أجل الحياة ومستقبل أبنائنا خاليًا من أي وباء أو ظلم.

نهنئ فلسطين والعالمَ بعيد قيامة السيد المسيح، فهي مهدُ الديانات، وحاضنة الأمل والإنسانية الأولى، تجمعُ ولا تُفرّق، تبني ولا تهدم، وفي كل الأعياد والشعائر باقية ما بقي أبناؤها يدعون إلى الحرية والسلام، وباقية بإجماع الكل الفلسطينيّ على إيمانه الأول بفلسطينيته وهويته الوطنية، ليضرب الشعب الفلسطيني بذلك أنبل الأمثلة في العمل الوطني من أجل الخير والحرية والسلام.

وإلى كل المسيحيين من أبناء فلسطين، بما تقدمون من إيمان وعمل وطني، وعطاء إنساني، نقول كل عام وأنتم بخير... فكلّ الأعياد الدينية والوطنية أعياد للفلسطينيين قاطبة في كل مكان، وعلى عهد الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة سنبقى جميعًا... وعيد قيامة مجيد.

منظمة التحرير الفلسطينية
لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]