اثنان وسبعون عامًا، وذكرى النكبة خالدة في وجدان الشعب الفلسطيني جيلًا بعد جيل، توارثت من الجد إلى الحفيد. اثنان وسبعون عامًا، في ظل الاحتلال ومصادرة أراضي الشعب الفلسطيني، نهب ثقافته وتاريخية، اقتلاعه من بيته ومسكنه والانتهاكات الإسرائيلية مستمرة، وصولا إلى صفقة القرن، وضم الأراضي الفلسطينية في الضفة والأغوار إلى السيادة الإسرائيلية، القرار الذي اتفق عليه كل من نتنياهو وغانتس عند توقيع " صفقة الحكومة "، وكل ذلك في ظل أزمة الكورونا، الوباء العالمي الذي اجتاح العالم، ووصل إلى بلادنا.

مسيرة عودة رقمية

وفي ظل أزمة الكورونا أعلنت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في بيانٍ صدر عنها حول تنظيم مسيرة العودة الـ23 بصيغة رقميّة هذا العام، نظرًا لظروف الحجر الصّحي الّذي تسبّب بها انتشار فيروس كورونا المستجدّ، في ذكرى مرور 72 عامًا على النّكبة.

وأوضح بيان الجمعية الّتي نشرته اليوم، أنّه "بدعم لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وهيئات شعبية وجمعيات أهلية، والقائمة المشتركة بمركباتها، والقاعدة الشعبية" قد قرّرت الجمعية تنظيم مسيرة العودة الرقمية إلى 531 قرية ومدينة فلسطينية مهجّرة.

ووفق البيان، فقد باركت الجهات السياسية والجماهيرية المذكورة، قرار الجمعية بإقامة "مسيرة العودة الـ23 هذا العام إلى كافة المدن والقرى المهجرة الفلسطينية الّتي هجر أهلها قسرا عام 1948، وذلك عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعيّ وعبر صفحة جمعية المهجرين داخل الخط الأخضر".

وبيّنت الجمعية في بيانها أنّ المسيرة ستقام في التاسع والعشرين من شهر نيسان/ أبريل الجاري، في تمام السّاعة الثّالثة عصرًا، بالتّزامن مع احتفال الاحتلال بـ"عيد الاستقلال" الثّاني والسّبعين.

وأوضح البيان أنّه كان من المخطط أن تقام مسيرة العودة الـ23 على أراضي قرية ميعار المهجرة، حيث كانت التحضيرات على قدم وساق، ولكن الظروف حالت دون ذلك.

يوم استقلالهم يوم نكبتنا

ودعت الجمعية أبناء الشّعب الفلسطينيّ والعربيّ في كلّ أماكن تواجدهم للمشاركة في المسيرة عبر صفحة جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين والصفحات الخاصة بهم، من خلال رفع أسماء القرى والمدن الّتي هجّروا منها قسرًا عام 1948، ورفع العلم الفلسطيني وإنشاد النشيد الوطني، كلٌّ من محجره.

ودعت الجمعية في بيانها إلى رفع أسماء القرى المهجّرة مع العلم الفلسطيني على أسطح المنازل والشّرفات، في تأكيد أنّ "لا بديل عن حقّ العودة الشّرعيّ، الإنسانيّ، والقانونيّ، غير القابل للتّصرّف، والّذي ضمنته الهيئات الشرعية عالميا خاصة قرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة"، وفقًا للبيان.

ورأى البيان أنّ من شأن المشاركة في نشاطات مسيرة العودة الرّقميّة، إثبات للعالم أن الشّعب الفلسطينيّ "يأبى النسيان ويرفض التنازل عن حق العودة"؛ موضحةً أنّها ستقوم بنشر بيانٍ مفصّلٍ لاحقًا بتعليمات حول كيفيّة المشاركة عبر صفحة الجمعيّة.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]