عمقت جائحة فيروس كورونا معاناة العديد من المواطنين المغاربة في رمضان، وخصوصا عابري السبيل، بعدما صارت "موائد الرحمن" التي ظلت تنظم بمختلف الأحياء والشوارع بالمدن المغربية في هذا الشهر الفضيل منعدمة في ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة من طرف السلطات الحكومية.

وبينما كانت مناطق عديدة على مستوى الدار البيضاء، وغيرها من المدن المغربية، تعرف تنظيم فعاليات موائد الرحمن، لاستقبال عابري السبيل وكذا المتشردين والفقراء من اللذين لا يستطيعون توفير قوتهم اليومي وتحضير فطورهم طوال هذا الشهر، فإن حالة الطوارئ الصحية جعلت هذه الموائد تختفي، ما زاد معاناة هذه الشريحة.

ووجدت جمعيات المجتمع المدني في المغرب نفسها غير قادرة على تنظيم مائدة الرحمن التي دأبت على تنظيمها سنويا، ويستفيد منها ما يفوق 600 فرد بشكل يومي في جو عائلي.

الجمعيات الأهلية تجد بدائل خيريّة أخرى...

وشدد رئيس إحدى الجمعيات على أن "موائد الرحمن لها طابع خاص، إذ تجعل الكل ينخرط في إعداد الفطور لهؤلاء الفقراء والمتشردين وعابري السبيل، ناهيك عن الاستعدادات التي تسبق شهر رمضان، لكن هذه الجائحة حالت دون تنظيمها هذه السنة"، وتابع: "لقد حرمنا من هذه الأجواء العائلية التي كانت تجمعنا بهؤلاء المواطنين، وهو ما زاد من معاناتنا النفسية مع الحجر الصحي هذه السنة".

ولفت متحدث آخر، هو ناشط ضمن هذه الفعاليات، إلى أن "الوضع الراهن يتطلب من الجميع احترام التعليمات الصحية، وكذا عدم خرق حالة الطوارئ الصحية، خصوصا أن السلطات تدخلت لجمع المتشردين في مراكز خاصة لحمايتهم من فيروس كورونا، وتوفير الأكل لهم".

وحولت عدة فعاليات مجتمعية أنشطتها الخيرية في هذه الظرفية الحرجة، وخصوصا موائد الرحمن، إلى مبادرات أخرى من أجل دعم الفئات المتضررة والهشة، التي تجد صعوبة في الحصول على قوتها اليومي بسبب الطوارئ الصحية.

ولفت في هذا الصدد رئيس إحدى الجمعيات إلى كون الناشطين قد عملوا بالتنسيق مع السلطات الإقليمية على توزيع مجموعة من الطرود والرزم الغذائية على المواطنين الفقراء في الأيام التي سبقت رمضان، إلى جانب إيواء بعض المشردين وتوفير الأكل وغيره لهم طوال هذه المدة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]