أكد الباحث في جمعية الدراسات العربية في القدس مازن الجعبري ان فئة الشباب ستكون اكثر المتأثرين بسبب فيروس الكورونا.

وقال "ان هذا الوباء كان مفاجئا ومجهولا ولم يتوقع ان يكون تأثيره بهذا الحجم والعمق, ورغم انه يصعب حاليا تقدير تأثيره على المدى البعيد إلا أنه من الواضح سيكون له انعكاسات مختلفة.

وأشار الى كيفية تعامل الاسرة الفلسطينية مع هذا الوباء في بداياته وقال ان الأسرة الفلسطينية تجاوبت مع حالة الطوارئ بشكل جيد وخاصة في المرحلة الاولى وكان يوجد عندها التزام وحيوية كبيرة للعزل والتزام المنزل, موضحا ان الاعلام روج عن الوباء بشكل مميت ومخيف مما خلق نوع من الذعر والخوف عند العائلة الفلسطينية, ولكن في نهاية اول شهرين بدات مرحلة الخروج من الذعر والخوف الى التعامل والوقاية والحجر المنزلي وحاليا الاسرة الفلسطينية في مرحلة التأقلم والتعافي مع المرض.

وتطرق الجعبري وهو مدير مؤسسة تنمية الشباب في الجمعية الى أكثر المتأثرين من مرحلة وباء كورونا وقال بما ان الأسرة الفلسطينية معدل عدد أفرادها خمسة افراد ونحن نعلم ان مجتمعنا اغلبه شباب واطفال فهم بالتالي اكثر المتأثرين من الوباء.

وأشار الى ان الشباب كانوا من اكثر المتأثرين من انتشار هذا الوباء لعدة أسباب أهمها :

اولا: ان أغلب أفراد المجتمع من الاطفال والشباب موجودين في مرحلة التعليم وبذلك أكبر الخاسرين هم بسبب اغلاق مؤسسات التعليم الإلزامي والجامعي, وان الانقطاع عن التعليم لفترة طويلة يعد خسارة كبيرة وخاصة لطلاب التوجيهي الذين لم يستطيعوا تكملة تعليمهم بالرغم من انهم على مرحلة انتقالية من المدرسة الى الحياة العملية والجامعية.

ولفت الجعبري الى ان التعليم عن بعد لم يكن جوابا كافيا على استكمال التعليم وخاصة ان المعلمين والطلاب لم يخوضوا هذا النوع من التعليم الالكتروني, وأيضا عدم وجود استعداد داخل نظامنا التعليمي والأسري لهذه الوسيلة من التعلم وهي بحاجة الى امكانيات تكنولوجية وتطور عالي في المعرفة والتعليم.

ثانيا:حالة الاغلاق والحجر والطوارئ خلقت حالة "وقت فراغ"لدى الشباب بسبب الانقطاع المفاجئ عن التعليم والعمل ولفترة طويلة ونحن نعلم في علم الاجتماع ان وقت الفراغ يشير الى فشل داخل منظومة المجتمع وتعتبر مؤشر على حالة ضياع يمكن ان تكون تأثيراتها السلبية الاجتماعية والنفسية وبالتالي السلوكية كبيرة على قطاع الشباب, وهنا نحن بحاجة الى مراجعة هذه الفترة والحالة للعمل على تعويضها والخروج منها.

ثالثا: للشباب العاملين والذين تم الطلب منهم التوقف عن أعمالهم وملازمة المنزل كانت خسارتهم كبيرة وخاصة ان الكثير منهم يساعدون عائلاتهم او متزوجين عليهم ان يعيلون تعليمهم, وبالتالي العديد منهم خسروا مصدر دخلهم وخاصة العاملين في قطاع الخدمات, وما زال سوق العمل للشباب غير واضح بسبب العودة التدريجية للحياة ويمكن ان تكون خسارة مكان العمل دائمة للشباب في ظل الركود في سوق العمل والاقتصاد.

وأعرب الجعبري عن اعتقاده ان فئة الشباب ما زالوا يترقبون استقرار الاوضاع ولكن المؤشرات الاقتصادية لا تبشر بالخير على المدى المنظور بسبب اغلاق قطاع الخدمات وخاصة الفنادق والمطاعم ونحن نعلم ان الكثير من الشباب يعملون في هذا القطاع, طبعا الانقطاع عن التعليم سيكون له تأثير مضاعف على المدى البعيد ولكن حاليا ما زالت الثغرات موجودة ولكن يمكن التخطيط لها لتجاوزها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]