صدرت عن دار النشر مكتبة كل شيء، حيفا، المسرحية الشعرية، "مأساة وضّاح"، وهي مسرحية شعرية ، تروي قصة الشاعر وضّاح اليمن الذي عاش في العصر الأموي، والتي تحمل الحُب والمغامرة والمأساة، التي انتهت أن دفن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان الشاعر حيًا في صندوق، بقصة غريبة الأحداث والتداعيات.
وتدور أحداث المسرحية في عصر خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان، في اليمن ومكة والمدينة المنورة، مرورًا في فلسطين، وانتهاءً في دمشق.
وذكرت في سياق أحداثها لقاءات وحديث عن شعراء ذاك العصر وأحداث سياسية، وتطرق أبوابًا شعرية كثيرة مثل الحب والغزل والرثاء والمديح ومعارضات لنقائض جرير والفرزدق، والفخر والحماسة، كما أن كل أحداث المسرحية والحوارات، كُتبت بنمط الشعر العمودي الكلاسيكي، ولم يستعن مؤلّف المسرحية، بالأشعار الأصلية للشعراء المذكورين في المسرحية.
وقد قدّم للمسرحية الشاعر اللبناني الكبير د. محمد علي شمس الدين، وجاء في مقدمته:
لا يذكر سامي مهنا في حوارات مسرحيته، التي نظمها بأوزان متنوعة، على ألسنة الشعراء الذين وردوا في المسرحية، وهم وضاح اليمن ( كأساس ) وكثير عزة، و جرير و الفرزدق وابن قيس الرقيات ... لا يذكر أشعاراً لهم ... بل جميع ما كتب من أشعار في هذه المسرحية، هو للمؤلف، لذلك فإن لعبة القناع أساسية في هذا العمل، وفي القناع، حين يستعمله الشاعر، يكون ثمة اثنان يجري بينهما صراع : الشخص الداخلي، والشّخص الظاهر فهل استطاع سامي مهنا أن يظهر شخصه الداخلي في هذا الصراع ؟
ثمة سرديات وحوارات منظومة كثيرة، طالما لجأ إليها المسرحيون السابقون كأحمد شوقي في مسرحية مجنون ليلى وقمبيز وكليوباترة وصلاح عبد الصبور في مسرحية مأساة الحلاج.
إذا أن تقطيع الكلام والحوار يمليان البعد عن النظر إلى القصائد المسرحية كما ننظر إلى الشعر في أساسه.
على هذا الأساس سنعثر في حوارات سامي مهنا على الكثير من السرد المنظوم، بمرتبته الاعتيادية البسيطة، لكن، في الوقت نفسه سنعثر على أبيات وبعض المقاطع، ذات شعرية عالية
وقد كُتبت المسرحية بأسلوب كلاسيكي، بأسلوب الشعر العمودي، بتنويع في البحور والايقاعات، واستخدم الشاعر البحور الخليلية الستة عشر جميعها، بهدف تنويع الايقاعات الداخلية والخارجية في حوارات وأحداث المسرحية، وقد أشار الناقد البروفيسور عمر عتيق إلى الإيقاع في المسرحية من خلال مقدمته بقوله: ولا يخفى أن رصد هذا النوع من الإيقاع يسهم في مضاعفة يقظة المتلقي للنص الشعري المسرحي سواء كان المتلقي قارئا أو سامعا أو مشاهدًا، وحققت أحداث المسرحية تنوعا في الوحدات الإيقاعية إذ أن تفاعل المتلقي مع النص يفضي إلى الكشف عن تشكيل إيقاعي آخر حينما يبدأ الإيقاع متناميًا صاعدًا ثم يهدأ إيقاع الحدث حتى يبدو إيقاعًا هادئا مهموسًا يقترب من الإيقاع التأملي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]