منذ ان قرر رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعلان الاغلاق الشامل رجح محللون سياسيون على ان السبب الرئيسي لذلك يعود الى المظاهرات التي تجري ضده حاليا والتي يحاول قمعها وايقافها من خلال عملية الاغلاق. اذ أشار هؤلاء الى انه في نهاية المطاف مع الازمات التي تجري حاليا والتي أساسها عدم قدرة الحكومة على إدارة ازمة كورونا بالشكل اللائق دون الاهتمام بالمصالح الفردية لرئيس الحكومة. فانه من المرجح ان تكون هناك انتخابات إسرائيلية في الوقت القريب.

التطورات الأخيرة ستسبب اسقاط الحكومة

الكاتب والمحلل السياسي عودة بشارات قال في هذا السياق: السبت يوم قبل عشية يوم الغفران الذي هو من اكثر الاعياد قداسة في المجتمع اليهودي جرت معركة قاسية بين نتنياهو والمعارضين له الذين يطالبونه بالاستقالة بسبب قضايا الفساد المتهم بها الاف توجهوا الى القدس في قافلات طويلة جدا واخرون تظاهروا على المفارق وبالتالي فان هذا المشهد يعتبر تحدي في ظل محاولة نتنياهو منع هذه المظاهرة بحجة الكورونا لان هذه المظاهرات تسبب له الكثير من وجع الرأس، اذ ان الجمهور الاسرائيلي يرفض استمراره في سدة الحكم وبالتالي ان يستعمل ما يملك من قوة من اجل منع هذه المظاهرات، وعندما نرى ان جل المحادثات لمقاومة الكورونا تتمركز في قضية المظاهرات هذا يعني ان نتنياهو لا يهمه الكورونا بل قضية الغاء المظاهرات.

وتابع: سنشهد تبعات للأمر في المستقبل القريب وخاصة على مستوى الحكومة التي يجري بها صراع كبير بين كحول لافان والليكود وعلى مستوى الكنيست هناك اصوات حتى من الائتلاف يعارضون سياسة نتنياهو وبالتالي هناك امكانيات كبيرة لسقوط هذه الحكومة خصوصا ان الدولة تواجه جائحة بمنتهى الخطوة والقسوة، نتحدث عن الاف الاصابات في الوقت الذي اكد فيه نتنياهو قبل اشهر عن تطويق الوباء، سنشهد في الايام القريبة تطورات كبيرة وجهتها التخلخل داخل الوضع السياسي واسقاط هذه الحكومة.

مرحله صعبه وشائكه تمر بها دولة اسرائيل

الناشط السياسي والقيادي في العربية للتغيير غسان عبد الله قال بدوره لـ "بكرا": ليس غريبا وليس عجيبا ان تكون دولة اسرائيل وهي اكبر ترسانة حربية بالشرق الاوسط ان تقف مرتبكة ومذهولة امام وباء الكورونا وان كان هذا الوباء يقلق العالم باسره ليس غريبا وليس عجيبا ان اسرائيل هذه وهي ابنة امريكا المدللة والتي تقوم باتفاقات تطبيع العلاقات مع الدول العربية ان تعلن عن اغلاق شامل للدولة لتصبح الدولة الاولى في العالم تعيد فرض الاغلاق الشامل، فهي تقف عاجزة مرهقه صغيرة امام هذه الجائحة وانتشار وباء الكورونا وكل سياسات حكومتها لم تستطع ان تمتص غضب الرأي العام الاسرائيلي.

وأضاف: لن يحصل اي استقرار سياسي او اقتصادي او حتى صحي ما دامت العقلية الصهيونية الكولونيا لية الاحتلالية هي المسيطرة وسيدة الموقف. وفي هذه الفترة نشهد مرحله صعبه وشائكه تمر بها دولة اسرائيل وحالة من عدم الاستقرار والفوضى والتخبط سواء على مستوى الحكومة او على مستوى الشعب، وقد شهدنا ايضا في الايام الأخيرة الاجتماعات الصاخبة من اجل اتخاذ قرارات بشأن اغلاق الدولة وكانت هناك خلافات ونزاعات كثيره داخل كابينت الكورونا وفي اروقة مكاتب الحكومة مما ادى ذلك الى استقالة وزراء وتهديد من اخرين.

تحالف آيل للسقوط

ونوه: حقيقة هذا التحالف بين الليكود وازرق ابيض ايل للسقوط والانهيار على إثر الاتهامات والصراع الدائر بين الحزبين سواء في موضوع الكورونا او موضوع الضم وامور سياسية اخرى. كذلك ونحن نشهد ايضا هذه المظاهرات الغاضبة وتصاعد الغضب والاحتجاج في الشارع الاسرائيلي والمنددة لسياسة نتنياهو الفاسدة وتزامنها مع الوضع الاقتصادي المتردي كل ذلك ينذر الى مرحلة جديده قد تقلب الامور رأسا على عقب.

وقال: حقيقة هذا الاغلاق الذي نعيشه اليوم كان يتوجب ان يكون منذ فترة سابقه وتحديدا استكمالا للإغلاق الاول للسيطرة على نفشي جائحة الكورونا والتزايد بأعداد الاصابات. وقد لاحظنا عندما فرض الاغلاق في ابريل الماضي كانت النتائج جيده حيث هبطت نسبة الاصابات ولك سرعان ما تم فتح المرافق الاقتصادية مرة ثانيه لتعود الاعداد بالارتفاع وتفشي الوباء مرة اخرى، وهذا هو التخبط الحاصل في الحكومة ادى الى كل ذلك. برأيي وعلى ضوء هذه الحاله وما يدور في الحلبة السياسية ارى احتمال اجراء انتخابات جديده مما يعني ان الدولة ستدخل في ميمعة الانتخابات وفي دوامة تشكيل حكومة جديده والتي خاضتها وفشلت فيها ثلاث مرات متتالية. وستفشل في الرابعة.

الكورونا والمظاهرات الى اين

الخبير في الشؤون السياسية راني حسن قال بدوره لـ "بكرا": البارحة تم اعتقال خمسة مشاركين بالمظاهرات وتحرير 150 مخالفة بحق المتظاهرين بحجة عدم الحفاظ على التباعد بينهم ، هذه الإجراءات تتم تحت مظلة الكورونا بالرغم من ان هذه المظاهرات حصلت على موافقة وزارة الصحة من اجل الحفاظ على حق التظاهر ، طبعا وكما تم استغلال وباء الكورونا للضغط على احزاب سياسية مثل كاحول لاڤان من اجل الخضوع والسير بحكومة طوارئ، اليوم يستغل هذا الوباء لفرض حالة وانظمة طوارئ للحد من التظاهر ضد رئيس الحكومة، وهذا الامر متوقع خاصة وان لهذه المظاهرات صدى قوي بين مختلف شرائح المجتمع الاسرائيلي، على ما يبدو المظاهرات تقض مضاجع الحكومة ورئيسها اكثر بكثير مما يقلقهم هذا الوباء الذي يلقي بظلاله على كل مرافق الحياة في الدولة على الصعيد الصحي او الاقتصادي, والذي بالمناسبة هو حصيلة اداء وترتيبات هذه الحكومة منذ بداية الازمة الى يومنا، اعتقد ان الايام الآتية ستلقي بأعبائها على الفئات الضعيفة وتحديدا على الوسط العربي الذي كان مأزوما قبل ظهور الوباء، سنرى مزيدا من التأثيرات السلبية على المصالح الاقتصادية وبالتالي على الحالة الاجتماعية المتردية اصلا قبل الوباء، ولا حاجة لذكر الخسارة التعليمية وفقدان التوازن عند الاهالي والطلاب بسبب عدم ادارة هذه الازمة وفق خطط صحية واقتصادية جدية ومدروسة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]