في حديث مع د. محمود كيال طبيب ومبادر في مجال الهايتك حول المعطيات المتعلقة بانتشار الفايروس في البلدات العربية قال: نظرة الى تطور المعطيات حول الإصابات في البلدات العربية على مدار الشهر الأخير ومقارنتها تظهر بشكل واضح هبوط حاد في معدلات الإصابات مقارنة في المجتمع العربي بينما استمر الارتفاع في أعداد الإصابات في البلاد قطريا!

وتابع: عربيا نلاحظ أنه بينما كان معدل الإصابات اليومية، قبل شهر من اليوم، أكثر من 750 إصابة يومية فقد هبط إلى معدل 400 إصابة يوما في الأسبوع الأخير. أحد أهم الأسباب لهذا التغيير هو الإغلاق بشكل عام وتوقف الأعراس بشكل شبه تام (سبب آخر لتوقفها هو قرب نهاية الموسم الأعراس). لكن من المهم الانتباه إلى أن جزء هام من هذا التغيير يعود أيضا إلى الهبوط الحاد في عدد الفحوصات التي يتم إجراؤها لدى المواطنين العرب- فبينما كانت النسبة مشابهة للنسبة القطرية (3.5 فحص لكل ألف شخص يوميا) انخفضت بشكل كبير لتكون الآن 2.8 فحص لكل ألف شخص أي نصف المعدل القطري الذي ارتفع إلى 5.8 فحص لكل ألف شخص. معطى آخر مهم ويشير إلى تحسن هو أن نسبة الفحوصات الإيجابية (نسبة المصابين ممن يقوموا بإجراء الفحوصات) في البلدات العربية هبطت من 11% قبل شهر إلى 9% حاليا فيما ارتفعت قطريا من 8% شهر إلى 13% شهريا.

وأضاف قائلا: إذا جميع المعطيات تشير إلى تحسن نسبي في أوضاع الإصابات لكن غالبا فإن الصورة ليست جيدة كما يتضح من الأرقام وذلك لتدني عدد الفحوصات. كما أنه من المهم الانتباه إلى أنه بالرغم من تراجع أعداد الإصابات إلا أنها لا تزال بمعدلات مرتفعة جدا وبعيدة كثيرا عن "المنطقة الخضراء" التي تسمح برفع القيود. يجب تكثيف الجهود لحث الناس على إجراء الفحوصات حتى نتأكد بأن هذا التغيير الإيجابي في عدد الإصابات وهبوطها الملحوظ هو حقيقي فعلا وليس فقط بسبب قلة الفحوصات!

وأشار ل "بكرا": للأسف فإن عدد الوفيات سيستمر بالارتفاع وبشكل كبير وخصوصا على مدار الأسبوعين المقبلين على الأقل لأن هذه الوفيات تعكس حالات الإصابة قبل أسبوعين، علاوة أن الارقام الحالية لا تزال مرتفعة. وفقا لنسبة الوفيات في المجتمع العربي (حوالي 0.5% من مجمل الإصابات) فمن المتوقع، مع استمرار وتيرة الإصابات الحالية أن يصل عدد الوفيات إلى حوالي 500 وفاة مع نهاية العام الحالي بمعدل 15-20 وفاة اسبوعيا (مع الأخذ بالحسبان سكان المدن المختلطة من العرب).

ويبقى السؤال لماذا وصلنا إلى هذا الحال وكيف نستطيع تدارك الموقف وخفض نسب الإصابة؟

بات من الواضح أن هناك خلل كبير في التقيد بتعليمات الوقاية والذي يعود لسببين رئيسيين- الأول فقدان الثقة لدى المواطنين بقرارات الحكومة التي غالبا ما كانت متناقضة وغير واضحة ويشتم منها رائحة قوية لاعتبارات سياسية. والسبب الثاني هو غياب شبه تام لسلطات إنفاذ القانون والانفلات الذي شهدناه بإقامة الأعراس التي كانت المسبب الرئيس للإصابات في المجتمع العربي. كما أن فتح الاقتصاد بشكل سريع وحاد دون اتباع خطة تدريجية في ذلك، أدى الى شعور مخادع لدى كافة المواطنين بأن الجائحة قد انتهت.

وأشار: في البلدان التي نجحت بالسيطرة النسبية على الجائحة نلاحظ أن سياسة الحكومات كانت على العكس تمام مما شهدناه في البلاد- ففي دبي مثلا تم رفع القيود بشكل تدريجي مع تطبيق صارم للتعليمات وخصوصا لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي والجسدي. غرامة عدم لبس الكمامة تصل إلى ما يعادل 3000 شيكل والمطاعم والمحال التجارية تقوم بتطبيق تعليمات التباعد بصورة كاملة. كما أن معدل الفحوصات مرتفع جدا (ضعف اسرائيل) ولذلك فإن أعداد الإصابات لا تتعدى الـ 15% من معدلها في البلاد.

وختاما قال: هناك تحسن بسيط في مجتمعنا العربي لكن لا تزال الأعداد مرتفعة جدا ولذلك فستستمر، للأسف، نعد الوفيات بأعداد كبيرة لعدة أسابيع أخرى. التجمهر هو عامل الخطر الأكبر وربما مع حلول الطقس البارد واستمرار الإغلاق سيكون بالإمكان العودة لمعدلات تسمح بمعاودة استمرار الحياة بشكل أفضل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]