اثار تصرف النائب د. منصور عباس (المشتركة – الإسلامية) بالأمس حالة من الجدل، اذ كان عباس، وهو نائب رئيس الكنيست، يدير الجلسة التي تم فيها التصويت على إقامة لجنة تحقيق برلمانية في قضية الغواصات والتي يشتبه تورط نتنياهو فيها، وقام بتسليم رئاسة الجلسة لرئيس الكنيست يريف لافين من الليكود ليلغي بدوره نتائج التصويت في سابقة لم تحصل من قبل.

وبدأت الإشكالية عندما طرحت نائبة من حزب "ميرتس" اليساري، على جدول أعمال الكنيست "تشكيل لجنة تحقيق في ملف الغواصات"، وهو ملف جنائي تحوم فيه الشبهات حول التلاعب بعطاءات شراء غواصات من ألمانيا لسلاح البحرية الإسرائيلية، بغرض التربح.
وطرح منصور عباس من "القائمة المشتركة"، رئيس الجلسة المناوب وقتها، الموضوع للتصويت على أعضاء الكنيست، فحظي الاقتراح بموافقة 25 نائبا واعتراض 23، أي أن الكنيست أقر تشكيل لجنة تحقيق، وذلك يعني أن الأمر قد يطال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومقربين منه.

في هذه الاثناء، صعد رئيس الكنيست، ياريف ليفين، وجلس مكان رئيس الجلسة، منصور عباس، وأعلن إلغاء التصويت، معللا ذلك بأنه لم يتم حسب المعايير الدستورية المتبعة مثل اعلان البدء بالتصويت، لدرجة أن كثيرين من أعضاء الائتلاف الحكومي لم يسمعوا الدعوة للتصويت.
وأعلن ليفين إعادة التصويت، في هذه الاثناء غادر أعضاء المعارضة القاعة احتجاجا على إلغاء التصويت، فجاءت النتائج الجديدة رافضة لتشكيل لجنة التحقيق، وهكذا سقط الاقتراح.

وبرر عباس قيامه بالتريث وعدم احتساب نتائج التصويت وتسليم رئاسة الجلسة للافين بأن هنالك خطأ حصل وظهر لاحقًا في الفيديو، إذ لم يسمع طلب عضو الكنيست من الليكود ميكي زوهر بإعادة التصويت مع كشف الأسماء وبدأ عملية التصويت متجاهلًا الطلب، الذي يحق لزوهر أن يطلبه كونه رئيسًا للائتلاف، لذلك قال د. منصور أنه ترك الأمر للمستشار القضائي للحكومة ليقرر، ولكن لافين استلم الجلسة وقرر الغاء التصويت، وقد قرر المستشار القضائي لاحقًا بإلغاء التصويت أيضًا.

شحادة : أتمنى أن لا تكون الأخبار صحيحة

ما حصل تسبب بموجة انتقاد حادة للنائب د. منصور عباس، وكتب زميله في المشتركة، النائب مطانس شحادة من التجمع في صفحته: الليكود حزب صهيوني، وهو أشد الأحزاب عنصرية ضد شعبنا. إنقاذ الائتلاف اليميني العنصري من نفسه ليس دورنا ولا يقع على مسؤوليتنا، ويجب أن لا نرضى به. آمل أن تكون الأخبار عن تواصل وتنسيق بين زميلي منصور عباس والليكود غير صحيحة، وأن تكون فقط بهدف خلق خلافات بين مركّبات المشتركة والضرر بشرعيّتها وتمثيلها".

بيان الجبهة
أما الجبهة، فعممت بيانًا قالت فيه: إن إقدام رئيس الكنيست ياريف لفين على إلغاء الحسم الديمقراطي في الكنيست يشكّل خطوة خطيرة تكشف النقاب عن عورة نظام نتنياهو ؛ القمع المنهجي والاستقواء بغطاء الديمقراطية الشكلية، إنّ فضيحة إدارة الهيئة العامة للكنيست أمس هي غيض من فيض سياسة تصفية الديمقراطية في خدمة المتهم من بلفور. وإنّ كتلة الجبهة ترفض بشدّة هذا المسّ الفظ بالقواعد البرلمانية وكل محاولات تبرير هذه التجاوزات الخطيرة، وتؤكد أنّها والقائمة المشتركة كلّها ستصرّ على دورها كمعارضة فعّالة وليس شرابة خرج لحكومة نتنياهو.

وبدوره هاجم زعيم المعارضة البرلمانية في إسرائيل، عضو الكنيست، يائير لبيد، بشدة الإجراء الذي اتخذه رئيس الكنيست ياريف ليفين، بإلغائه التصويت على قضية فساد محتملة قد تطال قيادة الدولة.
وقال لبيد: "إذا كان بالإمكان إلغاء تصويت الهيئة العامة للكنيست، فيمكننا إلغاء الكنيست كليا ولم نعد بحاجة إليه".

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]