توافق اليوم الذكرى السنوية الـ 16 لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "أبو عمار"، الذي توفي في العاصمة الفرنسية باريس متأثرًا بمرض غامض ألم به بشكل مفاجئ.

وتأتي ذكرى رحيل أحد الرموز الوطنية للشعب الفلسطيني، فيما لا يزال القاتل مجهولًا ولغز وفاته غامضًا حتى يومنا هذا، حيث لم تعلن لجان التحقيق نتائجها بعد.


وتختلف إحياء ذكرى وفاته هذا العام عن الأعوام السابقة، بسبب انتشار فيروس "كورونا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث ستقتصر على التجمع عند ضريح عرفات وإضاءة الشموع، ومعارض صور، وبعض الزيارات والمسيرات المحدودة في المحافظات، مع مراعاة إجراءات الوقاية الصحية.

ففي مثل هذا اليوم من العام 2004، تُوفي عرفات بعد فترة من وعكة صحية ألمت به، وأٌثيرت شبهات بإمكانية تعرضه للسم، غير أن ملفه الصحي في المستشفى الفرنسي العسكري الذي رقد فيه ترك الكثير من الغموض بشأن أسباب وفاته.

ونقل جثمانه من باريس إلى القاهرة ثم إلى رام الله، ودفن في مقر المقاطعة في تشييع شعبي مهيب بعد رفض إسرائيلي لدفنه في القدس المحتلة.

وكان رئيس لجنة التحقيق بظروف وفاة عرفات اللواء توفيق الطيراوي كشف لوكالة "فرانس برس" قبل سنوات أن "لجنة التحقيق توصلت إلى الشخص الذي نفذ الاغتيال".

وقال الطيراوي: "بقي لغز صغير فقط قد يحتاج إلى وقت لكشف بقية تفاصيل عملية الاغتيال". لكنه رفض إعطاء المزيد من المعلومات حول المشتبه به وحول سير التحقيق.

لكنه قال "إسرائيل تتحمل مسؤولية عملية الاغتيال".

وبعد سنوات من وفاته، أثار تحقيق أعدته قناة "الجزيرة" شكوكًا بشأن أسباب وفاة عرفات، وإمكانية تعرضه لإشعاعات البلوتونيوم، ما دعا السلطة إلى فتح تحقيق جديد لهذا الغرض.

وكان محققون فرنسيون استخرجوا رفات الراحل عرفات في نوفمبر، في محاولة لمعرفة سبب وفاته، إلا أن لغز وفاته لم يُحل بعد تعدد فرضيات ذلك.

وأشار القضاة الفرنسيون المكلفون بالتحقيق في "الاغتيال" والذي بدأ بطلب أرملته سهى عرفات أعلنوا إغلاق الملف وقد استأنفت عليه.



لكن الخبراء المكلفين من قبل القضاة الفرنسيين استبعدوا مرتين فرضية التسمم. وقال الخبراء الروس أن وفاة عرفات هي "موت طبيعي". وعلى العكس من ذلك، قال خبراء سويسريون استشارتهم أرملة عرفات أن نتائجهم "تدعم فرضية التسمم" بالبلوتونيوم.

وفي تصريحات لها في أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت سهى عرفات، "استعداد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق في قضية اغتيال ياسر عرفات"، متهمة قيادات في السلطة بالضلوع في التخطيط والتدبير لعملية الاغتيال.

وقالت: "ستكون هناك قصة كبيرة، وسأعرف من وضع السم في جسم ياسر عرفات".

وولد عرفات في القاهرة، واسمه محمد ياسر عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني، وكان الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد.

ودرس الراحل في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقاً.

كما شارك مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينات، وأصبح ناطقًا رسميًا باسمها عام 1968، وانتخب رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري ويحيى حمودة.

وكان عرفات وافق في 1993 على اتفاقية أوسلو، وعاد عام 1994 إلى فلسطين رئيسًا للسلطة الفلسطينية في غزة وأريحا.

وفي العام 1994 حصل عرفات على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين ووزير خارجيته شمعون بيريز.

لقد رحل عرفات قبل 16 سنة بجسده، لكنه ترك إرثا نضاليًا ومنجزات وطنية ما زالت قائمة تنهل منها الأجيال لمواصلة الكفاح من أجل التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]