بعد النقاش الذي دار أول أمس، أجتمع بالأمس  في لقاءٍ استثنائي، عدد من الرؤساء السلطات المحليّة ضمن إجتماع خاص دعت إليه اللجنة القطرية وتقررتكليف لجنة مواجهة العنف والجريمة في المجتمع العربي في البلاد، كهيئة تمثيلية وتخصُّصية مُنبثقة عن اللجنة القطرية، المشاركة في الإجتماع الذي سيُعقد مساء اليوم غدٍ الأحد (2021/01/17)، مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

كما بلورت سكرتارية اللجنة القطرية وحدَّدت مواقفها ومَطالبها في هذا الشأن، بمهنية وشمولية وشفافية ومَبدَئيّة، بناءً على القرارات والمواقف والوثائق والمراسلات السَّابقة في هذا الخُصوص، ووفق مرجعيات واضحة ومُحَدَّدَة، وأوكلت لجنة مواجهة العنف والجريمة، والتي تضمّ عدداً من رؤساء السلطات المحلية بمرافقة مهنية، لعرض هذه المطالب والمواقف مُجدَّداً خلال الإجتماع المذكور..

وأشارت سكرتارية اللجنة أن ضرورة هذا اللقاء والحاجة إليه، لا يحدّدها أي سياق سياسي يُمكن اسثماره من هنا وهناك (!؟)، لا سيّما في ظلال الانتخابات البرلمانية المتكرِّرة في السنوات الأخيرة، وأن مواجهة العنف والجريمة في المجتمع العربي مُتواصلة ومُتصاعدة في عدة مَسارات مُتوازية، وفي مقدمتها مواصلة وتفعيل الإجراءات الاحتجاجية التي أقرتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية مُؤخَّراً، في هذا الخصوص، بمشاركة فاعلة من اللجنة القطرية والسلطات المحلية العربية في جميع أنحاء البلاد، بوحدة وتكامل وتناغم في المواقف والأدوار والأداء..

ومن المقرر أنّ يشارك باللقاء كل من الرؤساء: مضر يونس، سمير محاميد، خالد حجيرات، سمير ابو زيد، ابراهيم الهواشلة، أحمد ذباح، درويش رابي، وتميم ياسين.

*محاسبة الشرطة*

وفي حديثٍ مع محمود نصّار، مسؤول ملف العنف في اللجنة القطرية، قال: النقاش حول المشاركة من عدمها يمكن فهمه، خاصةً وأننا نعي أنّ أهداف نتنياهو قد تكون إنتخابيّة، إلا أنه هذا اللقاء كنا قد دعونا إليه نحن وبادرنا إليه سابقًا، مقابل رئيس الحكومة، في ظل تفشي الجريمة في مجتمعنا العربيّ، ونظرًا وأنّ هذا الملف يستدعي اهتمام خاص.

وأضاف: في لقاءِ اليوم برز التباين بالمواقف، وتقرر بالنهاية توكيل المهمة إلى لجنة العنف، على أنّ تطرح أمام نتنياهو مطالب واضحة وعينية وقابلة للتطبيق، اذا ما استمر رئيس الحكومة بالمماطلة والادعاء أنّ عدم وجود حكومة يمنع تخصيص أي ميزانيات وعليه تطبيق أي مخطط سيأتي بعد الانتخابات.

وأوضح نصّار: أنّ المطالبة العينية تشمل جمع السلاح، تغيير نمط وتوجهات الشرطة مع المجتمع العربي، زيادة تطبيق القانون وبحث تقاعس الشرطة، وهي أمور لا تحتاج إلى تخصيص ميزانيات خاصة ويمكن تطبيقها بشكل فوري.

وقال: هنالك مخاوف من المماطلة والتقاعس، نحن نعي ذلك، سبق وأنّ قدمنا موقفنا إلى لجنة المدراء العامين، وحصلنا على وعودات بتنفيذ مخطط، إلا أننا وحتى الآن لا نرى أنّ شيء على أرض الواقع.

وفي تعليقه على السجال الذي يدور اليوم قال نصّار: نتفهم ذلك، ونعي ذلك، لكن علينا الا نتجاهل أنّ هنالك مشكلة (العنف) تستدعي العمل على حلها، والحكومة هي المسؤولة بالمحصلة على التعامل مع الموضوع، فحضورنا لإسماع موقفنا ومحاولة الضغط نحو تطبيق مخطط.

*افتتاح خيمة اعتصام في شفاعمرو مقابل محطة الشرطة لتقاعسها في لجم العنف في المدينة*

بالمقابل، صرح رئيس بلدية شفاعمرو، عرسان ياسين، خلال افتتاح خيمة الاعتصام صباح اليوم، السبت، بجانب محطة الشرطة، قائلا: إنه لا يرى حل جذري بالأفق لنبذ العنف واجتثاثه من مجتمعنا في ظل التقاعس الواضح، لذلك رفضت طلب زيارة رئيس الحكومة لشفاعمرو ولن أشارك في الاجتماع غدًا الأحد.

وأضاف رئيس البلدية: إن الوضع أصبح لا يطاق وصلنا للنقطة الحمراء في ازدياد العنف، لهذا أطالب الشرطة بالعمل الجاد في الكشف عن المجرمين وإيجاد حل فوري لاجتثاث العنف والجريمة من مجتمعنا عامةً وشفاعمرو خاصةً.

*شادي شويري: لن أشارك، ونفوت الفرصة على نتنياهو بالمتاجرة بنا*

بدوره، علق رئيس مجلس كفرياسيف المحلي، شادي شويري، على صفحته على الفيسبوك عن لقاء الغد وقال: لن أشارك في الاجتماع مع نتنياهو اليوم.

وأضاف: لأننا نعرف من هو رئيس الحكومة الحالي ونعرف أساليبه فمن المؤكد أنه سيستغل هذا اللقاء للترويج لحملته الانتخابية وتقربه الزائف المخادع لجمهورنا والذي لا ينطلي على أحد، خاصة وأنه في رئاسة الحكومة منذ 12 عامًا لم يحرك خلالهم ساكنًا لمواجهة العنف والجريمة في مجتمعنا. وفي المقابل فإن موضوع محاربة العنف والجريمة هو موضوع في غاية الأهمية والضرورة وهو البند الأول في برنامج عمل هيئاتنا القيادية، ولذلك فقد اجتمعت اليوم سكرتارية اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية وتقرر أن يشارك في هذا اللقاء فقط الرؤساء أعضاء اللجنة الفرعية لمكافحة العنف والجريمة في لجنة الرؤساء بمرافقة مهنيين، وبهذا نفوت الفرصة على نتنياهو أن يتاجر بهذه القضية ويسخرها لدعايته الانتخابية أو يسخرها للهجوم على قيادة الجماهير العربية اذا قاطعوا الاجتماع.

*سامح عراقي: الذئب المتنكر بحمل وديع*

القائم بأعمال رئيس بلدية الطيرة، المحامي سامح عراقي قال في تعقيب خاص: ان الاجتماع المزمع عقده يوم الأحد المقبل بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورؤساء السلطات المحلية العربيّة ما هو الا دعوة مغلفة بحملة انتخابية مسمومة من نتنياهو، ولذلك يجب مقاطعتها.

وأضاف عراقي: ان دعوة نتنياهو لرؤساء السلطات المحلية العربيّة تندرج في حملته الانتخابية. بل ان محاولته بالمجيء بخطة ضد الجريمة في المجتمع العربي ما هي محاولة بائسة منه ولا بد رفض هذا التعامل وعدم المشاركة في هذه الجلسة التي تأتي في سياق انتخابي.

وتابع: ان الجريمة ومنظماتها والسلاح انتشروا بشكل كبير في مجتمعنا خلال العشر سنوات الأخيرة والتي كان خلالها رئيس الحكومة هو نفسه نتنياهو الذي يأتي الان كالذئب متنكرًا بصورة الحمل الوديع.

وعن قرار اللجنة القطرية قال: القرار كان بمشاركة بعض الرؤساء (مع مقاطعة البقية) مع مطالب عينية جدًا، قادرة على الالتفاف على الاعيب نتنياهو، اضف إلى ذلك الوعي التام من قبل أعضاء اللجنة أنّ هنالك مساعي تشكلت وتطورت منذ أشهر من قبل اللجنة القطرية لمواجهة العنف، ووعودات حكومية متكررة بالتعامل معها واضح أنها كانت ضريبة كلاميّة لا أكثر.

*زاهر صالح: وراء الأكمة ما وراءها*

بدوره، قال زاهر صالح، رئيس مجلس محلي كوكب ابو الهيجاء، أنه يعلن مقاطعته لاجتماع رؤساء السلطات المحلية العربية مع رئيس الوزراء نتنياهو.

وقال: قررت مقاطعة الاجتماع مع رئيس الحكومة والانضمام الى رفاقي من رؤساء السلطات المحلية العربية الذين قرروا مقاطعة الاجتماع، والذي يأتي في توقيت "وراء الأكمة ما وراءها"، بحيث يمكن استخدامه في حملة نتنياهو الانتخابية، خاصة في الوسط العربي.

بقي أنّ نشير إلا أنّ عددًا من الرؤساء أعلنوا مقاطعتهم إلى الاجتماع، منهم د. يوسف عوادة- رئيس كفركنا، وعمر واكد نصار- رئيس بلدية عرابة وآخرين. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]