يُعتبر سرطان الامعاء الغليظة ثاني أكثر أمراض السرطان انتشاراً في البلاد، حيث يأتي في المرتبة الأولى سرطان الثدي عند النساء. وفي هذا السياق خصصت جمعية مكافحة السرطان أن يكون آذار شهرًا لمكافحة سرطان الأمعاء الغليظة والوقاية منه.

وحرصًا منا في موقع بُــكرا" على نشر التوعية الصحية والوقاية من الأمراض, قمنا بإجراء مقابلة مع د. موسى سمارة، أخصائي ألجهاز ألهضمي وألكبد ومدير قسم الجهاز الهضمي في مستشفى العائلة المقدسة "النمساوي" في بلدة الناصرة حيث كان لنا معه الحوار التالي:

هلا حدثتنا عن وظيفة الأمعاء الغليظة في جسم الإنسان؟

د. سمارة: بداية يجب التحدث عن الجهاز الهضمي الذي يتكون من المريء الذي هو عبارة عن أنبوب يوصل الطعام من الفم إلى المعدة.

تعتبر المعدة القناة الهضمية التي تلي المريء، وظيفتها طحن الطعام وتحليل أول جزء من الأكل، حتى يهضم ومن ثم يدفع إلى الأمعاء الدقيقة، التي يبلغ طولها حوالي 6 أمتار ووظيفتها تحليل وامتصاص المواد الغذائية، تبدأ من مخرج المعدة وتصل إلى مدخل الأمعاء الغليظة، التي وظيفتها امتصاص السوائل المتبقية من المواد الصلبة ثم عملية تمرير والتحكم في إخراج الفضلات الزائدة إلى خارج الجسم.

ما هي مسببات الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة ؟

د. سمارة: أسباب الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة متفاوته منها:

* اسلوب الحياة والتوترات التي تؤثر على نهج حياتنا الطبيعية.

يتعلق بعمر الإنسان، من جيل الخمسين فما فوق يكون المرء معرضاً أكثر للاصابة بالمرض.

* تواجد حالة او اكثر داخل العائلة مصابة بهذا المرض، حيث يكون عامل الاصابة وراثياً، او ميول جينية لذا ننصح أفراد العائلة في التقدم لاجراء الفحوصات حتى في سن العشرين.

* الاشخاص الذين يعانوا من وجود أورام معينة في جسدهم، وخاصة النساء المصابات في سرطان الثدي، الرحم والمبيض، لديهن احتمال الاصابة بسرطان الامعاء الغليظة.

*بعد عملية استئصال المرارة او التهاب مزمن في الامعاء يكون احتمال وجود إصابة بسرطان الأمعاء الغليظة.

تناول غذاء غير صحي، مكوناته تعتمد على صبغات ومواد حافظة وكيماوية، الاكثار من تناول اللحوم وخصوصا ألمدخنه أو ألمشويه، التي من ألمحتمل أن تتحول الى مواد مسرطنة داخل الجسم.

وجود ألثالولة ( لحمة زائده أو بوليب ) يزيد من احتمال ألأصابة بألمرض لذلك يجب ازالتها

ما هي أعراض سرطان ألأمعاء؟


تغير في سلوك البراز: الإمساك الجديد، أو الإسهال ومن بعده الإمساك

*انخفاض في الوزن بشكل سريع

ضعف الدم وانخفاض نسبةألحديد في ألدم

* التعرض لاوجاع مستمرة في البطن ، وهذا يكون مؤشر ان المرض اصبح في حالة منتشرة داخل جسم الانسان، لان بداية الاصابة به لا يشعر المريض بألم لهذا يسمى بالمرض الخبيث.

ظهور دم في البراز أو وجود دم مخفي في فحص ألبراز وهذا الامر يستدعي القيام بالتوجه إلى إجراء فحوصات،

ما هي طرق الوقاية والعلاج من المرض؟

د. سمارة: معدل نسبة الاصابة بسرطان الامعاء الغليظة في البلاد يتراوح نحو أكثر 3600 إصابة أي ما يعادل اصابة 10 اشخاص يومياً.

الفحص المبكر وتشخيص المرض، القيام بفحص ( الدم المخفي) وهو اخذ اكثر من عينة للبراز بفحص يجري في مختبر، في حال كانت النتيجة ايجابية يجب اجراء فحص " الكلون سكوبيا" وهو عبارة عن فحص من خلال منظار يمكن من كشف الاورام في مرحلة قبل تحولها الى اورام سرطانية، حيث يمكن استئصالها خلال الفحص نفسه ومنع تحولها إلى أورام سرطانية.

*التوجه لعمل الفحص المبكر، وتشخيص المرض، حتى الشخص غير مصاب.

* تحسين من نمط الحياة والابتعاد عن التوتر والضغوط النفسية.

* اتباع نظام غذائي صحي، والابتعاد عن الطعام المشبع بالدهون واللحوم، الاكل السريع، والاكل الذي يحتوي على اصباغ ومواد حافظة.

* تناول اغذية تحتوي على الالياف، مثل الخضراوات والفواكه وخبز القمح.

ممارسة الرياضة، والتخلص من الوزن الزائد وإتباع حمية غذائية، السمنة المفرطة تسبب أمراض كثيره وتزيد من احتمال ألأصابه بالسرطان

* تناول حامض الفوليك والفيتامينات وتغذية الجسم بالمعادن والكالسيوم.

إجراء فحوصات دم بشكل دوري كل 6 أشهر أو بشكل سنوي.

لقد أوصت وزارة ألصحة باجراء ألفحص كولونوسكوبيا لكل ألأشخاص فوق سن ألخمسين أما أقرباء ألمرضى فينصح باجراء ألفحص في سن ألأربعين

هل هناك أدوية تساعد على منع سرطان الأمعاء الغليظة؟


هناك أدوية قد تساعد على منع سرطان الأمعاء، مثل الأدوية التي تعطى لتسكين الألم والاوجاع، او التهاب المفاصل ، مثل " النوروفين والادفيل وألأسبيرين".

ما هي احتمالات الشفاء من المرض في حال تم الكشف عنه؟


كما أشرت عند بداية الحديث، أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، من عمر الخمسين فما فوق أو أقرباء ألمرضى، تشخيص المرض المبكر حتى عند الشخص غير ألمصاب يزيد من نسبة ااشفاء من المرض. فحص ( الدم المخفي) عبارة عن أخذ 6 عينات للبراز مرة كل سنة ترسل إلى مختبر مختص إذا كشفوا ( الدم المخفي) بالبراز ( يعني ذلك الفحص نتيجة ايجابية) يجب إجراء فحص" الكولون سكوبيا"، تنظير القولون الذي يعمل على إدخال كاميرا صغيرة لجهاز الهضم عن طريق الشرج.بالفحص يمكن الكشف " البوليب" او الثآليل في مرحلة قبل تحولها لسرطانية، استئصالها خلال الفحص نفسه عن طريق إصدار تيار كهربائي باتجاه الثألولة ويقضي بإزالة "البوليب" أو الثآليل، وبهذا نمنع تحولها في المستقبل لسرطانية.

إذا تم الكشف عن المرض مبكراً، فتكون نسبة نجاح العلاج وألشفاء مؤكدة، المرض في بدايته يكون ساكناً لينتشر لاحقاً مسبباً أوجاع في البطن، مؤشرا الى تقدم الحالة التي وصل إليها المصاب.

وهنا يكون احتمال الشفاء ضئيل في بعض الحالات يصل انتشار المرض إلى الكبد والأعضاء القريبة من الأمعاء، وسائل الطب اليوم تطورت عن السابق، في الماضي كان الطبيب يلجأ إلى الاستعانة بعملية جراحية بفتح كبير في البطن حتى يتمكن من استئصال الورم، اليوم يمكنه القيام بنفس طريقة العلاج من خلال إجراء فتوحات صغيرة جدا بالطن وتمرير "لاباروسكوب " من خلالها واستئصال ألورم، وإذا كانت حالته المرضية صعبة يتم الاستعانة بالعلاج الكيماوي وبالأشعة وتكون نسبة الشفاء عاليه في بعض الحالات.

لقد اختارت جمعية مكافحة السرطان شهر اذار لمكافحة سرطان الأمعاء الغليظة، ما هو رايك بهذا الشأن؟

د. سمارة، اقدر لهم هذه الخطوة التي تهدف لنشر التوعية بين الناس والوقاية منه، ياتي سرطان الامعاء في المرتبة الثانية من بعد سرطان الثدي في البلاد، وهذا يدل على خطورة هذا المرض الخبيث، تكريس هذا اليوم يذكر وينبه الناس للتوجه للعيادات للقيام بعمل الفحص المبكر لتشخيص المرض باكرا في حال ان وجد وللوقاية منه.

من هنا فإنّ "ألتشخيص ألمبكر يضمن ألشفاء"
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]