لعل اكثر الأسئلة التي تعرض على الأطباء هي حول صحّية الاتصال الجنسي بين الزوجين أثناء الحمل وما قد يسببه من مضاعفات صحية للمرأة وجنينها.
 
وقد خلصت العديد من الدراسات العلمية إلى إن الاتصال الجنسي إثناء الحمل هو من الأمور العادية والتي لا تحمل أي أضرار للمرأة أو جنينها.
 
وقد أجمعت هذة الدراسات على ان هناك بعض الحالات التي يكون فيها الاتصال الجنسي مضرا لصحة المرأة وجنينها ومن هذه الحالات:
 
عندما تكون المرأة قد عانت مسبقا من إجهاض متكرر أو ولادة مبكّرة.

 وجود المشيمة (البلاسنتا) في غير وضعها الطبيعي.

 ظهور نزيف أثناء الحمل.

 ظهور ماء الولادة.

 إذا كان الزوج مصابا بأمراض جنسية معدية مثل الهربس والكلاميديا الأمر الذي قد تنتقل فيه هذه الأمراض للزوجة وبالتالي للجنين مسببا أمراض خطيرة.
 
أما في حالة عدم وجود أي حالة من هذه الحالات أو سبب آخر يقرره الطبيب المختص فان الخوف من الاتصال الجنسي بين الزوجين أثناء الحمل لا مبرر له وقد يسهم في التباعد العاطفي وبعض التوترات بين الزوجين.
 
ويختلف صحّية الاتصال الجنسي بين الزوجين أثناء الحمل باختلاف اشهر الحمل: ففي الأشهر الثلاثة الأولى تعاني المرأة الحامل عادة من أعراض مثل الغثيان والقيء والتعب وعدم الرغبة في الطعام الأمر الذي لا يظهر الرغبة الجنسية لديها فعلى الزوج أن يكون مقدّرا ومتفهما لحالة زوجته.
 
مع بداية الشهر الرابع تكون الأعراض السابقة قد انتهت ويكون مهبل المرأة اكثر احتقانا ولزوجه الأمر الذي يزيد الرغبة الجنسية لديها ويكون الاتصال الجنسي اكثر سهولة وتصل المرأة عادة إلى نشوة الجماع، لذلك تعتبر الأشهر من الرابع حتى السادس من انسب الشهور للاتصال الجنسي بين الزوجين.
 
انقسمت الدراسات العلمية حول صحّية الاتصال الجنسي بين الزوجين اثنا الحمل في الأشهر الثلاثة الأخيرة فمنهم من يقول بعدم صحية الاتصال الجنسي ومنهم وهي الأكثر قبولا يقول بصحّية الاتصال الجنسي حتى الأيام الأخيرة من الحمل إلا انه ينصح ببعض الوسائل التي من شانها أن تمنع ظهور أي مضاعفات ومنها: اختيار الوضع الجانبي أو الخلفي للجماع بدلا من الوضع البطني وهذا سوف يساعد على تجنب الضغط على بطن الحامل.
 
ويفضل عدم إيصال المرأة إلى نشوة الجماع لما يسببه من انقباض في عضلات الرحم.
 
يجب أن يكون الزوج لطيفا أثناء الاتصال الجنسي، حيث إن التعمّق الكثير للعضو الذكري قد يكون مضر للحامل. استعمال الزوج للعازل المطاطي والذي يساعد في الإقلال من حدوث العدوى وعدم نزول المني في المهبل، حيث ذكرت بعض الدراسات علاقة المني بالولادة المبكرة في الأشهر الأخيرة من الحمل. ويبقى العامل الرئيسي لضمان صحّية الاتصال الجنسي اثنا الحمل ألا وهو المصارحة الحقيقية بين الزوجين وان لا تخجل أو تتردد المرأة في مصارحة زوجها بما تشعر به وان يكون الزوج اكثر تفهما وتقديرا وان يحرص كلا الزوجين بمراجعة طبيبهم المختص. 

أما وضعيات الجماع أثناء الحمل فيمكن ترتيبها بحسب مناسبتها للمرأة الحامل كما يلي: 

1- الوضعية الخلفية الجانبية، أي باستلقاء الزوجين على جانبيهما غير متقابلين، ولكن يأتي الرجل زوجته من الخلف، ويتم الإدخال من الخلف للأمام أي للمهبل، وهي ليست وضعية صعبة، لكن تتطلب فقط مساعدة المرأة لزوجها ليتمكن من الإيلاج.

2- الوضعية الخلفية الاستلقائية بحيث تستلقي المرأة على بطنها، لكن ترفعه عن الفراش ليتمكن الزوج من الإدخال؛ وكي لا يحصل ضغط كبير على الجنين.

3- الوضعية الخلفية العمودية بحيث تجثو المرأة على ركبتيها، ونصفها الأعلى موازٍ للفراش وعمودي على الساقين، ويداها عموديتان على الفراش، وكفاها مستندتان إليه، بينما يكون الرجل جاثيا أي جالسا بشكل قائم على ركبتيه، ويتم الإدخال من الخلف للأمام.

4- الوضعية الأمامية العمودية بحيث تكون المرأة مستلقية على ظهرها فقط بينما نصفها الأسفل مرتفع، ويشكل زاوية قائمة أو منفرجة قليلا مع نصفها الأعلى، ويجلس الرجل جاثيا، وقد تكون هذه الوضعية صعبة على الحامل إذا لم تكن معتادة عليها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]