ورد الخال ممثلة لبنانية لا تعرف التعب أو المستحيل، تعرف كيف تختار أدوارها من دون أن يمنعها أي “تابو” أو خطوط حمراء، تبحث دائماً عن الشخصيات التي تفاجئ المشاهد أو تصدمه في محاولة لتحقيق الإختلاف عن السائد، هي التي لم تتردد في تقديم دور والدة أسمهان على رغم صغر سنها، مما يؤكد عشقها للدور الجميل بغض النظر عن أي شيء.

وكان هذا الحوار مع ورد الخال :
ماذا تحضّر ورد الخال من أعمال جديدة؟
لقد بدأ عرض مسلسل “أجيال” على قناة “أم. تي. في” اللبنانية، وهو مسلسل اجتماعي طويل ستتخطى حلقاته التسعين، لقد انتهينا من تصوير الجزء الأول منه وسنستكمل قريباً تصوير باقي الحلقات خصوصاً أنّ كاتبة العمل كلوديا مارشليان تعكف حالياً على كتابة باقي النص، فيما بدأ المخرج فيليب أسمر استئناف تحضيرات التصوير، وتشارك في المسلسل نخبة كبيرة من الممثلين مثل يوسف الخال، ويوسف حداد، وكارلا بطرس، ووسام حنا وغيرهم.
أما عن فحوى المسلسل فيدور حول جيران يتعايشون مع بعضهم ويرصد تفاصيل حياتهم والمشاكل التي يواجهونها، كما سأبدأ قريباً تصوير مسلسل "نقطة حب" الذي سيكون من إنتاجي.
أما البطولة فأقتسمها مع شقيقي يوسف الخال وبيتر سمعان فيما كتبت المسلسل والدتي مهى بيرقدار، وسيكون الإخراج من حصة ميلاد أبي رعد، وعلى صعيد المهرجانات سأشارك في مهرجان سوريا السينمائي كعضو في لجنة تحكيم الأعمال السينمائية، وبعده سأسافر لحضور فعاليات مهرجان الأردن للدراما.

هل أنت راضية عن شركة الإنتاج؟
أنا راضية كثيراً لأنني قمت بتأسيس عمل أعشقه. والأهم أنني أعمل فيه، أي أفهم ما معنى شركة إنتاج، فأرى نفسي الشخص المناسب في المكان المناسب وأحقق أهدافي به. رغم الأوضاع الصعبة، قمنا بتحدّي شركات إنتاج وتحدّي أنفسنا لندخل هذا المجال، وتكون لدينا بصمتنا الخاصة في انطلاقة الدراما اللبنانية، رغم أن ما أنتجناه لا يتجاوز عملين. لكن الكلّ أجمع على أنهما الأبرز والأهم والأنجح من حيث النوعية. كان العمل متقناً ذا مستوى عالٍ جداً. فالأهم في شركتنا النوعية وليس الكمية. فأنا آمل أن يفكّر الجميع في أنّ الدراما اللبنانية يجب أن تكون متقنة وليست تجارة
إلى أي مدى تؤثر شركتك في فرصك مع منتجين آخرين؟
أساس عملي هو التمثيل. فأنا لم أفصل نفسي بين شركتي والآخرين. ورد الخال موجودة للتعاون مع أي شركة إنتاج كممثلة. أما إذا شعر المنتجون بهذا التأثير فهذا غريب. شخصياً لا أشعر بذلك. أرى أنني مطروحة كممثلة من خلال العروض المقدّمة إليّ. فعلاقتي بالمنتجين لم تختلف أبداً. فلو كان هناك دور يمكن أن أنجزه ويضيف إليّ شيئاً جديداً، سيقدّمونه لي فهم يعرفون قدراتي وأعمالي.

هل ستُكملين على الخط نفسه في شركة الإنتاج؟ وما معيار الإنتاج عندك؟
نعم، هدفنا الوحيد هو نوعية المسلسل. ولو أنتجنا كل سنتين مسلسلاً. لكن سيبقى مسلسل مطبوع في ذاكرة المشاهدين. من خلال ما أنجزناه، تعلّمنا أموراً عديدة وكثيرة ونعمل الآن على التحسين والتطوير. على أمل أن نتوصّل الى إنتاج المزيد من الأفلام الدرامية اللبنانية والإنتاج السينمائي

كيف شجّعتك والدتك في مسيرة التمثيل؟
والدتي حالياً تشجعني جداً. أما في البداية، فكانت تفضّل أن يبقى التمثيل هواية. لكن النجاح الذّي حققته في أعمالي جعلها تؤمن بي كممثلة محترفة. أصبحت الهواية مهنة. وبدأت دعمها غير المحدود، لكنّها لم تدعمني ولم تقبل أن تصبح الهواية مهنةً لو لم أنجح. أنا ولدت في عائلةٍ فنية عريقة فكان من المؤكد أن أكون فنانة. فلو لم أكن ممثلةً، لكنت رسامةً مثل والدتي.

لماذا لم نشهد أدواراً عربية لك بعد دور أسمهان؟
لأنني قمت بدور أسمهان، لا أستطيع أن أقوم بأي عمل أقل منه. وكذلك جميع الممثلين الذين شاركوا في "أسمهان" لم ينجزوا أي عملٍ بعده: أحمد شاكر، سلاف، فراس ابراهيم وغيرهم. لكن عندما يقدّم لي عملٌ يضيف إليّ شيئاً جديداً، سأقبل بكل سرور. وعلى كل، أنا أقرأ مجموعة من النصوص السورية لأختار من بينها

ما الدور الذي تحبّ أن تلعبه ورد الخال ولم تنجزه بعد؟
ليس هناك دور أحبّه، لكنْ هناك أدوارٌ مميزة كدور الممثلة سلافة معمار في مسلسل "زمن العار" الذي نالت عنه جوائز عدة. فهي في هذا الدور، ليست امبراطورة أو ملكة أو فنانة مشهورة، ليست سوى امرأة سيطرت عليها التقاليد والعادات. لكن سلافة لعبت الدور بتفانٍ وتميز وإبداع بلا منازع. فأي دور جميل يتحداني كممثلة أقبل به. وأي دور لا يتضمن مغزى روحياً ولافتاً لا ألعبه. أصلاً لا أرضى به. مثل دوري في مسلسل “الينابيع”، والدور الذي ألعبه مع الأب فادي تابت كامرأة شريرة، متكبرة، لا تهتم الا بالمادة تعمل على بيع الأراضي اللبنانية للغرباء وتلزمهم على التنازل عنها. امرأة مجردة من الأحاسيس والقيم. هنا أنا شريرة بكل معنى الكلمة.

ما الأدوار التي شكّلت محطات حياتك؟
هناك محطات عدة في حياتي أقف عندها، وقد شكّلت لي نوعاً من التميز. أخذت حقي في لبنان بكل الأدوار لكني تألقت في: “بنات عماتي وبنتي وأنا”، “العاصفة تهب مرتين”، “الينابيع” و”الطائر المكسور”. أما على الصعيد العربي فعمل "أسمهان" كان متكاملاً في مختلف جوانبه. هو مبهر وجديد

الى أي مدى تتنازلين عن أحلامك وطموحاتك من أجل بناء أسرة؟
أفعل ذلك حسب الشخص. كما أنّ في الحياة مراحل متعدّدة. في البداية، الأمومة لم تكن تعني لي شيئاً. فجأةً استيقظت من النوم وشعرت بأحاسيس مختلفة منذ أربع سنوات. أشعر أنني انقلبت رأساً على عقب. ففي هذا الوقت عندما أرى طفلاً ما أبكي، أشعر بالحنان والبراءة وروعة أن أكون أماً. فالإنسان يمرّ بمراحل عدّة. فإذا التقيتُ الشخص المناسب لي وأحببتُه وأحبّني، فمن الطبيعي أن أتفرّغ لتأسيس عائلة. لكن العلاقات أصبحت أساسها المصالح، والقيم والأخلاق مفقودة، والرومانسية الى حدّ كبير ملغاة من العلاقة مع الآخر. فالناس يتابعون بحبّ كبير الأفلام والمسلسلات الرومنسية لأنّهم متعطّشون للرومانسية والحنان وللرجل الذي يحترم المرأة ويخاف عليها ويحميها من تلوّث العلاقات المبتذلة الخاطفة

هل التمثيل سرق وقتك فحرمَك من الزواج؟
على العكس، التمثيل أخرجني من وحدتي وحقّق لي أحلامي كممثلة، فهو ألهاني عن الانفراد والعزلة المظلمة التي تؤدي إلى اليأس.

أين يقف طموحك؟
طموحي لا يقف أبداً أبداً. لكن في لبنان يوقفون طموحنا، رغم المواهب التي نتمتع بها، مثلاً الإمكانيات المادية تمنع الممثل من تحقيق كل طموحاته. وهذا غير موجود في الدول العربية.
أحلى هواية: الرياضة ـ السباحة – ركوب الخيل
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]