استطاع الممثل شريدي جبارين ابن التاسعة والعشرين عامًا أن يلفت انظار المخرجين الى موهبته التي مكنته من أداء الأدوار الصعبة في السينما والمسرح العبري بشكل خاص ، كما أنه قدم ، خلال العام الجاري ، العمل المسرحي الذي لاقى نجاحًا نقديًا وجماهيريًا لافتًا "العذراء والموت" ، من إنتاج مسرح "الميدان" ، ليشكل انطلاقته في الوسط العربي ويتمكن من تأكيد حضوره وموهبته في أذهان أبناء المجتمع العربي في البلاد .

مراسلنا حاور شريدي ونقل لكم بعضًا من أفكاره ، طموحاته ومشاريعه الفنية المقبلة ..

احترافي الفن أدّى إلى قطيعة استمرت لمدة 5 أعوام مع والداي !

عن بدايته قال : بعد تخرجي من قسم التمثيل في جامعة تل ابيب وبدء مزاولتي للتمثيل واجهت حربًا نفسية شرسة من عائلتي حيث أن المجتمع في مدينتي "أم الفحم" لم يخرج بعد من سيطرة رجال الدين على طريقته في التفكير ، ومن هذا المنطلق لم يتقبل والداي فكرة أن ابنهم يعمل ممثلاً وقاطعاني لمدة أنهتها والدتي بعد ثلاثة أعوام كاملة أما والدي فقد تقبل فكرة احترافي هذه المهنة بعد أعوام خمسة ، غير أنهم اليوم يقدمون لي دعمًا كبيرًا فإنني لا أزال أذكر ردود أفعالهم المشجعة بعد مشاهدتهم الأولى لي على الشاشة الصغيرة في عمل تلفزيوني قدمته مع الفنان لطف نويصر والفنانة كلارا خوري بعنوان "نوايا حسنة" عام 2008.

مجتمعنا يعيش في عصر الظلام !

تابع : أنا لا ألوم والداي على موقفهم تجاه فكرة احترافي التمثيل حيث أن ردة فعلهم تعد طبيعية في "عصر الظلام" الذي يعيشه مجتمعنا في الداخل وذلك يعود برأيي بسبب انتشار تجارة الدين وتفشيها ، غير أن ما يقلقني هو أن تستمر هذه النمطية في التفكير لأعوام طويلة قادمة وهذا ما أتوقعه !

وأضاف : لا بد أن نلاحظ جميعًا ما وصل إليه حالنا على المستويين الاجتماعي والثقافي بشكل خاص حيث أنني أذكر بأن الناس في طفولتي كانوا يتحدثون خلال سهراتهم وجلساتهم حول موضوعات سياسيّة ويناقشون الاقتصاد والأدب غير أن ما يحدث اليوم هو أن يتمحور النقاش الدائر في الشارع العربي حول أبرز ما صرّح به رجال الدين وهذا الأمر لا يُنبأ خيرًا !

العذراء والموت عملٌ مختلفٌ وشجاع ..

عن مشاركته في العمل المسرحي "العذراء والموت" والذي لاقى ترحابًا واسعًا من الجمهور المحلي خلال عروضه في مختلف البلدات العربية في الداخل قال : لقد اشتركت في العمل لأنه مبني على أحاسيس عميقة وحقيقية لا يمكنك أن تمثلها دون أن تصدقها وتعيشها ، مما شكّل أمامي تحديًا جثني على قبول الاشتراك فيه .

وزاد : إن الظروف التي رافقت العمل أرهقتني وزادت صعوبة المهمة وثقلها على كاهلي فبالإضافة إلى أن "العذراء والموت" تعد العمل الأول لي باللغة العربية فقد ساءت حال والدي الصحيّة خلال فترات التدريب الأولى مما اضطرني إلى التدرب على النص أثناء تواجدي في المشفى ! ، وبالفعل ، فقد قمت بأربعة مراجعات فقط قبيل العرض الأول لي أمام الجمهور في الناصرة وسعدتُ بالنجاح الكبير الذي حققناه هناك مما أكد لي أنني كنت جديرًا بهذه المسؤولية الكبيرة .


لم أكن أعرف أن الجمهور العربي يرتاد المسرح !

عن تجربته مع جمهور المسرح في الوسط العربي علّق قائلاً : "لقد فوجئتُ جدًا بما رأيته خلال عرض المسرحيّة حيث أنني لم أكن أعرف أن الجمهور العربي من رواد المسرح ، غير أنني اكتشفت من خلال تجربتي أن هذه الفكرة مغلوطة تمامًا ، كما أسعدني تجاوب الجمهور مع مضمون العمل الذي يعد مختلفًا ويحمل جرأة كبيرة في الطرح !

أحلم بتقديم "عُطيل" لأن مضامينها نادرة ..

وعن أحلامه الفنيّة أخبرنا بأنه يحلم بأن يقدم شخصيّة "عُطيل" وهي مسرحية تراجيدية للكاتب الإنجليزي" وليم شكسبير" نظرًا لما تحتويه من مضامين وأحاسيس إنسانيّة باتت نادرة في هذا الزمن .

أما عن مشاريعه الفنيّة التي يحضرها للفترة المقبلة فقد قال : أعمل حاليًا على مشروع مسرحي بعنوان "حقل الغائب" والذي يشترك فيه ستة شبّان عرب وأربعة شبّان يهود وسنسافر حال انتهائنا منه إلى سويسرا لعرضه هناك ، العمل يعرض قصة صراع تخلق بين فتاة سلبها رجال الدين قطعة أرض كانت ملكًا لوالدها طمعًا في امتلاكها وتتخلل القصة تصاعد هذا الصراع الذي يقرر في النهاية فوز أحد الطرفين !

ختم شريدي حواره بإرساله التحيّة الى كل قراء موقع "بكرا" ووعدهم بتقديم الجديد والمختلف في أعماله الفنيّة القادمة .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]