في اعقاب قيام الطائرات المحلقة في سماء الكرمل على مدار اليومين الأخيرين بتفريغ حمولتها الكبيرة من المواد المضادة للحرائق، والتي تساهم في اخماد النيران، أصيب عدد من رجال الاطفاء باصابات وصفت بالطفيفة اثر استنشاق هذه المواد التي تعتبر سامة.

وقد تم نقل عدد كبير من رجال الاطفاء الى مستشفى الكرمل في حيفا لتلقي العلاج. حيث أن هذه المواد التي تحظى بالاسم "فاير ترول"، وهي المواد الكيماوية الحمراء التي كلنا شاهدها على شاشات التلفاز وبالصور المنتشرة في وسائل الاعلام شتى، عمليا تتساقط على رجال الاطفاء الذين ليسوا على علم بالضرر الذي تتسببه لهم، فرغم أنها تقوم باخماد الحرائق، فهي سامة ومضرة لجسم الانسان.

ويشرح مدير غرفة الطوارئ في مستشفى الكرمل دكتور دنيئيل بن دوف عن هذه المواد ويقول: “الحديث يدور عن مادة كيماوية سامة، التي رغم أنها تقوم باخماد الحرائق ومنع انتشارها، الا أنها تمس البشر غير المحميين منها. هذه المادة تتسبب بالحكّة وتمس بطرق التنفسية التي تتعرض لها، وبشكل خاص الفم والأنف الذين يستنشقان هذه المواد أولا، ومن ثم تنتقل الى كافة المسارات التنفسية، كالقصبة الهوائية والرئتين".

ويؤكد بن دوف أنه حتى ساعات الصباح الباكر من اليوم الأحد، وصل الى مستشفى الكرمل حوالي 13 مصابا، بينهم قائدة شرطة حيفا أهوفا تومير والتي تم نقلها لاحقا الى مستشفى رمبام لمواصلة تلقي العلاج.

ويقول بن دوف حول اصابة تومير: “تومير وصلت الينا بحالة شبه موت سريري، مع اصابات بالحروق بدرجة 90% من الجسد، وبحالة من فشل تنفسي وتقريبا بدون نبض او أي من علامات الحياة. وبعمل جبّار من قوات الانقاذ من قبل كل الاطباء في المستشفى بينهم اخصائيو العلاج المكثف، اطباء قلب وجراحو قلب كبار، مدير قسم التخدير ومدير قسم العلاج المكثف والعديد من الممرضين والممرضات، حاربنا على حياتها وفي النهاية نجحنا في انقاذ حياتها، قبل أن يتم نقلها بواسطة سيارة اسعاف العلاج المكثف الى وحدة الحروق في مستشفى رمبام وهي بحال ثابتة".
وتؤكد دكتور حين شبيرا – مديرة قسم العلاج المكثف: “في اليوم الأول للحريق تأهبنا لاستقبال عشرات المصابين وقمنا باخلاء غرفة الطوارئ من المرضى الى شتى الأقسام في المستشفى، تأهبا لاستقبال مصابي الحريق. ولكن لسوء الحظ كما تنبهنا لاحقا لم تصلنا الا خمس اصابات بينها اصابة أهوفا تومير، وان غالبية الاصابات كانت طفيفة، في حين لقي العشرات حتفهم في هذا الحريق".

وتؤكد الممرضة المسؤولة عن غرفة الطوارئ شارون شاحار أن كل المصابين من قوات الانقاذ والاطفاء ومتطوعي جمة داود الحمراء الذين أصيبوا في الحريق طلبوا من الممرضين والممرضات في غرفة الطوارئ أن يعالجوهم بسرعة ويحرروهم ليعودوا الى مزاولة عملهم في محاربة النار وانقاذ الحياة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]