ليس سهلا أن ترى دموع الطالبة سارة أبو عجاج (11 عامًا ) التي تدرس بالصف السادس بمدرسة الجواريش ولا تتأثر أو تذرف الدمع لوهلة وتود أن تعانقها وتدخل عالمها الخاص لتعرف عنها أكثر وأكثر وما هو السر الذي يكمن وراء اختفاء شعرها حواجبها ورموشها ولا سيما أن كافة التقارير الطبية تثبت أن سارة سليمة لا تعاني من أي مرض وان الطب في إسرائيل فشل في علاجها. ولأن سارة ليست ككل الأطفال ولأن أمها السيدة فاطمة أبو عجاج ( 43 عامًا ) لا زالت تبحث بجد وبإصرار عن طبيب يستطيع علاج ابنتها وحتى وان كان بالضفة، زرتهم في بيتهم الواقع في حي الجواريش لدعمهم وتشجيعهم في مواصلة البحث عن علاج يعيد لسارة ضحكتها الملائكية شعرها الحرير حواجبها الكثيفة ورموشها السوداء الطويلة ...

حادث الدهس ورحلة العلاج

بصوت ممزوج بالحزن والألم بدأت السيدة فاطمة أبو عجاج والدة الطفلة سارة حديثها معنا قائلة: كانت حياتنا طبيعية جداً ولكن القدر شاء أن تتعرض سارة لحادث بينما كانت عائدة من صفها الواقع في حي "الميعوطيم" -الاقلية في الجواريش ، وتابعت السيدة فاطمة قائلة: قمنا وبعد الحادثة بنقل سارة إلى الطبيب العام والذي قدّم العلاج المناسب لها، حيث غطى الدم كل جسمها. وتابعت الأم: بعد الحادث مباشرة بدأت ابنتي تتصعب بالقراءة والكتابة وعلاماتها انخفضت بشكل تدريجي ومن ثم بدأنا نشعر ان حواجبها بدأت تسقط يوما بعد يوما تلى ذلك رموشها وشعرها وبعد مضي سنتين عن الحادث أصبحت ابنتي دون حواجب، دون رموش ودون شعر.

وتضيف الأم لم نترك طبيب الا توجهنا له سواء بالرملة، بتل أبيب ، وبريشون لتسيون وكانت ابنتي كل أسبوع ولمدة ثلاثة أيام تمكث في مستشفى شنايدير.

وأكملت الأم: الكل كان يؤكد لي أن ابنتي سليمة وليس بمقدورهم عمل شيء لها، الشيء الوحيد الذي قد يساعد عملية زرع شعر لها في مستشفى رمبام ولكننا رفضنا لأنه لا يمكن زرع حواجب او رموش ونحن نؤمن أن الله سيشفيها عن قريب.

العلاج بالقرآن...

وتؤكد الأم: نعم ستشفى، لقد أكد لي قريبي من بيت لحم أن هنالك طبيب في نابلس وأخته عالجوا حالة تشبه حالة ابنتي، ابنتي تعاني من صدمة خوف لا أكثر، لقد اكد لي الطبيب ان باستطاعت أخته ان تعالجها وتشفيها من خلال جلسات خاصة تدمج ما بين التدليك وقراءة القرآن والتداوي بالأعشاب للتغلب على الصدمة وبعد أسبوعيين سنذهب لهنالك .

سارة: حلمي أن يعود شعري لأستطيع أن أحقق ذاتي

تضم سارة دميتها التي تشبها على حد تعبيرها بكل شيء ولا سيما أن لكلتيهما لا يوجد شعر أو حواجب او رموش وهي لا تسخر منها كبقية الأولاد الذي يزعجونها في المدرسة ويشدوا من فوق رأسها الحجاب ويسخروا منها وتقول لي وتبتسم: أنا أحب الاستاذ هاني سويركي معلم مادة العلوم لأنه دائما يدافع عني ويحميني، ليس هذا فقط بل يطرد من المدرسة ولمدة أسبوع أو أكثر من يضايقني ويتسبب بإحراج لي.

وتضيف انا طفلة مؤمنة ولا أرد الشتيمة بشتيمة والعنف بعنف بل دائماً أقول لهم الله يسامحكم وهم يحسبوني ضعيفة لكني أقوى منهم لان القوي هو من يحب كل الناس ويدعو بالخير لجميع الناس ويغفر لمن يسيء إليه.

وتضيف حلمي أن يعود لي شعري ولا أريد شيء أخر لقد كان شعري جميلا ومرتبا قبل الحادث .

وتخرج صورها من درجها وتصمت قليلا ثم تتابع، هل الأحلام تتحقق فانا اشتقت لشعري واشتقت للعودة الى ما قبل الحادث الى ذاتي.

في انتظار المعجزة

بعد أسبوعين ستبدأ سارة رحلة علاجها في نابلس سنرافقها وسنكون الى جانبها حتى يعود شعرها وتعود لها ابتسامتها لان الصحافة رسالة إنسانية أولا وصوت من لا صوت له وكلي إيمان وثقة ان يمد الله بشفاء سارة فالمعجزات لا تزال تحصل المطلوب فقط ذرة إيمان وسارة تملك جبل من الإيمان والآمال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]