في عيد الحب رغبنا أن نهدي كل عاشق وعاشقة وردة... ولكن حتى من لم يحظََ بنعمة أن يعيش قصة حب وعشق وغرام... اخترنا وردة من نوع آخر نعرّفه عليها لتقدّم له ولها أجمل الورود في طريقه او طريقها نحو ايجاد شريك أو شريكة حياته أو حياتها.

وردة جبران – حوّا، أو كما تعرفونها "وردة للتعارف"، هي صاحبة أول مكتب للتعارف في الوسط العربي، "وردة للتعارف بهدف الزواج".... وهي شخصية مميزة بحد ذاتها، شقّت طريقها في مجال غامض لم يكن معروفا للوسط العربي في الماضي، لتحصد النجاح تلو الآخر، فكانت السر وراء نجاح المئات من العلاقات بين الشبان والشابات، والتي تكللت في نهاية المطاف بالزواج!!!

اذا، من هي وردة؟ "وردة هي إنسانة بنظرها لا يوجد مستحيل، بدأت من الصفر، متواضعة، معطاءه وطموحة دوما"، هذا ما قالته وردة في ردها على سؤالنا الأول محاولين ان نتعرف على هذه المرأة الرائدة في هذا المجال الذي ما زال يعتبر جديدًا على وسطنا العربي.

المعادلة: شاب + صبية = حب وزواج

هناك الكثيرون الذين أطلقوا على وردة جبران – حوّا، لقب "سفيرة الحب" وذلك لأنهم يرون بوردة، الوسيطة للزيجات، حيث أنها تملك معادلة خاصة بها لنجاح العلاقة بين الشاب والفتاة، وتكشفها لنا بقولها: "المعادلة بسيطة جدا، شاب ملائم + صبية ملائمة = حب وزواج"...

وتضيف في محاولة لشرح هذه المعادلة البسيطة: "بالنسبة لي أن تأخذ شخصا لا ينقصه شيء، ويبحث عن شريكة حياته منذ فترة طويلة، ولكنه لم يجدها، وقد يكون تعرف على الكثير من الفتيات... وبعد ان جرّب ودخل عدة أبواب بحثا عن شريكة حياته (انترنت، لقاء وجه لوجه في شتى ظروف الحياة، الأقارب والاصدقاء وغير ذلك)، وحتى الآن لم ينجح بالعثور على شريكة حياته، وتقوم بتعريفه على نصفه الثاني - على شريكة حياته التي قد تكون موجودة في الجانب الآخر من الدولة، والتي انتظرت بفارغ الصبر نصفها الآخر، مكمّلها، والتي بنفس الحالة، بحثت طويلا ورغم أنه تقدم لخطبتها العديد من الشبان، الا أنها لم تجد من يناسبها منهم... فأجمع بينهما عن طريق مكتب وردة للتعارف .. هذه المعادلة، والخيط الذي يصل بين طرفيها، والنجاح في هذا الاتصال وتوفيقهما مع بعضهما البعض، ليلتقيا تحت قدسية الحب والزواج الناجح.. أعتقد أنه رغم أنها ظاهريا معادلة في غاية السهولة، الا انها تحملّ وردة، هذه الوسيطة، مسؤولية كبيرة جدا جدا"...

العديد من البشر قد يعتقد أن لا يوجد معنى لمصطلح الحب، وقد يكون ذلك لتجارب غير ناجحة في هذا المضمار، فتقول وردة مستندة لمقطع من اغنية السيدة ام كلثوم "العيب فينا يا بحبايبنا اما الحب يا عيني عليه".

أسلوب عمل وردة، والذي قد يكون سر نجاحها، هو السرية التامة والدأب على عدم الاحراج أبدا، فتحدثنا عن ذلك قائلة: "عندما يتوجه الشخص لا نكشف عن هويته للطرف الآخر مع اننا نمكنه من الالتقاء به في غرفه خاصة عندنا وتحت اشرافنا وجها لوجه ولا حاجه للإحراج بالالتقاء بمطعم او بأي مكان عام حيث تنعدم السرية تلقائيا... لا يمكن لأي ضغط عائلي او اجتماعي ان يؤثر على اختيارك الصحيح لشريك حياتك لان توجهك للمكتب يكون بسرية وبدون مرافقة او علم اي شخص آخر يمكنه التأثير على قرارك ... وبسبب عدم الكشف عن هوية الطرف الآخر في المكتب، فلا يشعر أي طرف بالاحراج في حالة رفض احد الطرفين للآخر وذلك لأنه بهذه المرحلة لم يتم الاعلان للشخص الآخر عن هويتك فحيث بدأ اللقاء انتهى ... وحينها يقدم المكتب على تعريف كلا الطرفين على أشخاص جدد قد يكونون مناسبين له أو لها حتى تنجح العلاقة ونوفق كل طرف بإيجاد النصف الآخر له"....

كل يوم عيد

يوم الاثنين الماضي، احتفل المئات من الأزواج والعشّاق بعيد القديس فالنتاين، او كما بات يعرف في أوساطنا، عيد الحب أو عيد العشّاق.. ولكن بالنسبة لوردة "كل يوم عيد... فعندما يكون الشخص في علاقة ناجحة وطيبة، بالنسبة له كل يوم عيد، وليس بحاجة لأن يحدد له هذا التاريخ أو ذاك كعيد للحب"....

بداية الطريق: المزاح صار حقيقة

وتحدثنا وردة عن الفكرة وراء هذا النجاح الكبير الذي حققته في فترة قصير’، فتقول: "لدي الكثير من الصديقات العازبات، وفي مرة كنا نجلس معا، رأينا اعلان لمكتب يهودي للتعارف فيه العديد من الاعلانات لعرب، "مسلمة تبحث، مسيحية تبحث، مسلم يبحث" وغير ذلك... فقالت احدى صديقاتي أن أول سؤال سألها هذا الشخص – صاحب المكتب – كان اذا ما كانت بطاقة اعتمادها فعّالة وما الى ذلك، ولم يهتم فعلا بالأشخاص وبتعريفهم على اشخاص يناسبونها.. فطرحت عليهن الفكرة، وسألتهن اذا ما كان قد فتح مكتب عربي، من والى المجتمع العربي، يضم السرية التامة، واعطاء معلومات صحيحة عن الشخص المتسجّل، مكتب يهمه بالدرجة الأولى ملائمة متطلبات الطرفين، والمحافظة على السرية وعدم الكشف عن معلومات شخصية قبل الحصول على موافقة الطرف الثاني.. فقالت احداهن أنه من المستحيل أن يكون أمرا كهذا، ولكن اذا وُجد سأكون أولى المتسجلات... وحينها قلت لها: "جهّزي نفسك، للتسجيل بمكتب وردة للتعارف العام المقبل". ورغم أنهن اعتقدن أن الحديث يدور عن مزحة ليس الا، الا أن المزاح صار حقيقة ومضيت بهذه المسيرة"....

صناعة الحب؟

هناك من يعتقد أن هذه المهنة، هي عمليا صناعة الحب، فأن تأخذ دور الوسيط، وتؤدي الى ولادة علاقة حب وغرام، هي وكأنك تخلق شيئا من لا شيء.

الا أن لوردة فكر مغاير... اذ تقول وردة عند الحديث عن عيد العشّاق،-- للأسف تحوّل الحب لصناعة بحد ذاتها تدّر دخلا كثيرا على أصحاب المصالح والمتاجر، والمستفيدين من هذه الموضة كثر.... ولكن اذا نظرنا للقضية بعمق،فمن وجهة نظر الشاب او الصبية فالهديه المنتقاه ما هي الا احدى الوسائل للتعبير عن المشاعر الصادقة والتعبير عن درجة حبه او حبها له"...

وتضيف: "عندما أجمع بين شابا وشابة للقاء، هذا يتم بناء على مواصفات معينة، ولكن لا يمكننا الحسم بانه هناك حب بينهما بعد، لأنهما ما زالا في بداية الطريق... ولكن بعد اللقاء والتعارف الأوليّ، قد يجدان أن غالبية المواصفات التي يطلبانها في شريك أو شريكة حياتهما، موجودة في الشخص الذي عرّفتهم عليه، وقد يتم التنازل عن بعض الطلبات عندما يشعران بهذا الأمر المسمّى الـ"كيمياء" بينهما... وحينها يم تبادل أرقام الهواتف، وولادة جنين "الحب""...

همزة الوصل بين الحب والبشر


وتردف قائلة: " أنا واسطة لتوليد الحب، وليس لصناعة الحب!!! فلا يمكن صناعة الحب، مثلما لا يمكن صناعة الحديد او الفضة... أنا أجمع شاب وشابة مع بعضهما البعض، وأترك بقية العملية على سبحانه تعالى... أنا عمليا همزة الوصل بين الحب والبشر"!!!

343 قصة حب وزواج ونجاح تلو الآخر!!


343 قصة نجاح... 343 زواج بدأوا قصة غرامهم في غرفة التعارف في مكتب "وردة للتعارف"، لذلك فليس غريبا أن تلقّب وردة بـ"سفيرة الحب"... ولمن يعتقد أن هذه الأرقام هي قليلة نسبيا، لينظر حوله ويرى عدد الأشخاص العازبين والذين لم يتذوقوا طعم الحب بحق وحقيقة في حياته...

تجربة وردة في الوساطة وتعريف الشبّان والشابات على شركاء حياتهم، دفعت بالكثيرين لتقليدها، وافتتاح مكاتب للتعارف، الأمر الذي يؤكد على ريادتها في هذا المجال ونجاحها غير المسبوق، ولكن العديد من هذه المكاتب أغلقت أبوابها بعد خوضها هذه الـ"مغامرة" بدون دراسة مسبقة وبدون أن تكون لديهم أي خلفية في المجال. ورغم أن وردة بنفسها لم تدرس الموضوع بحد ذاته، ولكنها باتت اليوم تفكر في دراسة موضوع الاستشارة، وقد نراها مستقبلا مستشارة في العلاقات الزوجية، ويبدو أنها لديها من المقومات ما يثبت أحقيتها بلقب "سفيرة الحب"، فتحدثنا عن هذا النجاح قائلة: "السنوات الأولى هي الحرب لتأسيس مكتب "وردة للتعارف" بالهدف الصحيح واسمه، ولكن ليس هذا هو الاسم الصحيح، الاسم الكامل هو "مكتب وردة للتعارف بهدف الزواج"!!!! لم يكن سهلا أن أصل لحيث وصلت اليوم... من حيث الشهرة ومن حيث نجاح المكتب بتحقيق أهدافه المرجوّة... وفقّت بين 343 زوج، وساهم عملي بإنشاء 343 بيتا وما لا يقل عن 200 زوجا على الطريق نحو عقد القران.. فكيف يمكنني أن احسب نسبة النجاح؟؟؟ أترك هذا الأمر عليك"...

وفي محاولة لفهم سر نجاح هذه التجربة بعكس غيرها، طرحنا السؤال بكل وضوح، فكان الرد: "سر النجاح، العديد من الأسباب ولكن أهمها، اختيار الأشخاص الملائمين ليسجّلوا بمكتب وردة للتعارف.. فليس كل من هبّ ودبّ ملائم... ومصداقية مكتب وردة للتعارف".

لا ترفضوا الفكرة قبل التعرف عليها

لا بد ان تكون لدى كل شخص فكرة مسبقة عن مكاتب التعارف، كمكتب وردة للتعارف، وهناك من يعتقد أن الأمر ليس مناسبا لمجتمعنا العربي، ويرفض الفكرة أصلا... الا أن وردة تثبت العكس، وتقول: "حتى رجال الدين أيّدوا الفكرة بعد أن سمعوا كيف يعمل المكتب وكيف يتم اللقاء الأول، والحفاظ على السرية التامة.. هناك نظام وقوانين مهنية كاملة... وحتى لو كانت الفكرة المسبقة عن مكتب وردة للتعارف لا تتقبل فكرة أن يأخذ شخص ما دور الوسيط بين الشاب والفتاة، أقول لهم لا تظلموني... تعالوا وتعرفوا على طريقة عملنا، وانا واثقة أنه بعد أن يتعرفوا على المكتب وعملنا هنا سيغيّرون فكرهم... الشاب الذي يذهب الى الحانات واضح أنه لا يرغب بزواج الفتاة التي ترتاد هذه الحانات".

وتضيف: "أشعر في بعض الأحيان أن وسطنا العربي ما زال بتولا في اختيار شريك او شريكة الحياة. أشخاص كثر يصلون اليّ، ولا يعرفون ما يريدونه، أو أن توجهاتهم هي التوجهات غير الصحيحة، وأنا عمليا آخذ دور المرشدة بحسب خبرتي الطويلة، وبعد حديث صغير أفهم منهم ما يبحثون عنه بشكل عملي، رغم أنهم لا يقولون ذلك بالحرف الواحد... وظيفتي هي تعريفهم على شخص قد يكون مناسب لهم، وحتى أنني نجحت في العديد من الحالات بالتوفيق بين أزواج لم يستوفوا شروط أحدهما الآخر... حتى أنني نجحت بتزويج كثيرون من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذوي الإعاقات الجسدية، فمن حق كل شخص أن يتزوّج ويبني عائلة".

وتقول في رد على سؤال حول العادات والتقاليد العربية، والتي في بعض الأحيان ينتج عنها إجبار الشاب أو الشابة بزواج أحد الأقارب أو المعارف فقط لرضاء الوالدين: "لا يمكنني تغيير مجتمعا كاملا، في الماضي كانت تمنع الفتاة من مقابلة الشاب، فكانت قريبتها تدخل وتقول لها ما هي مقومات الشخص المتقدم لخطوبتها... اليوم صرنا في عهد الانترنت، وعهد السرعة، هناك العديد ممن يتعرفون على بعضهم البعض عبر مواقع الدردشة او مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أعرف مدى نجاح هذه العلاقات، كما أنني لا أعرف مدى نجاح العلاقات التي تفرض فرضا ولكني أكيدة أنها ليست ايجابية بتاتا... يجب ان تكون موازين أخرى لاختيار شريك الحياة"...

ليس كل شخص ملائم لـ"وردة للتعارف"

بالطبع لكل امر في الدنيا ثمنه، ولكن كيف يمكن لشخص ان يثمّن الحب؟ وفعلا هذا ما تؤكده وردة، فتقول: "لا يوجد مبلغ محدد لكل الأشخاص، الأمر يتعلق بالطلب نفسه، هناك العديد من العوامل التي تحدد المقابل... صعوبة تلبية المتطلبات هي العامل الأساس في تحديد المقابل المطلوب... وهناك أشخاص يتم رفض طلباتهم، فهناك طلبات قد نعتبرها معجزة، وحينها ليس من اللائق أن آخذ أموال المتقدمين بهذا الطلب وأن أفشل في نهاية الأمر بأداء مهمتي"....

حفلة عازبين وعازبات

وتقول في حديثها عن عملها: "قدمت العديد من الرعايات للعديد من الحفلات هذا العام وكنا نشهد فيها ما لا يقل عن 4 – 5 أزواج من الذين زوّجانهم. هناك فكرة لاجراء حفلة للتعارف بين العازبين والعازبات تحت رعاية المكتب"....

كلمة أخيرة...

وتوّجه وردة كلمة أخيرة فتقول: "يا ريت كل شخص يبحث عن نصفه الآخر، شريك حياته، ألا يتوانى أي دقيقة عن التوجه لمكتب وردة للتعارف. هناك كثر يعتقدون أن المكتب فقط للفاشلين أو الخجولين أو اللذين لديهم مشاكل، ولا يعرفون أن هناك العديد من الاكاديميين ورجال وسيمون وفتيات جميلات المنظر من ناحية خارجية وداخلية... وأشخاص ذوي ثقلهم في المجتمع وذوي مراكز مرموقة يشددون جدا على السرية التامة، توجهوّا اليّ ونجحت في تعريفهم على شريكة أو شريك حياتهم"...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]