تعصف أحداث ليبيا بمشاعر البعض من أهالي قرية سحماتا المهجرة ، حسين عبد الوهاب (63 عامًا) والمقيم في مدينة بنغازي منذ أكثر من ثلاثة عقود ويعمل نجارا.

عبد الوهاب ولد في مخيم الراشدية في لبنان في أواخر العام 1948 بعد أن هجر أهالي قرية سحماتا وتم تدميرها من قبل لواء جولاني الإسرائيلي، علي عبد الوهاب والد حسين نزح إلى لبنان حين دمرت قرية سحماتا وسكن مخيم الراشدية، لحسن الحظ أن ابنه الوحيد في حينه نايف (5 سنوات ) كان في بيت جده في البقيعة إبان أحداث النكبة ولم يصطحبه والده معه إلى لبنان !!!

تقع قرية سحماتا المهجرة في قلب الجليل الأعلى وتنهض على قمتي تلتين ، ترنو بعزة وشموخ إلى مرجها في الجنوب وعلى ينابيع القواطيع (وادي الخرب) في الغرب، تطل على كروم التين والزيتون وصبرها المشهور، يمر بمحاذاة القرية طريق عام يربطها بمدينة صفد ، وبمدينتي نهريا وعكا وبعض القرى الأخرى، تحدها قرية ترشيحا غربا ،كفر سميع والبقيعة جنوبا ،بيت جن جنوب شرق ، حرفيش وسبلان شرقا ودير القاسي وفسوطة شمالا.

كانت قرية سحماتا إبان الحكم العثماني تتبع لقضاء صفد وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أعادت حكومة الانتداب البريطاني تقسيم الألوية وألحقتها بقضاء عكا – لواء الجليل ، حتى عام 1948 وقبيل تدمير القرية كان عدد سكان سحماتا 1150 نسمة .

طريق العذاب من سحماتا مرورا بمخيم الراشدية ووصولا إلى ليبيا

مراسل بكرا التقى بنايف عبد الوهاب (68 ) من قرية ترشيحا وهو شقيق حسين الذي يسكن هذه الأيام ويعيش الأحداث الدامية في مدينة بنغازي في ليبيا ...

نايف عبد الوهاب – ترشيحا :أسرتنا كباقي العديد من الأسر الفلسطينية التي تقطعت أوصالها في عام 1948 .. يقول نايف أبو عوني : نزح والدي من قرية سحماتا حين دمرها الجيش الإسرائيلي ولحسن حظي كنت حينها في بيت جدي في البقيعة ، كنت الابن الوحيد وغادر أبي بدوني إلى لبنان والألم يعتصر قلبه لفراق ابنه الوحيد وفراق مسقط رأسه ، وسكن في مخيم الراشدية ، إخوتي سبعة وجميعهم ولدوا في لبنان !!

شقيقي حسين المتواجد الآن في ليبيا ولد في لبنان بعد وصول أبي إلى هناك بقليل ، ولي أخ آخر يعيش في المانيا وأخر في الدنمارك وأربع شقيقات ما زالوا في لبنان.

يتابع نايف والألم يعتصر قلبه : لم التق بشقيقي حسين في حياتي ، كم كنت أود ذلك ، كم كنت أود أن احتضنه !! أغلى ما في الدنيا هو الأخ !!

نحن نتحدث بين الفينة والأخرى بواسطة الهاتف وقد كنت قد تحدثت معه قبل بضعة أيام ،حسين يعمل نجارا في مدينة بنغازي وله من الأبناء خمسة، في حقيقة الأمر لست من متابعي الأخبار وقد علمت بالأمس عن الأحداث الدامية في ليبيا وخاصة في بنغازي ، وأنا الآن في حيرة من أمري بعد انقطاع الاتصال بليبيا، أبو عوني قام إلى الهاتف بعد أن اخبره مراسل بكرا بتفاصيل ما يحدث في بنغازي وحاول مرارا وتكرارا الاتصال بأخيه حسين لكن دون جدوي ،يبدو أن النظام الليبي قد قطع خطوط الاتصال مع العالم الخارجي.

وأنهى نايف حديثه :قبل بضعة أشهر قام وفد من قيادة الداخل بزيارة ليبيا وقد قام النائب السابق محمد حسن كنعان بزيارة أخي في بنغازي ونحن له شاكرون.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]