تعتبر صناعة الورد في الضفة الغربية من الصناعات الزراعية المستجدة والتي أضحت رائجة مؤخرا في مدن الضفة الغربية وتحديدا مدن الغور وشمال الضفة الغربية، تمهيدا لتصديرها إلى إسرائيل وأوروبا بعد ان امتنعت إسرائيل عن إدخال الورود من قطاع غزة لاستخدامها في مدنها وتصديرها إلى أوروبا.
واستفاد الفلسطينيون في الضفة الغربية مما قاموا بتعلمه في مجال صناعة الورود أثناء عملهم في إسرائيل وبعد عدم السماح لهم بالدخول قاموا بزراعة الورد في مشاتل خاصة تمهيدا لتصديرها لإسرائيل.
ويجهز عشرات الشبان في قرية طمون في إحدى مزارع الورود باقات الورود تمهيدا لإدخالها إلى إسرائيل من أجل بيعها هناك.

المشروع الأول من نوعه
وبدأ مزارعون فلسطينيون بمساعدة مؤسسات زراعية محلية وممثليات غربية بزراعة الورود وهو أول مشروع من نوعه في الضفة الغربية التي اعتمدت على استيراد الزهور من المستوطنات اليهودية من قبل، وليس ثمة أي عائق واضح الآن يحول دون توسع هذه الزراعة في بلدة طمون شمال الضفة الغربية.
وقال محمد بشارات وهو صاحب إحدى الدفيئات الخاصة بزراعة الورود، وهو يتابع العمال الذين كانوا يقومون بنقل زهور الزنبق من بيوت بلاستيكية إلى الخارج'كانت تجربة ونجحت (..) سننجح بإيصال هذه الورود إلى أوروبا.. هذه (روز) جميلة'.
وقدمت دولة أوروبية هي هولندا ذاتها دعما ماليا لإقامة هذا المشروع، وساعدت جمعية الإغاثة الزراعية على التنفيذ وإرشاد المزارعين كي ينطلقوا.

من زراعة البندورة إلى الورود
لم يكن المزارعون هنا يملكون خبرة بزراعة الورد، وقبل سنوات قليلة كان أمرا غريبا أن يفكر احدهم في هذا الصنف الناعم من الورود، لكن بشارات الذي قضى عمره يعبد زراعة البندورة والخيار، يتنفس بكل ثقة اليوم عبق هذه الزراعة.
فالرجل الذي يستطيع أن يشرح آلية هذه الزراعة من الألف إلى الياء يرى فيها أنموذجا فعالا لمحاربة المستوطنات اليهودية التي تمتهن ذات الصناعة ولا تبعد أكثر من كيلومترات من هنا.
وعانت السوق الفلسطينية طوال السنوات الماضية من شح الورود واضطر إلى استيرادها من الأسواق الإسرائيلية، وليس هناك بورصة فلسطينية للورود لكن هناك مشترين ونخبة بامتياز.

الفلسطينيون يشترون ورود بــ3.5 مليون شيقل سنويا
وقال مسؤول في الإغاثة الزراعية، إن الفلسطينيين ينفقون سنويا 3.5 مليون شيقل على شراء الورود من الزهور السيئة.
وهذا التحول في الزراعة من النمط الكلاسيكي إلى النمط الاستراتيجي دفع مؤسسات زراعية إلى التفكير إلى ابعد من السوق المحلية، فبشارات الذي يعمل على رفد معرض دبي الدولي بالورود هذا العام فخور جدا بزهوره.
ويعمل عمال على زم عروق القرنفل ووضعها في عبوات بلاستيكية قبل نقلها إلى سيارة معدة خصوصا لهذا الغرض، وتستنبت هنا خمسة أصناف من الأزهار وثمة أشكال مختلفة للجوري والقرنفل، ويعمل يوميا في هذه البيوت البلاستيكية نحو 4 شبان يقطفون الورود يوما بعد يوم، لكن عندما ترتفع درجات الحرارة سيكون القطاف يوميا كما قالوا.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]