يشهد الحزب الشيوعي ، في الآونة الأخيرة ، هزات متواصلة ومقلقة في صفوفه ، حيث أقدم 12 شخصًا من أعضاءه على تقديم استقالتهم في الأسبوع الماضي فقط ، وبما أن موجة الهزات آخذه بالتصاعد دون أي بوادر للهدوء أو الوصول إلى اتفاق فإننا نكشف أمامكم أمر مجموعة جديدة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أنشأها أبناء الشبيبة الشيوعيّة ، هي جسم سياسي شبابي، يتبع فكريا للحزب الشيوعي لكنه مستقل تنظيميا عنه، تحت عنوان "شباب التغيير" حيث تضم هذه المجموعة الأعضاء الغاضبين من النهج السياسي الذي يتبعه الحزب في الفترة الأخيرة إضافة إلى انتقادهم الواضح والصريح لأعضاء لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية بل ويناقشون هناك أوضاع الحزب وأموره ويتخذون قرارات مصيريّة تتعلق بمستقبل الشبيبة تحديدًا .

مراسلنا استطاع أن يدخل إلى المجموعة التي تًعد محظورة على أي إنسان مجهول الهوية الحزبيّة أو ينتمي لحزب آخر وكأنها قاعة اجتماعات صغيرة لا يسمح الدخول إليها إلاّ لمن يحمل موافقة مسبقة من القائمين عليه .

وقد وجدنا هناك عددًا من الروابط التي تضم أخبارًا نُشرت في الصحافة المحلية العربية حول مشاريع الحزب الشيوعي وتصريحات لقيادته وقرأنا تحتها تعليقات عدة تتسم بالغضب بمجملها حول مضامين هذه الأخبار والتصريحات إضافة إلى "ملاحظات" كتبها أعضاء المجموعة للتنفيس عن غضبهم بالإشارة الواضحة والمباشرة عن التخاذل الحاصل في الحزب وشكواهم عن عدم تأثير كلمتهم ، كأبناء شبيبة ، في قرارات الحزب بعد أن كانت كلمة الشبيبة تحمل ثقلاً واضحًا خلال الأعوام السابقة .

مراسلنا قام بنقل الصور والآراء لتكون دليلاً قاطعًا على ما قرأتم، وتحدث مع أحد منظمي المجموعة وأحد المستقيلين من الشبيبة ، فرع يافة الناصرة ، منهل حايك الذي أوضح في مستهل حديثه إنه قدّم استقالته من الشبيبة قبل وصول هذه الموجة من الاستقالات لكن للسبب نفسه ، وهو امتعاضه الكبير تجاه "الانحراف الحاصل في الحزب الشيوعي الذي بات يبتعد عن الفكر الشيوعي والثوابت الشيوعيّة الماركسية"، على حد تعبيره .

زيارة القيادة العربية للقذافي هي القشّة التي كسرت ظهر البعير ..

وأضاف : إن المعظم يعتقد إن استقالة هذا الكم الكبير من أبناء الحزب يعود لسبب زيارة القيادة العربية في البلاد للرئيس ألقذافي ، العام الماضي ، غير إنني أؤكد إن هذا السبب هو واحد من ضمن عدة أسباب أجبرتنا على اتخاذ قرار الاستقالة .

تابع : فمن يراقب حراك الشبيبة لا بد وأن يعرف إننا أعلننا رفضنا لهذه الزيارة للقيادة العربية الرجعيّة والظالمة ، غير إن قيادة الحزب لم تأخذ رفضنا بالحسبان بل ولم تعره أي اهتمام ، فإن أي زيارة للقيادات العربية الرجعيّة يجب أن تتم مناقشتها معنا قبيل اتخاذ قرار بالإقدام عليها أو لا ، لكنهم لا يناقشوننا أبدًا وهذا دليل واضح على انحراف الحزب عن مساره الصحيح ، ناهيك عن لقائهم قبيل عدة سنوات مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان الذي كان جزءًا من نظام مصري تابع للسياسة الأمريكيّة وهو أمر نرفضه جملة وتفصيلاً .

الحزب الشيوعي ابتعد عن هموم الناس وباتت الكنيست هدفه الأول والأهم ..

زاد منهل : كما إن ليس هناك من لم يلاحظ ابتعاد الحزب الشيوعي عن هموم الناس المسحوقة ومشكلات طبقة العمال وهي إحدى أساسيات الشيوعية الماركسية ، لتصبح الكنيست هدفًا رئيسًا لوجوده ، هذا كله ولم أتطرق بعد لنهج التصفيّة الذي بات يتبع في الحزب ويستخدم ضد كل من يقول "لا" في وجه القيادة ، حيث بات كل من يملك تأثيرًا على رأي الكوادر ويشكل وجوده خطرًا على وجود القيادة يتعرض للفصل من موقعه ، ناهيك عن التصفيات الأخلاقية التي تقتضي نشر الإشاعات الملفقة وإتباع نهج "التخوين" مع كل من يعارض سياستهم ..

مطلبنا أن تتنحى القيادات العربية عن مناصبها ..

وعن مجموعة "شباب التغيير" قال منهل : "إن المجموعة المذكورة تعد "مجموعة غير معلنة" على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" تضم في داخلها المستائين من قيادة الحزب وسياسته ، ومن التلوث السياسي الحاصل في أجواءه ، ومطلبنا الرئيس أن تتنحى القيادات العربية من موقعها ، وقيادات الحزب الشيوعي بشكل خاص ، الذي عليه أن يعود لأن يكون حزبًا شيوعيًا ثوريًا ماركسيًا ليتخذ دوره الأهم في الدفاع عن حقوق الشعب والاكتفاء من سرقة تاريخ الحزب الشيوعي في البلاد .

شبيطة: شبيبتنا تناضل وهنالك من انشغل بالخربشة على جدران الفيسبوك!

وفي رد له على التصريحات، قال أمجد شبيطة، السكرتير العام للشبيبة الشيوعية: "بينما كانت شبيبتنا الشيوعية تقيم النشاطات المهيبة دعما لثورات الشعوب العربية انشغل البعض "بالنضال" من خلال الثرثرة والخربشة على جدران الفيسبوك، وها هم في آذار المرأة والأرض، حيث تستعد شبيبتنا إلى هبة بالنشاطات الوطنية والسياسية ويحاولون تسديد ضربة للشبيبة الشيوعية، وبعضهم من ترك الشبيبة لحسابات ضيقة والبعض الآخر لفظتهم هي بينما هنالك من بينهم مضلَلون سيعودون قريبا إلى حضن الشبيبة الشيوعية."

وأضاف شبيطة: "لا ننكر أن في حركتنا جدالات قد تخفت حدتها أو تتوتر ومن حق كل واحد منا أن يعبر عن موقفه بهذا الصدد، لكن التلون والنفاق يكون بأن يستقيل أحد الرفاق من الهيئات لاعتبارات ضيقة بل وينهي عضويته نهائيا في الشبيبة ثم يحترف التهجم علينا بحجة الدفاع عن الحزب والشبيبة، وهنا لا بد أن نذكرهم بأن هيئاتنا كانت دائما مفتوحة أمام الجميع وأنها هي الباقية بقاء حزبنا وشبيبتنا اللذين تعرضا على مر السنوات للطعنات التي ما وجهها إلا المارقين."

وأنهى شبيطة حديثه بدعوة الجماهير الواسعة إلى المشاركة بالنشاطات الضخمة والمهيبة التي تعتزم الشبيبة الشيوعية تنظيمها في الأسابيع القريبة بدءا بإحياء يوم المرأة العالمي ووصولا إلى يوم الأرض الخالد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]