توجه العديد من طلاب الثاني عشر "4" قبل قليل إلى مراسل موقع بكرا بشكوى تثير الاستغراب، معبرين عن انزعاجهم من "تمييز وعنصرية إدارة المدرسة" (وفق تعبير الطلاب) التي تقوم بالتمييز السلبي بين صفوف الثواني عشر بناء على التخصصات التعليمية التي ينتمون إليها، مثل تخصص الفيزياء وعلم الحاسوب والرياضيات. حيث أكد العديد من الطلاب على تمييز مبالغ به بين صفوف تخصصات البيولوجيا – بيئة , وبين الصفوف "المدللة" والمفضلة لدى إدارة المدرسة، والذي كان آخرها حرمانهم من زيارة معهد العلوم التطبيقية (التخنيون) بحجة أنهم لا يملكون المؤهلات اللازمة لطرق أبواب هذا المعهد أو الجامعات الكبرى في البلاد.

وقد أكد أحد طلاب الصف الثاني عشر "4" (الاسم محفوظ في ملف التحرير) هذا الموضوع بالقول: "لقد قام المدير بإهانة طلاب صف البيئة وذلك بحجة أن الجامعات لا تقبل هذا التخصص فيها ولا تعترف به على انه علمي. فكيف يدّعون ذلك ومدير المدرسة نفسه هو دكتور في موضوع البيئة؟! وعلى أي أساس يتم حرماننا من زيارة الجامعات, وتفضيل الصفوف المدللة (الصف الثاني عشر 1 ,2 ,3 ,ذات تخصصات الفيزياء والرياضيات التي لا نمتلكها) بالدخول إلى جميع الجامعات في البلاد؟!
بالإضافة إلى ذلك، تم منع صفوف الكيمياء من الذهاب إلى التخنيون بسبب عدم لبس الزي الموحد مع العلم أن الصفوف ذات تخصص الفيزياء لم تكن بزي موحد، إلا أنها تمكنت من الذهاب إلى التخنيون, فما هذا التمييز الذي تنتهجه الادارة؟؟!!"

تهديد الطلاب بالفصل في حال ذهابهم الى جامعة القدس
هذا وأكد لنا طالب آخر أن المدير قد دخل إلى الصف الثاني عشر 4 وهدد الطلاب بالفصل في حال ذهابهم إلى القدس وادعى أن هذا التخصص غير مناسب لهذه الجامعات، فقررنا يوم الخميس أن نذهب إلى التخنيون، إلا أنهم منعونا ووعدونا بالذهاب إلى جامعة القدس، وطبعا لم يفوا بوعدهم، بل انتظروا حتى تهدأ الأمور ليقوموا بالضغط على الأهالي لمنعنا من الذهاب إلى القدس بحافلات كانت متجهة إلى جامعة القدس, بل أكثر من ذلك، قاموا بالتهديد بأنهم سيقومون بفصلنا في حال تغيبنا عن المدرسة وذهبنا إلى جامعة القدس، مع العلم انه قد خرج قسم من طلاب الصف الثاني عشر 1 والثاني عشر 2 اليوم إلى جامعة القدس دون أن يتم تهديدهم بالفصل!!".

المدير، د. سمير محاميد: نحب طلاب المدرسة، فهم أبناؤنا وإخواننا

هذا، وتوجهنا بدورنا للدكتور سمير محاميد، مدير المدرسة الأهلية في أم الفحم، وسألناه عن الموضوع، فأجابنا: "لدينا في المدرسة مشروع لا مثيل ولا نظير له في أي مدرسة أخرى في البلاد، لا في الوسط العربي ولا في الوسط اليهودي. فنحن نفعـّل مشروع توجيه دراسي يبدأ منذ نهاية الصف الحادي عشر، ويرافق الطلاب حتى نهاية الثاني عشر. يقوم على تركيز هذا المشروع كل من المربيين حمزة اغبارية وإيمان يحيى، وتقوم المدرسة من خلاله باستضافة مختصين من شتى المجالات كما تم تحديد جدول رحلات إلى الجامعات المختلفة في البلاد لطلاب المدرسة.
وأؤكد لك أننا مدرسة تعامل كل الطلاب بمساواة تامة، فما يميزنا هو مخافة الله. هنالك برنامج لهذا المشروع، وكلنا يعلم أن ليس كل الطلاب ملائمين لدراسة كل التخصصات. فمن لا يملك 4 وحدات رياضيات أو خمس وحدات فيزياء ليس لديه ما يبحث عنه في التخنيون مثلا. ومع ذلك، فكل طالب في المدرسة خرج على الأقل مرتين إلى رحلات للجامعات.
على كل حال، برنامج رحلات التوجيه الدراسي يضعه مركزا المشروع، وأنا كمدير مدرسة أتبناه بشكل كامل. ثم أن اليوم هو يوم الكيمياء في المدرسة، وهذا برنامج مقرر منذ بداية السنة، وعليه ليس من المنطق ان يخرج أي صف لديه تعليم إلى رحلة في هذا اليوم".
وعندما سألناه عن صحة ادعاء الطلاب أنهم تعرضوا للتهديد بالفصل أجاب: "لم نهدد أحدا... كما أننا لم نعدهم برحلة اليوم، كل ما قلناه أن السنة لم تنته بعد، ومن الممكن أن نخرجهم في رحلة لاحقا... يعني الأب يعد أبناءه أحيانا بأمور لا يستطيع تحقيقها، وأنا أب لأكثر من 600 طالب، اعمل جهدي لتحقيق وعدي، والله يوفقنا وننجح بتحقيق وعدنا. طلاب المدرسة هم ابناؤنا وإخواننا، ونحن نحبهم".


آلاء: زرنا جامعة بئر السبع وتل أبيب...
وقد تحدثنا كذلك للطالبة "آلاء" من الصف الثاني عشر "6" – تخصص بيولوجيا فأكدت لنا أنها وطلاب صفها زاروا خلال السنة الدراسية الحالية جامعتين، هما جامعة تل أبيب وجامعة بئر السبع. لكنها أكدت بالمقابل أنه كان يجب أن يخرجوا برحلة إلى جامعة القدس، ولكن نظرا لأن اليوم يوم الكيمياء، فضل الطلاب البقاء في المدرسة وعدم خسارة هذا اليوم!!!

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]