الحجارة والمطاردة ومخلفات الرصاص وقنابل الغاز..هي ألعاب الطفل مسلم موسى عودة، فأحداث المواجهات شبه اليومية بين شبان حي البستان بقرية سلوان والقوات الاسرائيلية، جعلت منه محبا لحيه ولمدينته رغم ان عمرة لم يتجاوز 11 عاما.

تجاوز ملامحه الطفولية وألعاب الأطفال المتعارف عليها، وتحول الى شابٍ بمطاردته من قبل الاحتلال،يتحمل الاعتداء بالضرب والاعتقال، يتحمل مشاهد اصابة أطفال الحي ومشاهد اعتقال شبانه واستشهاد رجاله، واضيفت الى قاموس لغته كلمات مثل..مستعربين، مقنعين، خيالة، رصاص مطاطي وغيرها كلمات أغرب..

والده أبعد مؤخرا لمدة شهر عن القرية ومكث بعيدا عن منزله... وأًصبح مسلم رجل البيت لغياب والده وشقيقه اللذان غيبهما الاحتلال فيسجونه منذ شهر أيار الماضي بتهمة القاء الزيت والزجاجات الحارقة على سيارات المستوطنين.

أعتقل خلال العامين الماضيين ست مرات، لكنه مع مرور الأيام يزداد قوة وعزيمة، ولم تقتصر ملاحقة الاحتلال له واعتقاله في شوارع القرية، بل أصبح مطلوبا لمجموعة مستعربين حيث اعتقلته يوم الأثنين الماضي (28-2-2011) عند عين سلوان خلال المواجهات التي لم يكن مشاركا فيها، وقام أحدهم بضربه بخاتمه على وجهه، مما أدى الى إصابته بشعر بالعظم ورضوض في عينه.
الاعتقال الاخير...

ويروي مسلم يوم اعتقاله:" يوم الاثنين الماضي كنت متوجها لزيارة صديقي في القرية وكانت مواجهات تدور بالقرية- كالعادة-، ففوجئت بمجموعة من المستعربين تهاجمني وتطرحني أرضا ثم تم توجيه ضربات الى راسي وبطني، وقام احدهم بتوجيه لكمه لوجهي بالقرب من عيني وكان يلبس خاتما، ولشدة الألم إستفرغت دما.

وتابع مسلم حديثه:" 5 مستعربين وضعوا القيود البلاستيكية بيدي، وجروني 500 درجة –الذي يوصل عين سلوان بالبؤرة الاستيطانية بعين حلوة-، وهناك قام أحد المستعربين بوضع قناع على وجهي من لاتهامي بمشاركتي بالمواجهات.
الطريق الى المسكوبية وخلال التحقيق..

تم وضعه في سيارة الجيب لوحده، وبقيت القوات تعتدي عليه بالضرب المبرح حتى وصوله الى المسكوبية... حسب ما افاد مسلم.
وفي معتقل المسكوبية جرى التحقيق مع الفتى مسلم دون وجود أحد والديه، ووجه المحقق تهمة المشاركة بالمواجهات بدليل القناع على وجهه، ويقول مسلم:" قلت للمحقق أنا لم أرشق الحجارة وقد وضع أحد المستعربين القناع على وجهي عندما إعتقلني ويدي مقيدتين، فأجاب المحقق : " أنت كاذب ثم طلب من التوقيع على أوراق فوقعت ثم أطلق سراحي ، بشرط العودة للتحقيق يوم الأحد القادم ."
العلاج في المستشفى

وفور الافراج عن مسلم رافقه والده الى المركز الطبي في القرية ثم حول الى مستشفى هداسا العيسوية ثم الى عين كارم وبقي فيها لمدة يومين.

وافاد والده الشيخ موسى عودة انه الاطباء أخبروه أن ابنه مصاب بشعر في الجانب الأيمن من وجهه بعد اجراء الفحوصات وصور الاشعة اللازمة، وقال:" لكن الاطباء عاملوني بعنصرية ولم يكتبوا عن إصابته في التقرير الطبي الصادر عنهم، عندما علموا أنه أصيب من قبل القوات المستعربة ."


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]