ستحتفل الأسيرة المحررة ندى عطا عيسى درباس "22 عاما" بيوم المرأة العالمي على طريقتها.. ليس بالبالونات والورود وليس بالكلمات والأشعار.. فاحتفالها يأتي بتحررها من أسر دام أربعة أعوام باستنشاق عبير ربيع الحرية وبالأمل وأن يكون يوم الثامن من آذار القادم يوما مميزا في التاريخ الفلسطيني بتحرر الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال.

درباس ... ان السجن مدرسة تخرج الكوادر والمثقفين

اعتقلت الشابة ندى درباس في بداية شبابها وكانت حينها 16 عاما حيث قضت مدة عام واحد، بتهمة طعن جندي اسرائيلي، وبعد الافراج عنها بـ 22 يوما اعتقلت وحكمت لمدة 4 أعوام بتهمة تهريب وحيازة السلاح ومساعدة مطلوبين ونقل استشهاديين، وتقول:" ان السجن مدرسة تخرج الكوادر والمثقفين."

وحرمت الأسيرة المحررة درباس من اكمال دراستها في السجون وتقديم التوجيهي بحجة انها خالفت شروط المواطنة الاسرائيلية.

رسالة الاسيرات في السجون

وعن رسالة الاسيرات في السجون تقول الأسيرة المحررة :"رسالتهن واضحة وواحدة وهي العمل الجدي من قبل المسؤولين للافراج عنهن"، مضيفة :" لقد شعرت بغصة كبيرة لدى تحرري لوجود اسيرات خلف القضبان العديد منهن أمهات"، حيث ذكرت وداعها للأسيرة قاهرة السعدي التي قالت لها "ادعي لنا يا ندى فدعوة المسافر مقبولة"، مشيرة ان "قاهرة" هي أم لاربعة أطفال.

وضع الاسيرات في السجون: المعنويات عالية والهمة قوية

وعن وضع الاسيرات في السجون تقول :"المعنويات عالية والهمة قوية لكننا بحاجة الى اهتمام من قبل المسؤولين والفصائل الفلسطينية فمن غير المعقول أن يكون اسير حرب واحد حرك المسؤولين الدوليين، دون أن يكون اعتبار واهتمام كافٍ لاكثر من تسعة آلاف اسير واسيرة فلسطيني.
وأضافت :"نشعر بعدم تحرك جدي لقضيتنا رغم الحديث الدائم من قبل المسؤولين بأن "قضية الاسرى" هي على أعلى سلم الأولويات لكن للاسف نكون في ختام الخطابات والكلمات".

منع الكتب وقطع بث الفضائية الفلسطينية وحرمان

وأكدت ان ادارة السجون تحاول اضعاف الأسيرات بسحب انجازاتهن، وكان آخرها منع ادخال الكتب، وعللت درباس ذلك بمحاولة تفريغ الاسيرات من محتواهن الفكري، اضافة الى التفتيش والمداهمات للغرف بشكل مستمر، مشيرة الى قطع بث الفضائية الفلسطينية بعد الثورات في الوطن العربي.

وأَضافت ان ادارة السجون الاسرائيلية تحاول في الفترة الأخيرة حرمان الأسرى من الـ"منهلي"، حيث تعتبره هدية تقدمه لمن تريد ووقت ما تريد.

وتقول:" طوال يوم أمس سألت الادارة ان كان سيتم الافراج عني اليوم، لكن اجابتهم كانت بأن قرار الافراج لم يأتي بعد، لكنهم اخبروني اليوم الساعة 10 صباحا بالافراج، ومنحوني مدة 15 دقيقة لتجهز نفسي ليتم الافراج عني".

صفقة شاليط.. الأمل الوحيد

وتعتبر الأسيرات صفقة شاليط الأمل الوحيد لهن للافراج وتقول :"عندما تنشر وسائل الاعلام أي خبر عن الجندي شاليط (بوجود تحرك بصفقة التبادل) تتوقف عندنا الحياة ونشعر بأننا سنحرر باليوم التالي ونبدأ بتحضير أنفسنا لكن سرعان ما يتحول ذلك الى قلق وتعب نفسي".

وأكدت الأسيرة المحررة انه من واجب خاطفي شاليط المطالبة بالافراج عن الاسيرات الفلسطينيات دون قيد أو شرط اسرائيلي.

الانقسام زاد الاسيرات تماسكا ووحدة

وعن الانقسام فقد أكدت الأسيرة المحررة درباس أن الانقسام بين الفصائل الفلسطينية زاد الحركة الاسيرة تماسكا ووحدة، وعزز العلاقات بين الأسيرات، موضحة أن سجن شارون يحوي اسرى من الشعبية وحماس والجهاد.

وتقول:" داخل الاسر نعيش في مجتمع مصغر، فلدينا علاقات اجتماعية وبرنامج يومي بين القراءة والكتابة والرياضة والأكل والنوم..".

يوم الاعتقال وظروف التحقيق

وكانت الشابة درباس قد اعتقلت بعد مداهمة منزلها في قرية العيسوية شمال شرق القدس بتاريخ 8-5-2007 صباحا، ونقلت الى المسكوبية وبقيت في العزل لمدة 28 يوما استخدم بحقها عدة طرق وأساليب للاعتراف.

وتقول:" لا تختلف أساليب التحقيق بين الاسير والاسيرة فالمهم لدى السلطات الاسرائيلية الحفاظ على "أمن اسرائيل"، وذكرت عن تهديدها باحضار اشلاء من جثة والدتها المتوفية للاعتراف، اضافة الى التحقيق المتواصل على مدار الساعة ومنعها من النوم، أما الاستراحة فتكون لدقائق معدودة للطعام سيء النوعية وقليل الكمية.

وتقول لم يتم تعذيبي جسديا لكني تلقيت (كف واحد) من قبل احد المحققين الذي سألني..ما لون الحائط بالغرفة ؟؟ وعند عدم اجابتي قام بلكمي على وجهي.

لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين ونادي الأسير

وتقدمت لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين ونادي الأسير الفلسطيني في القدس بالتهنئة الصادقة من الأسيرة المحررة ندى للافراج عنها.

وأوضح أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين انه بالافراج عن الاسيرة درباس يبقى في السجون الاسرائيلية 4 اسيرات هن آمنة منى محكومة مدى الحياة، وسناء شحادة محكومة كذلك مدى الحياة، وابتسام العيساوي محكومة 15 عاما وهي أم لست أطفال تركت اصغرهن وهي 6 شهور، أما الاسيرة المحامية شيرين العيساوي فهي لا زالت قيد التوقيف.

وقال أبو عصب:" ان ظلم مضاعف تعاني منه الاسيرات داخل السجون الاسرائيلية، باهمال طبي وحرمان من التعليم وفرض العقوبات العديدة عليهن، مشيرا ان ظروف الزيارة للاسيرة الام هي ذاتها لأي اسير وأسيرة فتكون من خلف الزجاج وتحرم من احتضان ابنائها وتقبيلهن.

وشدد أبو عصب على ضرورة الاهتمام بقضية الأسيرات الفلسطينييات فهن من قضوا سنوات طوال خلف القضبان لاعادة الشرف للأمة العربية والاسلامية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]