لا شك أن كل أم في الدنيا تستحق التكريم، خصوصا في عيد الأم، الذي وُجد أصلا بمبادرة من الأولاد والشبان الذين رغبوا أن يقولوا لأمهاتهم "شكرا جزيلا" على مجهودك في تربيتنا وتنشئتنا، لنصبح ما نحن عليه، شكرا على كل شيء قدمتيه لنا، شكرا لأنك أطعمتمينا وكسيتينا واهتميتي بنا وكنت معنا في الصعاب والغلاب… لا شك أن للوالد دور هام أيضا، ولكن اليوم عيد الأم، وكيف لنا ألا نكرّم والداتنا في هذا اليوم…

وفي خضم بحثنا عن قصص لأمهات مميزات، فريدات من نوعهن، واللواتي تستحققن بالفعل هذا التكريم، التقينا بالسيدة آمال نصّار من حيفا، والتي ربّت أربعة أولاد، رباعية توأم، بعد سبعة عشر عاما من الزواج سوداويات بدون أولاد، وبعد أن ربّت العديد من أولاد ليسوا من لحمها ودمها….

عيد الأم: أم الدنيا والحب والحنان والثقة بالنفس والأمل والرجاء والسعادة


في ردها على سؤال: ماذا يعني لك عيد الأم؟ تقول آمال نصّار: "كلمة أم تعني لي أم الدنيا... أم الدنيا بكل معنى الكلمة، لا أحد يمكنه أن يتوقع كم غالية عليّ هذه الكلمة، أن تسمع كلمة "ماما" لأول مرة، فهذه الكلمة تعني لي الكثير من الحب والحنان والثقة بالنفس، والأمل والرجاء والسعادة... اسمي آمال – جمع الأمل، وكان أملي كبيرا جدا بأن أسمع هذه الكلمة، فانتظرت طوال 17 عاما حتى جاء من يقولها لي بحق وحقيقة!! وبعد سبعة عشر عاما استجاب ربنا لدعواتي ووضع حدا لعذابي، وأعطاني النعمة التي بكيت، بكل معنى الكلمة بكيت، أياما وليالي لأصل لهذه اللحظة التي أصبح بها والدة وأمة بالفعل، هذه اللحظة تعني لي كل شيء في الدنيا"...

لا بدّ أن أصير أمًا

وتقول نصّار، التي باتت اليوم في الـ59 من العمر، أنها طوال عمرها تحلم بأن تصبح والدة، أما، تربّي أطفالا من لحمها ودمها: "مثل حلم كل مراهقة أن تتزوج، كان لدي هذا الحلم، وفعلا تزوّجت بسن صغير، عندما كان عمري 17 عاما، وحلمت بأن أصبح أمّا شابة يافعة، ولكن هذا الحلم لم يتحقق، بل استغرقني 17 عاما من العذاب والطموح والحزن والبكاء وملاحقة الأطباء ليصل في يوم من الأيام الأمل لأصبح أما".

وتضيف: "انتقلنا للسكن في ايلات للعمل هناك، وهناك في ايلات قطع الأطباء لي الأمل، وخلال طوال هذه الفترة كنت آتي الى حيفا لأحتكم وللمشورة الطبية واجراء الفحوصات، حتى أن أحد الأطباء في رمبام قطع لي الأمل كليا قائلا: “للأعمى لا نزرع العيون"!!! حينها غضبت كثيرا وأثار حفيظتي فكدت أقلب عليه الطاولة، ولكن زوجي أخذني من يدي وغادرنا المكان. عدنا الى ايلات، وحينها قررنا أن نعود الى حيفا وأن نستقر في حيفا مع العائلة والأشقاء وأولادهم، لأني كنت أحب الأطفال كثيرا، وكنت أحب اللعب معهم ومداعبتهم وما الى ذلك. عندما كنت أسمع في الراديو عن طفل ولد دون أم واب أو رموه في النفايات أو تركوه ملقى في الشارع في مراحيض عمومية، كنت أتضايق كثيرا... وأكثر من مرة فكّرت مليا في احتمال التبني، أن اتبنى طفلا أو طفلة، ولكن كان هناك شيء ما في داخلي يقول لي أنه كتب لي أن أصبح أما، لا بد أن أصير والدة"!!!!

الحل: الإخصاب خارج الجسم وأطفال الأنابيب

على مدار سنين زواجها الـ17، ربّت آمال العديد من الأولاد، واهتمت بأولاد غيرها وأغضقت عليهم المحبة وكأنهم كانوا أولادها، فكم من أولاد الجيران والأشقاء والأقارب ائتمنوا أولادهم لديها، فما كان منها إلا أن ساهمت في تربيتهم وكأنها تربيّ أولادها هي، وتواصل حديثها عن مسعاها للحمل والولادة، علما أنها حملت أكثر من مرة لكن الحمل لم يكن ناجحا: "سكنا في حيفا، وبدأت العمل في مصنع للخياطة، في احدى الأيام في عام 1985 قرأت في صحيفة عبرية عن حل جديد لمشكلة العقم، وكان الحديث يدور عن أطفال الأنابيب، In vitro fertilization (IVF)، (علما أنه أول مرة أجريت عملية الاخصاب خارج الجسم، وعمليا داخل أنابيب مخبرية، في العام 1978 لسيدة بريطانية، والتي ولدت في ما بعد بعملية قيصرية أول طفلة أنابيب في العالم)، وكان هذا أملي الأخير. اتصلت بالعيادة في مستشفى "هشارون" بيتح تكفا لدى بروفيسور يعقوف ودكتور فيلدبيرج ودكتور أشكنازي، وتوجهنا أنا وزوجي الى العيادة، فسّروا لنا طريقة العلاج الذي كان حديثا جدا في العالم أجمع وفي اسرائيل على وجه الخصوص".

الحمل الأول في إسرائيل والرابع في العالم ...خارج الرحم!

وتتابع حديثها بالقول: "مررت بعلاجات كثيرة في مستشفى هشارون، وأجري الاخصاب خارج الجسم وتم زرع 5 بويضات مخصبة في الرحم. بعد بضعة أيام أجرينا فحص دم، وتبين أنه نجح الحمل، الفرحة في تلك اللحظة كانت فرحة لا توصف... أنا حامل.. بعد سبعة عشرة عاما من الزواج... زوجي بنفسه كاد يهوي أرضا لفرحته الشديدة، كل العائلة فرحت لنا بنجاح الحمل... بعد 17 عاما من انقطاع الأمل، علما أني لم أفقد الأمل بتاتا، حتى عندما قال لي أحد الأطباء في رمبام "للأعمى لا نزرع العيون"، حافظت على الأمل، وآمال باتت حاملا، بعد سنين من اليأس وفقدان الأمل..... بعد شهرين من الحمل تبين أن احدى الأجنّة انتقل الى رحمته تعالى... ابني شاهين يقول انه هو الذي تشاجر معه وركله عندما كانا في الرحم، فتوفي الخامس، وبقيت مع أربعة أجنّة... قضيت سبعة أشهر في المستشفى تحت الرقابة الشديدة، لأن الحمل كان فريدا من نوعه، فالاخصاب تم بطريقة جديدة، خارج الرحم، وكنت حاملا بأربعة توائم، وهذا أول حدث في اسرائيل، والثالث في العالم... حملت أول رباعية توأم في البلاد أجمع"...

آمال ولّدت أربعة

الحلم صار حقيقة، كما تحدثنا نصار في 21-8-1986، قائلة: "الساعة الثانية فجرا تمت عملية الولادة، ولكنها لم تكن عملية عادية، بل كانت عملية قيصرية، حفاظا على سلامة الاجنّة وسلامتي، وخشية من أن يحدث أي خلل غير مقصود خلال عملية ولادة طبيعية. الفرحة كانت عارمة، الاتصالات وصلت حيفا مباشرة، علما اني كنت في مستشفى "هشارون" في بيتح تكفا، وعلت أصوات الحناجر مجلجلة بالزغاريد والآهات في حيفا والجش والناصرة لهذا الحدث المميز.... وكان الكل يهتف: “آمال ولّدت أربعة"... بعد ولادة التوأم انقلبت كل الاحزان الى أفراح.. لم يبق في القلب احزان، بل فرحة وفرح وفرحة وفرح... وهكذا اصبحت أما بعد 17 عاما من العذاب.... أتمنى لكل أم أو سيدة أو فتاة ترغب بأن تصبح أما أن تتوجه الى الطب وأن تفحص امكانية الاخصاب خارج الجسم، وربنا "يطعمها" مثلما "طعمني"".

الأسماء، التي اختارها آمال وزوجها خليل لأولادهم، لم تكن وليدة الصدفة، بل لأسباب كثيرة، فشاهين، سُميّ بهذا الاسم تيّمنا بشقيق زوجة خال والده خليل، والتي كانت طوال عمرها تنادي الوالد السعيد خليل نصّار، بـ"أبو شاهين"، فحين بات والدا، ما كان الا أن سُميّ بشاهين. مُنايا، التي كانت الثانية لترى النور خلال عملية الولادة، سُميت بذلك لكونها وأشقائها "مُنى" الوالدة التي طالما تمنت أن تصبح أما. ابراهيم، أطلق عليه هذا الاسم بناء على طلب جدّه وتميّنا بابراهيم الخليل، ليكون ابراهيم خليل نصّار. بينما كريمة أو "كيمو" كما تحبّ ان تسمّى، فقد سُميّت بهذا الاسم تكريما لعمّتها، كريمة.

بين مستشفى وآخر... مسيرة الشقاء

ولكن العذاب لم يتم فقط بعملية الولادة الصعبة والمعقدّة، بل استمر حتى بعد الولادة، بمسيرة تنقّل بين مستشفى وآخر لعلاج الأطفال، فتقول آمال: "بعد الولادة، بقي الاولاد في المستشفى حوالي شهر، في الحاضنة، حتى أصبح وزنهم عاديا، وتم تسريحهم من المستشفى الى البيت في حيفا، الاستقبال كان حافلا، عقدنا احتفالا خاصا لاستقبال هؤلاء الأطفال بعد 17 عام... ربيّناهم برموش العينين، والفرحة لا تسعنا".

وتضيف: "ولكن لا بد أن تكون صعوبات، فالأربعة ولدوّا خدّجا، في الشهر السابع من الحمل، ولم يكن من السهل تربيتهم، خصوصا أننا صرفنا كل ما نملك على العلاجات الطبية، بعنا بيتنا وبقينا دون مأوى، فسكنّا لدى حماي في بيت أهل زوجي في غرفة صغيرة".

وتتابع نصّار حديثها بالقول: "بعد ثلاثة أشهر من الولادة، تغيّر الطقس، وبدأ الخريف، وبدأ الأطفال يشعرون بالاعياء، وبشكل خاص شاهين، الذي أصيب بالنزل وظهرت عليه علامات الربو، فمكثنا في المستشفى، واول عيد ميلاد مع الأطفال كان غريبا جدا، قضيته في المستشفى مع شاهين، بينما الثلاثة البقية في البيت مع كل العائلة، وعقلي هنا كان يعمل ضعفين، أفكر في الأولاد، همي شاهين في المستشفى وهمي الآخر البقية في البيت... كانت لحظات صعبة جدا ويأس... وحتى هذا اليوم لا أنسى كيف "رشق" الدم نحوي عندما حاول الاطباء وضع "انفوزيا" له، وعندما وغزوه بالابرة.. فرحنا أننا بتنا اهل صحيح، ولكن العذاب بدأ.... بعد أسبوع تم تسريح شاهين الى المنزل، احتفلنا برأس السنة الأول جميعا كعائلة مع أولادنا الأربع في البيت، برفقة حماي وحماتي المرحومين وبقية أفراد العائلة"....

ولكن القصّة لا تنتهي هنا، فبعد العيد بأسبوع، تقول نصّار: "عدنا الى المستشفى مع الـ"خواجا" شاهين، وصرنا كل اثنين وخميس نزور المستشفى مع شاهين، وبدأ صريك الأسنان، وبدأ العذاب الحقيقي... في يوم من الأيام، اختنق شاهين، وصار لونه أزرقا ولم يعد بوسعه التنفس، فذهبت الى طبيب الأطفال الياس سعيد، والذي قال لي: "ماذا تنتظرين؟ الى المستشفى بسرعة"، فذهبنا الى مستشفى "بني تسيون" (روتشيلد سابقا)، وكان شاهين بوضع حرج جدا، ولكن بلحظة ربانية والهام من الأطباء هناك، نقلوه الى غرفة الطوارئ للأطفال في رمبام لعلاجه، وكاد ان يلقى حتفه لولا ذلك.. ولكن الحمدلله نجح الاطباء في رمبام بعد ثلاثة أيام من التغلب على ضيقة النفس، ومشاكل تنفسي نتيجة الولادة".

وتتابع قائلة: "وبعد سبع أو ثمانية أشهر، قرروا أن يعطوه دواء "فوسيد" للتخلص من السوائل من الرئتين، وكان خطأ مطبعي منيّ، اني فهمت ما كتب خطأ، حيث كتب 7 MG = 1 CC ، ولكني أخطأت وأعطيته ما يساوي 7 CC ثلاث مرات باليوم كما كان مطلوبا، بدل أن أعطيه 1 أعطيته 7، ثلاث مرات باليوم، فتحوّل في ساعات الليل الى "هيكل عظمي مخيف"، الجلد التصق بالعظم، حينها ذهبت الى المستشفى بسرعة فائقة وأنا أشهق بكاءا ومعي علبة الدواء. عندما رآني الدكتور الياس سعيد في المستشفى سألني عما حدث، فأريته الدواء وقلت له ما حصل... بحث عن مكان ليضع فيه الانفوزيا في الجسم، ولم يجد الاطباء مكان الا وضعها في الرقبة، ومن كثر ما كان يحارب ويخانق للحياة على ما يبدو، وكان "يتزعفل" كثيرا، وضعوا أكياس رمل في محاولة لتهدأته وايقافه عن الحركة كي لا تخرج الانفوزيا من الجسم من جديد.. وبعد ثلاثة أيام تم تسريحه من المستشفى، وتبيّن من الفحوصات التي أجريت في وقت لاحق أن جزءا كبيرا من السوائل في رئتيه قد أزيلت بسبب هذا الخطأ الصغير مني. وكانت هذه آخر مرة أمكث فيها مع شاهين في المستشفى".

وتردف قائلة: "قبل ذلك، في احدى الأيام عندما كانت عائدة مع شاهين من المستشفى، وصلت المنزل ووجدت أن ابراهيم كان مصابا بالرشح والنزل، فما كان مني الا أن عدت الى المستشفى مباشرة هذه المرة مع شقيقه ابراهيم. في مرة أخرى عندما عدت مع شاهين من المستشفى لأخذ استراحة قصيرة، اضطررت الذهاب الى مستشفى رمبام مع شقيقته منايا، هذه المرة بسبب كيس أبيض "كيس حليب" في الغدد، وأجريت لها عملية جراحية لازالته حينها".

لا مساعدة من جهات رسمية

ولم تحظ بالمساعدة من أي جهة كانت في الاهتمام بشؤون الأولاد الأربعة، كما تقول آمال، فعندما يولد في الغرب رباعية توأم، عادة ما تقوم الدولة وأذرعها الطويلة بتقديم المساعدة للأهل ويكون الاهتمام بهذه العائلة الفريدة كبيرا، ولكن ليس في بلادنا، خصوصا وأن الحديث يدور عن عائلة عربية، فتقول آمال: "الشؤون الاجتماعية لم يساعدونا كما يجب، من الجمل أذنه، كما يقال، ولم ألق المساعدة من أي جهة كانت في تربية هؤلاء الأطفال. فأعطوني مساعدة لمربية اول ثلاثة أشهر 100% فقط، وفي الأشهر الثلاث التالية 60%، وفي نصف السنة الباقية 30% فحسب، وبعدها لا شيء. وكيف لي أن أربي أربعة لوحدي؟ كانت حماتي وجارتها أم الزوزو المرحومتين يساعدنني كثيرا في تربية الرباعية.

وعدا عن الأقارب، والمرحوم وناشط السلام ايبي نتان الذي وهبني ألف شاقل عند ولادة الرباعية، وعن زوج مسنين من بيتح تكفا، مئير وماجدا، الذين كانا يرسلان شيكا مع بعض المال في كل عيد ميلاد للأولاد على مدار سنين طويلة، لم نحظى بدعم من أي جهة".

وتضيف آمال: "رغم كل الصعوبات والغلبة من شاهين ومنايا وابراهيم وكريمة، والوقت الطويل الذي قضيته في المستشفيات، لا بد أن تفرج، بحسب ما كانت جدتي المرحومة تقول دوما، وكانت تحكي لي قصة مفتاح الفرج. وتقول لي أنه لا بد أن يأتي الفرج...

ولا بد لي أن أشكر حماتي المرحومة، التي كانت كل يوم تفيق في الخامسة صباحا، لتحضّر الطعام للرباعية، فكانت تحضّر 32 زجاجة من الحليب، غذاء للأولاد طوال اليوم، وكانت تحب كثيرا أن تقوم بذلك وتساعدني دوما برعاية شؤونهم"...

ويكبر الأولاد...

اما عن المراحل الدراسية الأولى تقول: "أول سنة ذهبوا الى الحضانة بكوا كثيرا، وشاهين كان يبكي كثيرا هو وابراهيم حتى يروني بجانب الباب.

في احدى المرات كان على شاهين المشاركة في مسرحية في الحضانة، وكان يتوجب عليه أن يؤدي دور ديك، ويلبس لباس ديك، ولكنه خاف جدا من الديك ولم يقبل لبسه، فأعطوا الدور لطفل آخر. وحتى في المسرحية عندما شاهدها بكى. بعد الحضانة جاء الصف الأول، وعندها لم يقبل ابراهيم دخول الصف، وحينها كنت قد باشرت بالعمل أيضا، ولكن ابراهيم لم يقبل دخول الصف الأول، فاضطررت الى ترك عملي والذهاب للجلوس مقابل غرفة الصف، لبضعة ايام لحين تأقلم ابراهيم وتعوّد على هذه المرحلة الجديدة".

وتتابع حديثها بالقول: "وبسبب دخول الأربعة المدرسة، قررت ترك عملي بعد الظهر والعمل فقط في ساعات الصباح في "بيت النعمة"، ولأتمكن من مساعدتهم في دروسهم ووظائفهم بعد المدرسة، واستمر ذلك حتى الصف الرابع، حينها بحثت عن عمل اضافي كي نتمكن من التكفل بمصاريف المدرسة والمصاريف الأربعة، ورغم أن المرحوم طيب الذكر كميل شحادة (ابو جمال) مؤسس بيت النعمة، حيث كنت أعمل، كان يساعدني في التسجيل والشهرية للمدرسة، كنا بحاجة لأكثر من ذلك، كنا نعمل أنا زوجي ليل نهارا كي نربيّ الأربعة".

عندما وصلوا الصف الثاني عشر "بنشرت"

وتضيف: "وهكذا استمرت الحياة 17 عاما إضافية... وعندما وصلوا الصف الثاني عشر، "بنشرت"، وبسبب كوني عملت كعاملة نظافة لسنين طويلة، ومرة كنت قد وقعت في المدرسة التي كنت أعمل على تنظيفها وأصبت بظهري فيها، وتواصلت أوجاع وآلام الظهر، حتى اضطررت لاجراء عملية جراحية في الظهر، وبعدها لم يعد بوسعي العمل بتاتا".

وكبر الأولاد، وأنهوا دراستهم الثانوية بتفوّق، كل بمجال تخصصه، شاهيّن توّجه لدراسة هندسة المواد والكيمياء في معهد العلوم التطبيقية – التخنيون، قبل أن يلتحق بجامعة حيفا لدراسة الاتصال (الصحافة والاعلام) والفلسفة، منايا التحقت بجامعة تل أبيب وباتت على مشارف انهاء دراستها التمريض، وكريمة تخرّجت من كلية الجليل الغربي بلقب أول بالتربية والتعليم الخاص، في حين أن ابراهيم واصل عمله في التجارة وخاض عدة دورات في التجارة.

وتقول آمال عن أولادها: "اليوم أنا فخورة جدا بأن أبنائي اعتمدوا على نفسهم ودرسوا في الجامعات ونجحوا في الحياة. طبعا بعد توجيهاتي الكثيرة، وكم كنت أرغب بأن يصبحوا أطباء ودكاترة، كما وعدت الأطباء الذين ساعدوني على أن أصبح أما. ولكني سعيدة أنه بتوجيهي وصل كل منهم لهدفه وتعلّم ما يرغب به... ولم تعرف سعادتي الحدود بزواج ابنتي كريمة في العام المنصرم، ومؤخرا وصلنا أجمل خبر في الدنيا، أنني سأصبح جدة بعد بضعة أشهر، فقالت لي "كيمو" أنها حامل. ولا تسعني الدنيا فرحا، فما أغلى من الولد الا ولد الولد".

كلمة أخيرة: كل عيد أم وكل أمهات العالم بخير

وتنهي نصّار حديثها بالقول: "في الختام أتمنى لكل فتاة او امرأة أو سيدة التي ترغب أن تصبح أما، أن تتوجه لعملية التخصيب خارج الجسم والطب الحديث، فمنذ أن نجحت أنا بهذه الطريقة بأن أصبح أما، هناك طرق أحدث لتصبحين أما. وكل عيد ام وكل أمهات العالم وأنتن جميعا بخير... سلام أحلى سلام، يمامة السلام لكل الأمهات"..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]